كمبالا في 24 مايو/أيار 2013- اختتم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم اليوم الجمعة زيارة تاريخية استغرقت ثلاثة أيام لجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا، وتعهدا خلالها بأن تعمل المؤسستان العالميتان معا عن كثب لتحقيق السلام والأمن والتنمية الاقتصادية لمنطقة البحيرات العظمى التي لم تذق طعم ثمار الرخاء منذ زمن طويل.
وتضمنت الزيارة التي استمرت من 22 إلى 24 مايو/أيار مناقشات مكثفة مع قادة البلدان الثلاثة في أعقاب التوقيع الذي جرى في فبراير/شباط على الاتفاقية الإطارية للسلام والأمن والتعاون في الكونغو الديمقراطية والمنطقة" لإنهاء العنف في منطقة كابدت عقودا من الحرب بين دولها. وقد شارك في التوقيع على هذه المعاهدة 11 بلدا.
وتعليقا على ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الاتفاقية الإطارية هي أول خطوة لتحقيق السلام والأمن في هذه المنطقة. وعلى كل واحد من قادة المنطقة أن يستفيد إلى أقصى حد من هذه الفرصة لتعزيز الاستقرار وإتاحة ثمار التقدم الاقتصادي لجميع شعوبهم... أعتقد أن تعاون الأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي يعطي بارقة أمل جديدة في منطقة تتعطش لأخبار سارة."
وقد أشاد جيم يونغ كيم بقادة البلدان الثلاثة وأيضا بالأمين العام للأمم المتحدة لالتزامهم بدعم الاتفاقية الإطارية، مضيفا في الوقت نفسه إلى أن هناك المزيد مما يتعين عمله.
وقال كيم، "علينا القيام بعمل موحد الآن لأن السلام لن يحل بدون تنمية، والتنمية لن تتحقق بدون سلام. وأمام قادة منطقة البحيرات العظمى الفرصة للبناء على التزام الأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي من خلال القيام بكل ما هو ضروري لإنهاء الفقر وبناء الرخاء لكل هؤلاء الذين عانوا لسنوات. وعلى العالم أن يقول بصوت قوي وواضح إن ما حدث لأكثر من جيل في البحيرات العظمى لم يعد قائما. إنها وصمة في ضميرنا الأخلاقي جميعا".
في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أولى محطات الزيارة، اجتمع كيم وبان بالرئيس جوزيف كابيلا الذي أكد لهما التزام بلاده بإنهاء الصراع في الداخل ومع البلدان المجاورة التي امتد إليها القتال. وبدا كابيلا عازما على ترسيخ مكانة الكونغو كزعيم اقتصادي إقليمي وملتزم ببناء السلام.
وخلال وجوده في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعهد كيم بتقديم مليار دولار إضافية لتحسين خدمات الصحة والتعليم والتغذية والتدريب المهني وغيرها من الخدمات الأساسية الأخرى في الكونغو ومختلف أنحاء البحيرات العظمى.
وفي رواندا، التقى كيم وبان بالرئيس بول كاغامي، وزارا النصب التذكاري للإبادة الجماعية في جيسوزي، والذي يجسد ذكرى 800 ألف شخص قتلوا خلال المذابح الجماعية في رواندا عام 1994 ويقف شاهدا صارخا على الثمن الباهظ الذي تدفعه البشرية للحرب. كما قاما بزيارة مقاتلين سابقين ووضعا حجر الأساس لمركز جديد للنساء والفتيات من ضحايا العنف.
وفي أوغندا، رحب الرئيس يوري موسيفيني بالزعيمين وأقر بأن الأمم المتحدة والبنك الدولي يدعمان جهود بلاده لتحقيق السلام. يُذكر أن الحرب الأهلية التي دارت رحاها في شمال أوغندا منذ ثمانينيات القرن الماضي قد أودت بحياة الآلاف، وشردت مجتمعات محلية بأسرها، ودمرت البنية الأساسية والمؤسسات. ومنذ عام 2005، تعيش أوغندا ميلادا جديدا يتسم بالبطء ولكن أيضا بالثبات مع تراجع نسبة الفقر بنسبة 14 في المائة في الفترة بين 2005 إلى 2010.
وتبشر الزيارة التي قام بها بان وكيم بمستوى غير مسبوق من التعاون بين المؤسستين العالميتين، وتنبئ بعزمهما على دعم الزعماء الأفارقة الذين يقودون بلادهم للخروج من مستنقع الصراع إلى حقبة جديدة من السلام والاستقرار والرخاء.
وفي هذا الصدد، قال كيم "نعد بأن نعمل بشكل مختلف، وأن نتحرك معا وعن كثب مع قادة المنطقة. ويحدونا الأمل أن تصبح البحيرات العظمى في أفريقيا رمزا عالميا لما هو ممكن حينما تعمل البلدان معا لانتشال نفسها من مستنقعات الصراع والنجاح في تعزيز النمو الاقتصادي والرخاء المشترك."