نيويورك/ جنيف، 13 سبتمبر/أيلول 2013 - وفقاً لتقرير جديد صدر اليوم عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومجموعة البنك الدولي وإدارة الشؤون الإقتصادية والإجتماعية بالأمم المتحدة/ شعبة السكان، ففي عام 2012، توفي حوالي 6.6 مليون طفل في العالم قبل أن يكملوا عامهم الخامس – أي بمعدل 18,000 طفل يومياً. وهذا العدد يمثل تقريباً نصف عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين كانوا يموتون في عام 1990، عندما كان هناك أكثر من 12 مليون طفل يموتون سنوياً.
وقال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف: "إن هذا الإتجاه هو إتجاه إيجابي. فقد تم إنقاذ ملايين الأرواح، ولكن يمكننا أن نفعل أفضل من ذلك. ويمكننا منع معظم هذه الوفيات، بإستخدام خطوات بسيطة قامت العديد من البلدان بإتخاذها بالفعل - ما نحتاج إليه هو إحساس أكبر بالأهمية الملحة لهذا الأمر".
ويعتبر الإلتهاب الرئوي والولادة المبكرة والإختناق أثناء الولادة والإسهال والملاريا من الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وترتبط حوالي 45 في المائة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة عالمياً بنقص التغذية.
وتحدث نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة تقريباً في خمسة بلدان فقط: الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية والهند ونيجيريا وباكستان. وتمثل الهند (22 في المائة) ونيجيريا ( 13 في المائة) معاً أكثر من ثلث وفيات الأطفال دون سن الخامسة.
المواليد أكثر عرضة للمخاطر
تقول د. مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية: "إن رعاية الأم والطفل خلال 24 ساعة الأولى من حياة أي طفل هي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة ورفاه الإثنين معاً. وتحدث نصف وفيات الأطفال حديثي الولادة تقريباً خلال اليوم الأول من الحياة."
ويمكن إنقاذ حياة معظم هؤلاء الأطفال إذا أتيحت لهم بعض خدمات الرعاية الصحية الأساسية، والتي تشمل توافر الرعاية الماهرة أثناء الولادة وبعدها؛ وتوافر أدوية رخيصة مثل المضادات الحيوية؛ والقيام بممارسات مثل الإتصال بين الأم والوليد عن طريق الجلد والرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة.
التقدم والتحديات
في حين أن متوسط المعدل السنوي العالمي للحد من وفيات الأطفال دون سن الخامسة قد تسارع من 1.2 في المائة سنوياً في الفترة 1990-1995 إلى 3.9 في المائة في الفترة 2005-2012، إلا أنه يظل غير كافٍ لإحراز الهدف الإنمائي للألفية 4 والذي يهدف للحد من معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة الثلثين بين عامي 1990 و2015.
وقال كيث هانسن، القائم بأعمال نائب رئيس التنمية البشرية في مجموعة البنك الدولي: "إن الإستثمارات المتواصلة التي تقوم بها البلدان لتعزيز النظم الصحية ضرورية للتأكد من أن جميع الأمهات والأطفال يمكنهم الحصول على الرعاية الجيدة التي يحتاجونها ليعيشوا حياة صحية ومنتجة."
وتواجه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحديات كبيرة بشكل خاص، حيث أن المنطقة تعاني من أعلى معدلات وفيات للأطفال في العالم. مع معدل يبلغ 98 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية، والطفل المولود في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يواجه خطر الموت قبل عيد ميلاده الخامس أكثر من الطفل الذي يولد في البلدان ذات الدخل المرتفع بنحو 16 ضعفاً.
ومع ذلك، فقد أظهرت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تسارعاً ملحوظاً في التقدم المحرز، مع زيادة المعدل السنوي للانخفاض في الوفيات من 0.8 في المائة في 1990-1995 إلى 4.1 في المائة في 2005-2012. وهذا نتيجة للسياسات الحكومية السليمة والإستثمارات ذات الأولوية وإجراءات معالجة الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال والوصول حتى لمجموعات السكان الأصعب في الوصول إليها.
الجهود العالمية والوطنية الرامية إلى تحسين صحة الطفل
على المستوى العالمي والوطني، تجري سلسلة من المبادرات الرامية إلى تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية للأم والطفل، وهي تستلهم استراتيجية الأمين العام للأمم المتحدة المعنية بصحة المرأة والطفل والتي تحظى بتأييد عالمي واسع النطاق وتهدف إلى إنقاذ أرواح 16 مليون شخص بحلول عام 2015 من خلال نهج "سلسلة الرعاية".
وكجزء من هذه الإستراتيجية، يتم التركيز على مجالات محددة وذلك عن طريق:
• خطة عمل عالمية للتحصين تعمل على وصول التحصين للجميع بحلول عام 2020. والتحصين هو واحد من الإجراءات الأكثر فعالية التي تقوم بها البلدان ويتم دعمها عالمياً، وهو يحول دون وقوع ما يقدر بنحو مليونين إلى ثلاثة ملايين حالة وفاة سنوياً في جميع الفئات العمرية من جراء الإصابة بالدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي والحصبة. وفي عام 2012، تم تحصين ما يقدر بنحو 83 في المائة من الأطفال الرضع (111 مليون طفل) في جميع أنحاء العالم بثلاث جرعات من اللقاح الثلاثي ضد الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي.
• قد قامت حوالي 176 بلداً بالتوقيع على تجديد الوعد - دعوة إلى العمل أطلقتها حكومات إثيوبيا والهند والولايات المتحدة، إلى جانب اليونيسف، في حملة عالمية لمنع وفيات الأطفال الناجمة عن أسباب يمكن منعها بسهولة.
• تساعد لجنة الأمم المتحدة المعنية بالسلع الأساسية المنقذة لأرواح النساء والأطفال البلدان على تحسين فرص الحصول على الأدوية ذات الأولوية مثل المضادات الحيوية الأساسية وأملاح الإماهة الفموية.
• وفي وقت سابق من هذا العام، انضمت منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى شركاء آخرين في وضع خطة العمل العالمية الجديدة لمكافحة الإلتهاب الرئوي والإسهال، والتي تهدف الى القضاء على وفيات الأطفال التي يمكن تجنبها والناجمة عن هذين المرضين الفتاكين بالأطفال دون سن الخامسة بحلول عام 2025. وتعزز خطة العمل الممارسات المعروفة لحماية الأطفال من الأمراض، مثل خلق بيئة صحية في المنزل، واتخاذ تدابير لضمان أن كل طفل يمكنه الوصول إلى التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة والتي أثبتت جدواها.
• وبالمثل، هناك شركاء يعملون على خطة عمل كل مولود: خطة عمل عالمية للقضاء على الوفيات التي يمكن تجنبها. والهدف هو إطلاق خطة العمل العالمية المعنية بالأطفال حديثي الولادة هذه في مايو/أيار 2014، وهي تقدم توجيهات إستراتيجية لمنع وإدارة الأسباب الأكثر شيوعاً لوفيات الأطفال حديثي الولادة، والتي تمثل نحو 44 في المائة من جميع وفيات الأطفال دون سن الخامسة.
• تدعم اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومجموعة البنك الدولي الحركة العالمية لتوسيع نطاق التغذية في جهودها الرامية إلى التعاون مع البلدان على تنفيذ برامج لمعالجة سوء التغذية على نطاق واسع مع التركيز بشكل أساسي على تمكين المرأة.
وقال وو هونغبو، وكيل الأمين العام لإدارة الشؤون الإقتصادية والإجتماعية في الأمم المتحدة: "إن الشراكات العالمية الرامية لزيادة تسريع وتيرة الحد من وفيات الأطفال دون سن الخامسة على الصعيد العالمي وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ضرورية. وفي هذا الصدد، فمن الأهمية بمكان أن تقوم الحكومات الوطنية وشركاؤها في التنمية بمضاعفة جهودها حتى نهاية عام 2015 وما بعده. "
ملاحظة
من الصعب إنتاج تقديرات عالمية لوفيات الأطفال لأن العديد من البلدان تفتقر إلى أنظمة متكاملة لتعقب السجلات الحيوية. وتستند التقديرات الصادرة اليوم إلى نماذج إحصائية وبيانات من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك المسوح الأسرية والتعدادات.
جميع الأرقام المذكورة هنا تقع ضمن نطاق الثقة الإحصائية. على سبيل المثال، فإن عدد الوفيات العالمية المقدرة يبلغ 6.6 مليون حالة وفاة في عام 2012 يقع ضمن نطاق الثقة الإحصائية من 6.3 إلى 7.0.
حول المجموعة المشتركة بين الوكالات لتقدير معدل وفيات الأطفال والتابعة للأمم المتحدة
تشكلت المجموعة المشتركة بين الوكالات لتقدير معدل وفيات الأطفال في عام 2004 لتقاسم البيانات حول وفيات الأطفال، وتنسيق التقديرات داخل منظومة الأمم المتحدة، وتحسين طرق تقدير معدلات وفيات الأطفال والإبلاغ عن التقدم المحرز باتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وتعزيز قدرات البلدان على إنتاج تقديرات محدثة ودقيقة لوفيات الأطفال. وتعمل المجموعة المشتركة بين الوكالات لتقدير معدل وفيات الأطفال تحت قيادة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، وتضم أيضاً البنك الدولي وشعبة الأمم المتحدة للسكان التابعة لإدارة الشؤون الإقتصادية والإجتماعية كأعضاء كاملي العضوية. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: www.childmortality.org
حول اليونيسف
تعمل اليونيسف في الميدان في أكثر من 190 بلداً وإقليماً من أجل مساعدة الأطفال على البقاء على قيد الحياة والنماء، منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية فترة المراهقة. واليونيسف، بوصفها أكبر جهة في العالم تقدم الأمصال للبلدان النامية فإنها توفر الدعم في مجال صحة الأطفال وتغذيتهم، والمياه النقية والصرف الصحي، والتعليم الأساسي الجيد لجميع الأطفال، من بنين وبنات، وحماية الأطفال من العنف والإستغلال ومرض الإيدز. وتموَّل اليونيسف بالكامل من تبرعات الحكومات والشركات والمؤسسات والأفراد. للحصول على مزيد من المعلومات حول منظمة اليونيسف وعملها، يرجى زيارة www.unicef.org – تابعونا على تويتر وفيسبوك
حول منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية هي السلطة التوجيهية والتنسيقية في مجال الصحة داخل منظومة الأمم المتحدة. وهي مسؤولة عن تأدية دور قيادي في معالجة المسائل الصحية العالمية وتصميم برنامج البحوث الصحية ووضع القواعد والمعايير وتوضيح الخيارات السياسية المسندة بالبينات وتوفير الدعم التقني إلى البلدان ورصد الاتجاهات الصحية وتقييمها وتحسين الأمن الصحي العالمي. لمزيد من المعلومات حول منظمة الصحة العالمية وعملها، يرجى زيارة www.who.int
حول مجموعة البنك الدولي
مجموعة البنك الدولي هي مصدر حيوي للمساعدة المالية والتقنية للبلدان النامية في جميع أنحاء العالم، وتهدف إلى القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الإزدهار المشترك. ويمثل تحسين الصحة جزءاً لا يتجزأ من تحقيق هذه الأهداف. وتقدم مجموعة البنك الدولي التمويل، والتحليلات الحديثة، والمشورة بشأن السياسات لمساعدة البلدان على توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة بأسعار معقولة، وحماية الناس من الوقوع في براثن الفقر أو تفاقم الفقر بسبب المرض، وتشجيع الإستثمار في جميع القطاعات التي تشكل أساس المجتمعات الصحية. www.worldbank.org/health @worldbankhealth