واشنطن 1 يوليو/تموز 2015 – لا تزال أحدث تقديرات البنك الدولي لمتوسط نصيب الفرد من الدخل القومي تُظهِر تحسُّن الأداء الاقتصادي في الكثير من البلدان المنخفضة الدخل، إذ أصبحت بنغلادش وكينيا وميانمار وطاجيكستان الآن بلدانا في الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، لتنضم إلى البلدان التي يتراوح متوسط الدخل السنوي للفرد فيها من 1046 دولارا إلى 4125 دولاراً. وانتقلت منغوليا وباراغواي من هذه الشريحة إلى الشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط التي يتراوح متوسط الدخل السنوي فيها من 4126 دولارا إلى 12735 دولارا.
وانزلق جنوب السودان، الذي تعصف به حرب أهلية وأصيب صناعة النفط الوطنية فيه بالشلل، من التصنيف في الفئة الدنيا للبلدان المتوسطة الدخل ليعود إلى وضع البلدان المنخفضة الدخل التي يبلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل فيها 1045 دولاراً أو أقل. وتُظهِر التصنيفات الجديدة لمتوسط نصيب الفرد من الدخل القومي أن سان مارينو وسلطنة عمان وتيمور الشرقية سجلت أشد هبوط من تصنيفها في عام 2013 ، إذ تراجعت بمقدار 16 و15 و15 مركزا على الترتيب. وحقَّقت المالديف ومنغوليا أكبر تحسُّن في التصنيفات إذ صعدتا 13 مركزا وثمانية مراكز على الترتيب.
وما زال السكان الذين يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل متخلفين عن أولئك الذين يندرجون في الشرائح العليا لمتوسط نصيب الفرد من الدخل، فدخولهم واستهلاكهم يقل بدرجة كبيرة عن الكثير من سكان العالم.
وسجَّلت مالاوي أقل متوسط لنصيب الفرد من الدخل القومي في العالم، إذ بلغ 250 دولاراً، أمَّا موناكو فسجَّلت أعلى متوسط، ما يزيد على مئة ألف دولار، أو أكثر من 400 مثل المتوسط في مالاوي. وفي عام 1990، كان متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي في مالاوي 180 دولارا وبعد 24 عاماً زاد متوسطها 70 دولارا فحسب. وفي الفترة نفسها، شهدت النرويج –وهي من أغنى بلدان العالم- زيادة متوسط نصيب الفرد من الدخل فيها من 26010 دولارات إلى 103050 دولاراً، وهي زيادة قدرها 77040 دولاراً أو أكثر من ألف مثل ما حققته مالاوي من زيادة.
وأحرزت بعض البلدان أيضاً تقدماً ملحوظاً. ففي عام 1990، كانت فيتنام بلداً منخفض الدخل في قاع التصنيفات، ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل فيه 130 دولاراً. واليوم، أصبح هذا البلد في الفئة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، ويبلغ متوسط نصيب الفرد فيه 1890 دولارا، مرتفعاً أكثر من 50 مركزا على سلم التصنيفات على مدى الخمسة والعشرين عاما الماضية.
وتُظهِر الأرقام الجديدة للبنك الدولي أن الأرجنتين والمجر وسيشل وفنزويلا انتقلت الآن من الشريحة العليا لفئة البلدان المتوسطة الدخل إلى البلدان المرتفعة الدخل، ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل فيها الآن 12736 دولاراً أو يزيد.
ويعكس متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي متوسط نصيب المواطن من الدخل في بلد ما بقسمة القيمة الدولارية لإجمالي دخول السكان في سنة على عدد السكان في منتصف السنة. وهو مقياس لقدرة بلد ما على توفير الرفاهية لسكانه.
وفي أول يوليو/تموز من كل عام يقوم البنك الدولي بمراجعة تصنيفه لبلدان العالم من حيث الدخل على أساس تقديرات نصيب الفرد من الدخل القومي في العام السابق. ويستخدم البنك الدولي أيضا التقديرات المحدثة لنصيب الفرد من الدخل القومي في تصنيفه العملياتي للبلدان والذي يُحدِّد أهليتها للاقتراض.
وقال كوشيك باسو كبير الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس البنك الدولي "مع أننا نحتاج إلى قياس التقدم المُحرز على صعيد التنمية بمختلف الطرق، فإن المقاييس التي تستند إلى الدخل مثل متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي لا تزال المقاييس الرئيسية لتقييم الأداء الاقتصادي. وتُظهِر أحدث بياناتنا أنه من منظور هذا المُؤشِّر، تغيَّرت الجغرافية الاقتصادية للعالم تغيُّراً كبيراً. ففي عام 1994، كان 56.1 في المائة من سكان العالم، أو 3.1 مليار نسمة، يعيشون في البلدان الأربعة والستين في الفئة المنخفضة الدخل. وفي عام 2014، انخفضت هذه النسبة إلى 8.5 في المائة أو 613 مليون نسمة يعيشون في 31 بلداً. ومن دواعي السرور أن نرى أنه خلال العام الماضي نفسه عبرت أربعة بلدان الخط الحرج من فئة البلدان المنخفضة الدخل إلى الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل."
وبالإضافة إلى البيانات الجديدة المتصلة بالدخل، تم تحديث مؤشرات أخرى في قاعدة بيانات مؤشرات التنمية في العالم(WDI) ، ومنها تقديرات معدلات تعادل القوى الشرائية لعام 2014، وإجمالي الناتج المحلي ، وميزان المدفوعات، والمؤشرات النقدية، والإنفاق العسكري، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وحركة النقل الجوي، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتجارة السلعية، وغيرها.
ويلاحظ أن هذه تقديرات أولية وربما يتم تنقيحها. وتجرى تصنيفات البلدان مرة واحدة في العام وتظل ثابتة بغض النظر عن التعديلات اللاحقة لتقديراتها لنصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي