نيويورك، 3 أبريل/نيسان 2017 – ذكر تقرير جديد للبنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية اليوم أنَّ الوتيرة الحالية للتقدُّم نحو بلوغ ثلاثة أهداف عالمية للطاقة -وهي الحصول على الكهرباء، والطاقة المتجددة، وكفاءة استخدام الطاقة - لا تتحرَّك بالسرعة الكافية لتحقيق هذه الأهداف بحلول عام 2030.
جاء ذلك في أحدث تقرير إطار التتبع العالمي لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع الذي أعده البنك والوكالة في إطار مركز معارف مبادرة الطاقة المستدامة للجميع. ويظهر التقرير أن ، وإذا لم يتوقف هذا الاتجاه، فإن التنبؤات تشير إلى أن العالم لن يوفر الكهرباء سوى لنسبة 92% من السكان بحلول عام 2030، وهو ما يقل عن مستوى توفير خدمة الكهرباء للجميع. ولم يتحقَّق التقدُّم نحو بلوغ هذه الأهداف إلا بفضل تدابير كفاءة استخدام الطاقة، ويعادل الوفر في استخدام الطاقة خلال فترة التقرير 2012 – 2014 ما يعادل استهلاك البرازيل وباكستان مجتمعتين.
ووجد البحث أن معظم البلدان لا تبذل جهودا كافية، لكن البعض حقق تقدُّما مشجعا، منها أفغانستان وكمبوديا وكينيا وملاوي والسودان وأوغندا وزامبيا ورواندا. وتُؤكِّد هذه البلدان أن التقدم المتسارع الخطى نحو تعميم الحصول على الكهرباء يمكن تحقيقه باتباع السياسات الصحيحة والاستثمارات الفعَّالة (من القطاعين العام والخاص على السواء) والتقنيات المبتكرة.
وقالت راشيل كايت، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة والرئيسة التنفيذية لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع، "إذا كان لنا أن نجعل الحصول على طاقة نظيفة ميسورة ومنتظمة حقيقةً واقعة فيجب تحفيز الجهود من خلال القيادة السياسية. وهذه البيانات الجديدة علامة تحذير لقادة العالم ليتخذوا إجراءات عاجلة أكثر تركيزا من أجل تيسير الحصول على الطاقة ووقود الطهي النظيف وتحسين كفاءة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة بغية تحقيق أهدافنا. ومع أننا حقَّقنا بعض التقدم، إذ إن كثيرا من التقنيات التي نحتاج إليها متاحة وخرائط طريق تنفيذ السياسات أصبحت واضحة على نحو متزايد، فإن هذا لا يكفي. لقد تعهَّدنا جميعا بالعمل، وكلما تأخرنا يوما أصبح الأمر أشد إيلاما وأكثر تكلفةً."
ولتحقيق أهداف مبادرة الطاقة المستدامة للجميع، تذهب التقديرات إلى أنه سيكون من الضروري زيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة بمقدار الضعفين إلى ثلاثة أضعاف، وزيادة الاستثمارات في كفاءة استخدام الطاقة بمقدار ثلاثة أضعاف إلى ستة. ويُقدر أن زيادة قدرها خمسة أمثال ستكون مطلوبة للوصول إلى هدف تعميم الحصول على خدمات الكهرباء للجميع بحلول عام 2030.
وقال ريكاردو بوليتي، المدير الأول والرئيس لقطاع الممارسات العالمية للطاقة والصناعات الاستخراجية في البنك الدولي، "إن تقرير إطار التتبع العالمي هذا العام صيحة إنذار تدعو إلى بذل مزيد من الجهد على عدد من الجبهات. فيجب زيادة التمويل، وقطع تعهدات بتبنِّي سياسات أكثر جرأة، والاستعداد لتطبيق التقنيات الجديدة على نطاق أوسع. والبنك الدولي ملتزم إلى جانب شركائنا الدوليين في مجال التنمية بمساندة البلدان لبلوغ هذه الأهداف."
من جانبه، قال الدكتور فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، "يُظهِر تقرير إطار التتبع العالمي الحاجة الملحة إلى تسريع الخطى من أجل تحقيق أهداف مبادرة الطاقة المستدامة للجميع. وإننا في وكالة الطاقة الدولية نفخر بالمساهمة مرة أخرى في إعداد هذا التقرير المهم الذي يُؤكِّد ضرورة انتقال العالم إلى الأشكال النظيفة والحديثة للطاقة وضمان مستقبل ينعم فيه الجميع بالازدهار والإنتاج."
وسيتم إطلاق تقرير إطار التتبع العالمي اليوم في منتدى مبادرة الطاقة المستدامة للجميع. وفيما يلي النقاط البارزة التي اشتمل عليها التقرير.
- فيما يتعلق بالقدرة على الحصول على الكهرباء، ومما يثير قلقا كبيرا أن هناك بلدانا كثيفة السكان تقل فيها معدلات الحصول على الكهرباء مثل أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية حيث تتناقص معدلات توصيل الكهرباء. ، فزادت نسب توصيل الكهرباء نقطتين إلى ثلاث نقاط مئوية سنويا، ومنها كينيا وملاوي والسودان وأوغندا وزامبيا وعلى وجه الخصوص رواندا. وتسير بلدان أخرى مثل أفغانستان وكمبوديا بخطى سريعة بزيادة الاستفادة من الطاقة الشمسية خارج إطار الشبكة العامة للكهرباء، وهو ما يُؤكِّد كيف يمكن للتقنيات الجديدة أن تكون مُحرِّكا لدفع عجلة التقدُّم. وستشهد البلدان التي حقَّقت تقدما سريعا في سد فجوة الحصول على الكهرباء تحسينات في مجالات التعليم والصحة والوظائف والنمو الاقتصادي.
- بشأن الحصول على وقود الطهي النظيف، (أو 57.4% -مرتفعا قليلا من مستواه في 2012)، في مؤشر على أن هذه الجهود لا تساير النمو السكاني. ففي أفغانستان ونيجيريا، على سبيل المثال، تتناقص نسبة من يستخدمون وقود الطهي النظيف نحو نقطة مئوية سنويا. وعلى الطرف الآخر، حقَّقت إندونيسيا أكبر تقدُّم، إذ زادت نسبة استخدام وقود الطهي النظيف أكثر من ثماني نقاط مئوية سنويا. وحقَّقت فييتنام والسودان أيضا نتائج جيدة.
- بشأن الطاقة المتجددة، كان التقدم بوجه عام ضئيلا. ومع أن تقنيات توليد الكهرباء الجديدة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية تنمو بسرعة، حيث ساهمت بمقدار الثلث في الزيادة في استهلاك الطاقة المتجددة في 2013-2014، فإنها تنمو من قاعدة صغيرة جدا، إذ كان نصيبها 4% فحسب من استهلاك الطاقة في عام 2012. ويتمثل التحدي في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة في قطاعي التدفئة والنقل التي تستأثر بمعظم الاستهلاك العالمي للطاقة.
- بشأن كفاءة استخدام الطاقة في أكثر 20 بلدا استهلاكا للطاقة،وساهم القطاع الصناعي بأكبر التخفيضات. ومن الضروري أن تتركَّز جهود تحسين الكفاءة في المرحلة المقبلة على القطاع المنزلي الذي أصبح أكثر كثافة في استخدام الطاقة بدلا من تخفيض هذه الكثافة.
ويقيس العدد الثالث من التقرير ما تحقَّق من تقدُّم في الفترة من 2012 إلى 2014 نحو بلوغ ثلاثة أهداف عالمية للاستدامة: وهي تعميم الحصول على الكهرباء ووقود الطهي النظيف، ومضاعفة المعدل العالمي للتحسُّن في كفاءة استخدام الطاقة، ومضاعفة نسبة الطاقة المتجددة في المزيج العالمي للطاقة بحلول عام 2030.
ويستند التقرير إلى بيانات على المستوى الوطني الرسمي ويُقدِّم تحليلا متناغما على المستويات الإقليمية والعالمية. وتضمَّن عدد عام 2013 من التقرير قياس التقدم الذي أُحرِز بين 1990 و2010، أمَّا تقرير 2015 فقد تركَّز على التقدم المُحرز من 2010 إلى 2012.
ويصدر إطار التتبع العالمي لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع كل من قطاع الممارسات العالمية للطاقة والصناعات الاستخراجية في البنك الدولي وبرنامج مساعدة إدارة قطاع الطاقة بالبنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة، ويسانده 20 منظمة ووكالة شريكة أخرى. وابتداءً من عام 2018، سيتحوَّل إصدار التقرير ليصبح سنويا بدلا من كل عامين.
للمزيد من المعلومات التفصيلية والبيانات التفاعلية يرجى زيارة موقعنا الجديد على الإنترنت gtf.esmap.org.
ويأتي تقرير (المؤشرات التنظيمية للطاقة المستدامة) الذي صدر في الآونة الأخيرة مُكمِّلا للنتائج التي أوردها هذا التقرير بتسليطه الأضواء على ضرورة تبنِّي سياسات وإستراتيجيات تساعد على حفز تقدم سريع.