يحث تقرير جديد للبنك الدولي المدن على إطلاق إمكاناتها الخفية في الأماكن العامة من أجل نموها وحيويتها
أبو ظبي 11 فبراير/شباط 2020 - يفتقد العديد من المدن حول العالم إلى فرص التنمية المهمة من خلال تجاهل الأماكن العامة أو ضعف استغلالها أو إساءة إدارتها. لكن تقريرًا جديدًا أصدره البنك الدولي اليوم في المنتدى العالمي للمدن يوضح أنه هناك فرصة هائلة من استخدام الأماكن العامة على نحوٍ أكثر ذكاءً، وذلك بإطلاق القيمة "المخفية" التي تتيحها للمجتمعات المحلية والأحياء والمدن بأكملها.
تقرير الثروة المخفية للمدن: إنشاء وتمويل وإدارة الأماكن العامة يفيد بأن الأماكن العامة الحضرية جيدة التصميم التي تركز على البشر لها إمكانات هائلة لتصبح أصولًا يمكن للمدن الاستفادة منها في إحداث تحوّل في نوعية الحياة بالمدن وتحسين وظائفها.
وفي معرض التعقيب على التقرير، قال سامح وهبة، المدير بقطاع الممارسات العالمية للتنمية الحضرية وإدارة مخاطر الكوارث والقدرة على الصمود والأراضي بالبنك الدولي "على مستوى العالم، تغطي الأماكن العامة حوالي ثلث مساحة أي مدينة - بدءًا من شوارع المدينة والميادين في الأحياء إلى الحدائق والمرافق العامة مثل المكتبات والأسواق. هذا أمر مهم إذ يعد تخطيط وتمويل وإدارة الأماكن العامة بشكل مستدام مع التركيز على البشر أمرًا أساسيًا لإطلاق إمكانات المدن لبناء مدن صالحة للعيش ومرنة وتنافسية للجميع".
وفي أغلب الأحوال لا تستثمر حكومات المدن، وفقًا للتقرير، في إنشاء وإدارة أماكن عامة جيدة بسبب تخطيط المدينة الضعيف والمؤقت، والقيود المفروضة على الموازنة، وغير ذلك من الأولويات الملحة الناشئة عن سرعة التوسع العمراني. نتيجة لذلك، غالبًا ما تصبح الأماكن العامة عبئًا، مما يؤدي إلى تدهور سريع يستنزف الموارد العامة ويزيد من تفاقم مشاكل المدينة المختلفة.
وسلط جون خير كو، كبير أخصائيي المناطق الحضرية بالبنك الدولي والمؤلف الرئيسي للتقرير، الضوء على الجانب الآخر، "المدن التي تنجح في خلق وإدارة المساحات والأماكن العامة الضخمة تتجاوز هذا الاتجاه. فهي تجني ثمار القيمة الهائلة التي يتم إنشاؤها، بما في ذلك الفوائد البيئية والاجتماعية التي تتجاوز المكاسب الاقتصادية."
وأضاف كو قائلا "الأماكن العامة هي ساحات جيدة بشكل خاص للإبداع والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمواطنين من أجل إنشاء أحياء نشيطة وشاملة".
يحث التقرير المدن على تبني استراتيجيات مبتكرة وفعالة لإنشاء وتمويل وإدارة الأماكن العامة، مع إعطاء الأولوية لقيمة البشر والمجتمعات المحلية والأماكن. وينبغي أن تركز هذه الاستراتيجيات على 3 مجالات رئيسية:
- أصحاب المصلحة والشراكات: إنشاء أماكن عامة مع المجتمعات المحلية ومن أجلها، وإدراك الحاجة إلى وجود شراكات قوية بين الهيئات الحكومية والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والمواطنين.
- السياسات والتخطيط والتصميم: اعتماد سياسات فعالة للتخطيط ونُهج تحديد المواضع وحلول تصميم مبتكرة تضمن التوزيع والشمول والوصول على نحوٍ عادل، وجودة شبكة الأماكن العامة في جميع أنحاء المدينة.
- الإدارة والحوكمة والتمويل: تنفيذ نماذج مالية وإدارية وحوكمة مستدامة عبر دورة حياة الأماكن العامة بأكملها، بدءًا من بداية إنشائها وتنفيذها وصيانتها وحتى تجديدها.
يشير التقرير إلى أنه من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن للأماكن العامة - سواء في الشوارع أو داخل أماكن البنية التحتية والمرافق العامة أو في المناطق المفتوحة والخضراء - أن تحقق عائدات على الاستثمار تتجاوز بكثير التكلفة النقدية.
بناءً على أكثر من 20 دراسة حالة لمدن من جميع أنحاء العالم، يوضح التقرير كيف تساعد الأماكن العامة الناجحة المدن على تعزيز التماسك الاجتماعي والإحساس بالمكان؛ وتعزيز صحة المدن ورفاهة المواطن؛ وبناء قدرة المدن على الصمود؛ ودعم الاقتصاد المحلي وموارد الرزق؛ والتحفيز على تحديث المناطق الحضرية وريادة الأعمال؛ وجذب المزيد من الاستثمارات في الأحياء الحضرية.
تنزيل التقرير لقراءة دراسات الحالة ومعرفة كيف يمكن لقادة المدن وصناع السياسات والعاملين في التنمية الحضرية أن يقوموا بتخطيط الأماكن العامة المملوكة للحكومة والقطاع الخاص وتمويلها وإدارتها، وذلك للوصول إلى مدن يمكن للجميع العيش فيها.
تلقى تقرير الثروة المخفية للمدن: إنشاء وتمويل وإدارة الأماكن العامة مساندة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ووكالة الفضاء الأوروبية (مبادرة مراقبة الأرض من أجل التنمية المستدامة)، ومركز المدن القابلة للعيش (سنغافورة)، والمعهد الكوري لبحوث المستوطنات البشرية، والصندوق الاستئماني الكوري للنمو الأخضر.