أديس أبابا، إثيوبيا، 18 فبراير/شباط، 2023 - دعا اجتماع المائدة المستديرة الرئاسي الذي عُقِد على هامش الدورة السادسة والثلاثين العادية لجمعية الاتحاد الأفريقي إلى تسريع وتيرة التمويل لتيسير الحصول على الطاقة في أفريقيا مع وضع أهداف وخطوات واضحة لتوفير الطاقة للجميع في القارة بحلول عام 2030.
وقد حضر هذه الفعالية التي نظمتها مُفوضية الاتحاد الأفريقي والبنك الدولي بالتعاون مع اتحاد جزر القمر رئيسا كل من جزر القمر وجمهورية مدغشقر ووزراء من جمهورية ناميبيا وجمهورية الكونغو وجمهورية ملاوي، وممثلون رفيعو المستوى من البنك الأفريقي للتنمية، والبنك الدولي، ومؤسسات دولية وإقليمية، وشركاء التنمية.
ونيابةً عن معالي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السيد موسى فقيه محمد، رحَّبت معالي الدكتورة مونيك نسانزاباغانوا، نائبة رئيس المفوضية، بحرارة وأثنت على حضور كبار الشخصيات رفيعة المستوى الذي قالت عنه إنه دليلٌ واضح على الأهمية التي يولونها لتيسير الحصول على الطاقة وأمن الطاقة في أفريقيا.
وفي كلمتها الافتتاحية، شدَّدت معالي الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة البنية التحتية والطاقة بمفوضية الاتحاد الأفريقي على أن الطاقة ركيزة أساسية لنجاح كل قطاع من قطاعات التنمية، ولذا يلزم تعزيز الجهود من أجل توفير إمدادات طاقة ميسورة التكلفة ومنتظمة. وقالت الدكتورة أماني إن "الأولويات والمبادرات الرئيسية لأفريقيا، ومنها التصنيع، واتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، والتنمية الزراعية، والأمن الغذائي، والحد من الفقر، وخلق فرص العمل، والتكامل الإقليمي، وكذلك تحقيق أهداف التنمية المستدامة تعتمد كلها على توفير خدمات الطاقة الحديثة للجميع."
وفي كلمته الافتتاحية الرئيسية، ألقى رئيس اتحاد جزر القمر ورئيس الاتحاد الأفريقي لعام 2023، معالي السيد غزالي عثماني الضوء على مفارقة فقر الطاقة في قارةٍ تنعم بموارد طاقة هائلة لا تزال غير مستغلة. وسلَّط الرئيس عثماني الضوء أيضا على أوضاع الطاقة في معظم الدول الجزرية الأفريقية، وأشار إلى أن النُهُج القارية يُمكِن أن تُكمِّل المبادرات الوطنية لتعزيز إمكانيات الحصول على الطاقة. وضرب معالي السيد غزالي عثماني مثلاً بصندوق تخفيف المخاطر المرتبطة باستخراج الطاقة الحرارية الأرضية، واستفادة جزر القمر من منحة بقيمة 9 ملايين دولار من الصندوق لبيان كيف يُمكِن للمبادرات القارية أن تُعزِّز جهود الدول الأعضاء. وشدَّد الرئيس على أن: "تسريع وتيرة تنفيذ المشروعات الرئيسية لخطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 مثل مشروع سد إينغا الكبير للطاقة الكهرومائية، ومشروعات الطاقة في إطار برنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا عامل أساسي في تحسين قدرات الحصول على الطاقة، والتكامل الإقليمي، وتعزيز التحوُّل الاقتصادي، والقدرة على تحمل تغير المناخ."
وأشار المتحدثون إلى أن السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء تشكل عنصراً إستراتيجياً رئيسياً في تسهيل الحصول على الطاقة، وتعزيز أمن الطاقة في أفريقيا، ولذلك حثَّوا الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، ومؤسساتها المتخصصة على الاضطلاع بدورها في تسهيل تفعيل هذه السوق.
وشدَّد أيضاً رئيس جمهورية مدغشقر معالي السيد أندري راجولينا الذي رأس أيضا الحلقة النقاشية رفيعة المستوى على ضرورة الاستثمار في الموارد النظيفة من أجل تسريع وتيرة جهود توفير الطاقة للجميع في أفريقيا والتأكيد على أن يكون توفير إمدادات الطاقة أولوية كل زعيم أفريقي. وقال الرئيس راجولينا: "إن تيسير الحصول على الطاقة أمر غير قابل للنقاش بالنسبة لأي زعيم، ويجب علينا الآن أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال." وأضاف قوله إن مدغشقر تتطلع إلى تحقيق إتاحة الحصول على الطاقة بنسبة 100% في أقرب وقت ممكن، وذلك في المقام الأول بالاستفادة من الموارد المتجددة.
تحتاج أفريقيا إلى استثمار 25 مليار دولار سنوياً لتحقيق أهدافها في مجال الحصول على الطاقة. وشدَّدت المداولات التي شهدتها حلقة النقاش رفيعة المستوى على دور الشراكات في مجال التمويل، والمعارف، ونقل التكنولوجيا للمساعدة على تسريع المبادرات الحالية والجديدة للتغلب على المعوقات التي تواجهها البلدان الأفريقية في سعيها إلى تنمية الطاقة.
في حديثهما باسم البنك الدولي، أكَّدت السيدة فيكتوريا كواكوا والسيد عثمان دياغانا نائبا الرئيس لشؤون شرق وجنوب أفريقيا، وغرب ووسط أفريقيا على التوالي التزام البنك بالدخول في شراكات في هذه الأجندة. وقالت كواكوا ودياغانا: "لا يزال البنك الدولي ملتزما بمساعدة البلدان على تدعيم أُطُرها المؤسسية والتنظيمية وتطوير مرافق قوية، وهما عاملان أساسيان لازدهار قطاع الكهرباء."
في كلمتها الختامية، شدَّدت المُفوَّضة أماني أبو زيد في اللقاء على أن مفوضية الاتحاد الأفريقي لا تزال ملتزمة ومستعدة لتنفيذ التوصيات التي تمخضت عنها المناقشات. وأكَّدت أن "البرامج المختلفة التي تقوم المفوضية بالفعل بتنسيقها سيجري تسريع وتيرتها ومواءمتها مع أولوية توفير الطاقة للجميع بحلول عام 2030."
