Skip to Main Navigation
بيان صحفي06/12/2024

التقدم المحرز في الحصول على الطاقة الأساسية يشهد انتكاسة للمرة الأولى منذ عشر سنوات

فجوة توفير الطاقة على مستوى العالم تتسع مع تجاوز النمو السكاني لعدد التوصيلات الكهربائية الجديدة: 685 مليون نسمة يعيشون بلا كهرباء في عام 2022، في حين يواصل 2.1 مليار نسمة استخدام أنواع وقود ملوثة لأغراض الطهي على مستوى العالم.

خلص تقرير جديد صدر اليوم عن الوكالة الدولية للطاقة، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وشعبة الإحصاءات بالأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، إلى أن العالم لا يزال بعيداً عن المسار الصحيح نحو تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بتوفير الطاقة بحلول عام 2030.

يتمثل الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة في ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة المنتظمة والمستدامة. ومن بين الأهداف الفرعية لهذا الهدف الرئيسي تعميمُ الحصول على الكهرباء وخدمات الطهي النظيف للجميع، ومضاعفةُ المستويات المسجلة تاريخياً في مجال تحسين الكفاءة، فضلاً عن تحقيق زيادة ملموسة في حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي. وسيكون لتحقيق هذا الهدف تأثير عميق على صحة الناس ورفاهتهم، مما يساعد على حمايتهم من المخاطر البيئية والاجتماعية مثل تلوث الهواء، بالإضافة إلى توسيع نطاق الحصول على الرعاية الصحية الأولية وما يرتبط بها من خدمات.

ويُحَذِّر إصدار عام 2024 من تقرير تتبع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة: التقدم المحرز في مجال الطاقة من أن الجهود الحالية ليست كافية لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة في الوقت المرصود له. ويوضح التقرير أنه قد تم إحراز بعض التقدم في عناصر محددة من جدول أعمال تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة - على سبيل المثال، زيادة معدل نشر مصادر الطاقة المتجددة في قطاع الكهرباء - لكن هذا التقدم لا يكفي لبلوغ المستهدفات المحددة في أهداف التنمية المستدامة.

ويؤكد التقرير أن عدد الأشخاص المحرومين من الكهرباء ارتفع للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، حيث زاد عدد السكان - معظمهم في أفريقيا جنوب الصحراء - بمعدل أعلى من معدل تركيب التوصيلات الكهربائية الجديدة، مما ترك نحو 685 مليون نسمة بدون كهرباء في عام 2022، بزيادة قدرها 10 ملايين نسمة عن عددهم في عام 2021. وساهمت مجموعة من العوامل في ذلك، منها أزمة الطاقة العالمية، والتضخم، وتزايد المديونية الحرجة في العديد من البلدان منخفضة الدخل، وزيادة التوترات الجغرافية والسياسية. غير أن الاتجاهات الواعدة في تعميم حلول الطاقة اللامركزية، التي تعتمد إلى حد كبير على الطاقة المتجددة، تساعد على تسريع وتيرة التقدم المحرز، لا سيما في المناطق الريفية حيث يعيش اليومَ ثمانية من كل عشرة أشخاص لا يستطيعون الحصول على الكهرباء.

وفي الوقت نفسه، لا يزال هناك 2.1 مليار نسمة يعيشون دون الحصول على أنواع الوقود والتكنولوجيا النظيفة لأغراض الطهي، مع بقاء هذا العدد ثابتاً إلى حد كبير خلال العام الماضي. وينطوي هذا الأمر على تداعيات جسيمة على الصحة العامة والمساواة بين الجنسين والبيئة، حيث يساهم في حدوث 3.2 ملايين حالة وفاة مبكرة سنوياً. ومن شأن تجدد الزخم السياسي في سياق مجموعة السبع ومجموعة العشرين والتعهدات المالية الجديدة التي تم الإعلان عنها في قمة الطهي النظيف في أفريقيا أن يعزز احتمالات تحقيق المزيد من التقدم في السنوات المتبقية من العقد الحالي. غير أن الجهود المبذولة تبقى قاصرة عن توفير الكهرباء أو الطهي النظيف للجميع بحلول عام 2030.

وبالنسبة للأهداف الفرعية الأخرى التي يتضمنها جدول أعمال الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة فقد حققت أداءً أفضل في الآونة الأخيرة، حيث شهدت الطاقة المتجددة نمواً قوياً طوال العامين الماضيين، كما أن مستوى الكفاءة في استخدام الطاقة يتحسن بشكل تدريجي بعد تراجعه إبان تفشي جائحة كورونا، وإن كان ذلك لا يكفي لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة. وتعزز الأهداف العالمية الجديدة التي تعهدت بها أكثر من 130 دولة في اتفاق الإمارات مستهدفات الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة عن طريق زيادة قدرة توليد الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف ومعدل الكفاءة في استخدام الطاقة إلى الضعف. ومن الضروري اتخاذ إجراءات ملموسة وفورية لتحقيق هذه الأهداف، لا سيما في معالجة التفاوت الكبير في الاستثمار في الطاقة النظيفة، حيث يتركز 80% منه في 25 بلداً فقط في عام 2022.

النتائج الرئيسية للتقرير:

  • شهد عام 2022 انتكاسة في التقدم المحرز في الحصول على الطاقة الأساسية، حيث زاد عدد الأشخاص الذين يعيشون بلا كهرباء لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات. وحالياً، يعيش 685 مليون نسمة بدون إمكانية الحصول على الكهرباء، أي بزيادة قدرها 10 ملايين عن عددهم في عام 2021. وفي عام 2022، يعيش 570 مليون نسمة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بدون كهرباء، وهو ما يمثل أكثر من 80% من سكان العالم المحرومين من الكهرباء. وشهد العجز في الحصول على خدمات الكهرباء في هذه المنطقة ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بالمستويات المسجلة عام 2010.
  • لا يزال العالم بعيداً عن المسار الصحيح لتوفير وقود الطهي النظيف للجميع بحلول عام 2030، حيث يواصل ما يصل إلى 2.1 مليار نسمة استخدام أنواع الوقود والتكنولوجيات الملوثة لأغراض الطهي، ويعيش أغلبهم في منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا. ويعني الاستخدام التقليدي للكتلة الأحيائية أيضاً أن الأسر تقضي ما يصل إلى 40 ساعة في الأسبوع في جمع حطب الوقود والطهي، مما يجعل من الصعب على النساء الحصول على وظيفة أو المشاركة في الكيانات المسؤولة عن اتخاذ القرار على المستوى المحلي، وأيضاً على ذهاب الأطفال لمدارسهم.
  • يؤدي تلوث الهواء في المنازل الناجم عن استخدام أنواع الوقود والتكنولوجيات الملوثة لأغراض الطهي إلى حدوث 3.2 ملايين حالة وفاة مبكرة سنوياً.
  • زاد استهلاك الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة بأكثر من 6% على أساس سنوي في عام 2021، لتصل نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في استهلاك الكهرباء إلى 28.2% على مستوى العالم.
  • سجل نصيب الفرد من القدرات القائمة لتوليد الطاقة المتجددة رقماً قياسياً جديداً في عام 2022 يصل إلى 424 واط للفرد على مستوى العالم. غير أن هناك تفاوتات كبيرة، فالبلدان المتقدمة (نصيب الفرد 1,073 واط) لديها قدرة قائمة تزيد بواقع 3.7 مرات عن البلدان النامية (نصيب الفرد 293 واط).
  • شهد معدل تحسن كثافة استهلاك الطاقة زيادة طفيفة بنسبة 0.8% في عام 2021 مقارنة بنسبة 0.6% في العام السابق، غير أنه لا يزال أقل بكثير من المتوسط طويل الأجل. وجاء التقدم البطيء في عام 2021 وسط التعافي الاقتصادي القوي بعد جائحة كورونا، التي تسببت في أكبر زيادة سنوية في معدلات استهلاك الطاقة خلال 50 عاماً. ويجب الآن تسريع وتيرة التحسن السنوي في كثافة استهلاك الطاقة حتى عام 2030 ليصل إلى أكثر من 3.8% من أجل تحقيق المستهدف 7.3 من أهداف التنمية المستدامة.
  • شهدت التدفقات المالية العامة الدولية لمساندة مشروعات الطاقة النظيفة في البلدان النامية انتعاشاً في عام 2022 لتصل إلى 15.4 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 25% عن عام 2021، غير أنها تبلغ نحو نصف أكبر قيمة وصلت إليها عام 2016 وكانت 28.5 مليار دولار.
  • بحلول عام 2030، وفي ظل السياسات الحالية، لا يزال هناك 660 مليون نسمة يعيشون بلا كهرباء، ونحو 1.8 مليار نسمة محرومين من أنواع الوقود والتكنولوجيات النظيفة لأغراض الطهي. كما أن هناك تأخر ملحوظ في التقدم المحرز في معدل كفاءة استخدام الطاقة، حيث لا يتجاوز 2.3%، وهو ما يقل كثيراً عن المستوى المطلوب لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة.

ومن المقرر أن يتم عرض هذا التقرير على كبار المسؤولين عن اتخاذ القرار في حفل تدشين خاص سيتم عقده في 15 يوليو/تموز في "المنتدى السياسي رفيع المستوى" المعني بالتنمية المستدامة والذي يشرف على رصد ومتابعة التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويحث مؤلفو التقرير المجتمعً الدولي على إعادة تركيز الجهود على توفير الدعم المالي والتكنولوجي والسياسي المطلوب لسد الفجوة في الحصول على الطاقة وضمان استفادة جميع البلدان والمجتمعات من تسريع وتيرة تعميم الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.

وتعليقاً على التقرير قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "في سعينا لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، سنحتاج إلى مزيد من الاستثمار في الاقتصادات الصاعدة والنامية لتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء وأنواع الوقود والتكنولوجيات النظيفة لأغراض الطهي. واليوم، لا يتم توجيه سوى نسبة ضئيلة من إجمالي الاستثمارات في مجال الطاقة نحو البلدان التي تعاني مشكلات خطيرة تتعلق بالحصول على الكهرباء والطهي النظيف، وخاصة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. ومن شأن التصدي لهذه التحديات أن يحقق مجموعة من المزايا الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالمساواة بين الجنسين والصحة والتعليم والتوظيف، علاوة على المنافع المناخية والبيئية. وفي هذا المضمار، نجحت قمة الطهي النظيف في أفريقيا التي عقدت مؤخراً في تعبئة 2.2 مليار دولار، مما أدى إلى بناء الزخم لتحقيق المزيد من التقدم."

ومن جانبه قال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة: "بمرور الأعوام، تثبت مصادر الطاقة المتجددة أنها تسهم بشكل كبير في زيادة وصول الناس إلى الطاقة والكهرباء عن طريق التوسع المطرد في قدرات توليد الكهرباء من هذه المصادر. لكن التفاوت في التوزيع لا يزال صارخاً، وهو الأمر الذي يتجلى في الوجهات التي تتخذها التدفقات المالية العامة الدولية بشأن مشروعات الطاقة النظيفة. ويعطي انتعاش هذه التدفقات إشارة إيجابية بالفعل، لكنها لا تزال أبعد ما يكون عن المبالغ المطلوبة لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة. وينبغي أن يكون هذا بمثابة تذكير قوي بأننا لا نسابق الزمن للوصول إلى هذا الهدف فحسب، بل بأننا ما زلنا قاصرين عن تحقيق ما تصبو إليه الفئات الأكثر حرماناً في العالم. كما يجب أن يتولد شعور قوي لدى المجتمع الدولي بضرورة تسريع وتيرة الاستثمار في البنى التحتية لمصادر الطاقة المتجددة والتكنولوجيات المستدامة، مع تركيز هذا الاستثمار في البلدان الأقل نمواً والاقتصادات النامية."

وفي هذا الإطار، قال ستيفان شفاينفست، مدير عام شعبة الإحصاءات بالأمم المتحدة: "كان الهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة بمثابة نجمٍ يسترشد به في حشد الجهود لتوفير طاقة نظيفة بأسعار معقولة للأعداد المتزايدة من الناس، في حين أن الاتجاهات الحالية تجعل مستهدفات الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة تبدو بعيدة المنال. وزادت إمكانية الحصول على الكهرباء وخدمات الطهي النظيف منذ عام 2015، ولكن يبدو الآن أن معظم الأهداف السهلة قد تحققت. ويشهد الاتجاه نحو تعميم الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة إقبالاً متزايداً، في حين تتأخر الأنواع الأخرى من الطاقة المتجددة، ويبدو أن تحسين مستوى الكفاءة في استخدام الطاقة قد وصل إلى نقطة اختناق. إن الوقت ينفد، والسياسات والاستثمارات الأكثر تركيزاً أمراً أساسياً لضمان توفير الطاقة المستدامة للجميع بحلول عام 2030."

ومن ناحيته قال غوانغز تشين، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون البنية التحتية: "يُعد الحصول على الكهرباء أمراً ضرورياً لتحقيق التنمية، وعلينا أن نبذل جهداً أكبر من أجل توفير هذا المورد لنحو 685 مليون نسمة يعيشون بدونه - بزيادة قدرها 10 ملايين نسمة عن السنة السابقة. وهناك حلول لتعديل هذا المسار السلبي، ومنها تسريع وتيرة نشر الشبكات الصغيرة للطاقة الشمسية وشبكات الطاقة الشمسية المنزلية. ويبذل البنك الدولي جهوداً حثيثة من أجل مساندة تسريع هذه الوتيرة، وقد تعهد البنك بالاشتراك مع البنك الأفريقي للتنمية بتوفير الكهرباء لنحو 300 مليون نسمة إضافية بحلول عام 2030."

وأضاف تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بقوله: "يتسبب تلوث الهواء وفقر الطاقة في إزهاق الأرواح والمعاناة وإعاقة الجهود الإنمائية. ويُعد التحول بسرعة أكبر إلى الطاقة النظيفة وتكنولوجيات الطهي النظيف أمراً ضرورياً لحماية صحة 2.1 مليار نسمة يعيشون بدونها، وسلامة الكوكب الذي تعتمد عليه جميع أشكال الحياة."

يمكن الاطلاع على التقرير على الموقع الإلكتروني: https://trackingsdg7.esmap.org/

للاتصال

Lucie Blythe
البنك الدولي

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image