أديس أبابا، 12 يناير/كانون الثاني 2025- وافق البنك الدولي على مشروعين يستهدفان استعادة الخدمات الصحية وتعزيز سبل الحصول عليها وتوفير شبكات الأمان لمواجهة حالات الطوارئ في السودان. وبتمويل قدره 182 مليون دولار، يلبي هذان المشروعات الاحتياجات الملحة للمجتمعات المحلية المعرضة للأخطار والمتضررة من الصراعات والكوارث الطبيعية.
فلقد خلق الصراع الدائر في السودان تحديات إنسانية خطيرة، مما أدى إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3 ملايين إلى البلدان المجاورة. وكان التأثير الاقتصادي عميقاً، إذ انكمش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 20% في عام 2023 و15% في عام 2024، فضلا عن الارتفاع الحاد في معدلات التضخم وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع. وأصيبت القطاعات الحيوية، مثل الزراعة والخدمات، بالشلل، مع انخفاض إنتاج المواد الغذائية وارتفاع حاد في الأسعار. وحالياً، فإن ثلثي السكان لا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية. ونحو 75% من المستشفيات والمنشآت الصحية في مناطق الصراع معطلة، والجزء المتبقي مكتظ للغاية بسبب تدفق المرضى والباحثين عن خدمات الرعاية الصحية، ناهيك عن تفشي أمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، وتفاقم هذه الحالات بسبب تعطل الخدمات وتغير المناخ.
ويقدم مشروع المساعدة الصحية والاستجابة لحالات الطوارئ في السودان SHARE تمويلاً بقيمة 82 مليون دولار لتعزيز خدمات الرعاية الصحية، ويشمل ذلك منحة بقيمة 19.5 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، ومنحة بقيمة 62.5 مليون دولار لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وكلا المنحتين من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي*.
ويهدف هذا المشروع إلى توفير خدمات الصحة والتغذية، مع التركيز على مشاركة المجتمعات المحلية ومواصلة تقديم خدمات الرعاية، واستهداف أكثر من 9 ملايين شخص في المجتمعات المحلية النازحة والمضيفة. ومن خلال تطبيق مبادئ محور العلاقة بين العمل الإنساني والتنمية، لا يهدف المشروع إلى تلبية الاحتياجات العاجلة فحسب، بل يرسي أيضاً الأساس للتنمية المستدامة على المدى المتوسط والمدى الطويل في المناطق المتضررة بشدة من النزوح والصراع. علاوة على ذلك، سيضمن المشروع استعداد السودان لمواجهة التحديات المستقبلية من خلال الحفاظ على وظائف الصحة العامة الحيوية، وتعزيز التأهب للطوارئ، ودعم أنظمة مكافحة الأمراض.
وبالتوازي مع ذلك، حصل مشروع دعم شبكات الأمان للاستجابة للأزمات الطارئة في السودان SUDAN SANAD على منحة بقيمة 100 مليون دولار لتوفير شبكات أمان للسكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، من المقرر أن يغطي المشروع نحو 140 ألف أسرة معيشية، مع التركيز بشكل خاص على الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد، والأسر التي يعولها نساء أو أطفال، وتلك التي تضم أفراداً من ذوي الإعاقة. وسيتم تقديم تحويلات نقدية غير مشروطة إلى نحو 110 آلاف أسرة، في حين سيستفيد نحو 30 ألف أسرة من الإجراءات التدخلية التي تدعم رأس المال البشري. ومن خلال إقامة الشراكات مع المجتمعات المحلية والاستفادة من البنية التحتية القائمة، تهدف هذه المبادرة إلى تقديم إغاثة فورية للسكان، وحماية رأس المال البشري على المدى القصير، مع الإسهام في الوقت نفسه في أنظمة الحماية الاجتماعية من أجل المستقبل.
أما أواصر التعاون وتضافر الجهود على مستوى هذه المشروعات والمبادرات الأخرى التي يساندها البنك الدولي في السودان فهي واسعة النطاق، لا سيما من خلال التصميم المشترك لهذه المشروعات، وتكاملها على نحو سلس، والاستفادة من النجاحات السابقة، وبناءً على هذه الجهود، ومن خلال اعتماد نهج شامل للتنمية المجتمعية، تهدف فرق العمل المعنية إلى توسيع نطاق تواجدها وانتشارها والتصدي للتحديات العامة لضمان إيجاد حلول قوية لها أثر دائم على نطاق واسع.
وفي هذا السياق قال يوشيرو إشيهارا مدير مكتب البنك الدولي بالسودان "بناءً على خبرة زادت على 10 سنوات في سياقات الهشاشة والصراع والعنف، يؤكد هذان المشروعان ضرورة المرونة على المستويين الإستراتيجي والتشغيلي لتعزيز سرعة تقديم الخدمات، وتأصيل المساءلة، ودعم مشاركة المواطنين، وإقامة الشراكات"، مشيراً إلى أن "التنسيق مع شركاء التنمية الذين يركزون على أهداف مماثلة غاية في الأهمية لتحقيق النتائج المرجوة، حيث تؤكد الدروس المستفادة من بلدان مثل اليمن، والصومال، وجنوب السودان على أهمية إقامة الشراكات مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى".
******
*تساعد المؤسسة الدولية للتنمية، التي أُنشئت عام 1960، البلدان منخفضة الدخل بتقديم مِنَح وقروض بأسعار فائدة منخفضة أو صفرية لمشاريع وبرامج تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والحد من الفقر وتحسين الأحوال المعيشية للناس. والمؤسسة هي أحد أكبر مصادر المساعدات المقدمة إلى البلدان المتعاملة معها البالغ عددها 75، منها 39 في أفريقيا. وقد قامت المؤسسة منذ عام 1960 بإقراض 552 مليار دولار أمريكي لما بلع 115 بلداً. وبلغت ارتباطاتها السنوية في المتوسط نحو 36 مليار دولار خلال الأعوام الثلاثة الماضية (السنوات المالية 2021 - 2023)، وذهب نحو 75% منها إلى أفريقيا.
للتعرف على المزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع التالي: ida.albankaldawli.org/ar/home