شاهد إعادة تشغيل المؤتمر بالضغط هنا.
السيد ثيس: صباح الخير، أو مساء الخير، أينما كنتم وحسب التوقيت الزمني لديكم. أنا ديفيد ثيس، السكرتير الصحفي للبنك الدولي، وأشكركم على انضمامكم إلى مؤتمرنا الصحفي الافتراضي لاجتماعات الربيع لعام 2021 مع ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي.
سيلقي السيد مالباس كلمة افتتاحية موجزة، ثم ننتقل إلى أسئلتكم، وشكرا لأولئك الذين أرسلوا أسئلتهم مقدما. وسنتناول المزيد من الأسئلة المقدمة عبر الإنترنت في الوقت الفعلي.
ونود أن نحيطكم علماً فقط بأننا قد نقوم بدمج الأسئلة المتشابهة أو تحريرها لزيادة الوضوح أو اختصارها؛ لذا، فإننا نقدر تفهمكم. ونأمل أن يكون الجميع على ما يرام.
السيد مالباس.
السيد مالباس: شكرا لك، ديفيد. أرحب بكم جميعاً. أود أن أوضح لكم بعض الأمور عن اجتماعات الربيع التي تجري حاليا. ستغطي اجتماعات الربيع لهذا العام عدداً من المحاور الرئيسية: اللقاحات، والمناخ، والديون، وأخيراً التعافي الاقتصادي، وهذا هو هدف كل من يعمل في هذا الشأن.
لقد عقدت لقاءات ثنائية مع القادة والزعماء، كما شاركت في اجتماعات مع بعض المجموعات. هذا الصباح، اجتمعت مع مجموعة العشرين، وبالأمس اجتمعت مع مجموعة السبع. أما اليوم السابق فكان مع مجموعة الأربعة والعشرين التي تضم 24 بلدا ناميا أكبر حجما. واجتمعت مع قادة العمل المناخي، ومنظمات المجتمع المدني، وشخصيات من القطاع الخاص. تسير هذه الاجتماعات بشكل جيد. وقد عقدنا حلقات نقاشية - على سبيل المثال، شاركت السيدة جانيت يلين بالأمس في حلقة نقاش مع البنك الدولي، شاركت أنا فيها أيضاً مع السيدة كريستالينا غورغييفا. وأجرينا مناقشات مثيرة للاهتمام. وغدا نشارك في حلقة نقاش مع الوزير جون كيري وقادة آخرين حول قضايا المناخ. وتسير هذه الحلقات بشكل جيد، وهي مثيرة جداً للاهتمام. وسنتناول موضوع اللقاحات، وسنجري بشكل رئيسي بعض الحلقات النقاشية عنها يوم الجمعة. وهذه مناقشات مهمة، وهي أحد أهداف اجتماعات الربيع.
أولاً بالنسبة لاجتماع مجموعة العشرين هذا الصباح، كانت هناك أخبار سارة حول تسارع معدلات النمو العالمي مدفوعاً في الأساس بالانتعاش القوي في الولايات المتحدة والصين والهند. ولكن هناك أيضاً مخاوف من التفاوت وعدم المساواة... عدم المساواة فيما يتعلق بتوزيع اللقاحات، وبمتوسط الدخل الذي يسجل ارتفاعاً بطيئاً في بعض البلدان بل وربما يسجل تراجعاً. وهناك تفاوت في أسعار الفائدة، حيث تواجه البلدان الفقيرة أسعار فائدة أعلى كثيراً ولم تتراجع كما حدث مع أسعار الفائدة العالمية. وهناك تفاوت فيما يتعلق بعملية الإفلاس، وهي غير متاحة للبلدان ذات السيادة، وعليه فإن البلدان الأفقر لا تملك سبيلاً للخروج من هذه الأعباء الثقيلة للديون. وهناك أيضاً تفاوت فيما يتعلق بالقدرة على الحصول على الائتمان في ظل استنفاد مخصصات برامج التحفيز ووصول الكثير منها إلى حدها الأقصى، وكذلك فيما يتعلق بالأفراد الذين ليست لديهم تصنيفات ائتمانية جيدة، على سبيل المثال، أو مؤسسات الأعمال الصغيرة، أو الداخلون الجدد، والنساء اللاتي يرغبن في تأسيس مشروعات أعمال، ويواجهن صعوبة كبيرة في الحصول على الائتمان.
لقد جرى اجتماع مجموعة العشرين بشكل جيد، وكنا سعداء للغاية بترحيب المشاركين بتسريع وتيرة العملية العشرين لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، ونحن نتطلع إلى إنجازها بحلول ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، وهي على درجة كبيرة من الأهمية لبلدان العالم الأشد فقراً، حيث تُعد أهم منصة للبنك الدولي وأكثرها فاعلية لتقديم المعونات الميسرة والمنح لهذه البلدان.
وصادق اجتماع مجموعة العشرين على تمديد العمل بمبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين حتى نهاية عام 2021، وكان هناك بعض النقاش، ودعم قوي لزيادة الشفافية فيما يتعلق بعقود الديون.
كما جرت مناقشة حول الإطار المشترك لمعالجات الديون. ويعمل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي معا بشكل وثيق من أجل نجاح تنفيذ هذا الإطار الذي صاغته مجموعة العشرين للتعامل مع أعباء المديونية التي يتعذر الاستمرار في تحمل أعبائها. ودعا الاجتماع إلى معاملة مماثلة بخصوص الديون من جانب الدائنين التجاريين بالقطاع الخاص.
وبطبيعة الحال، كان هناك نقاش حول الضرائب والمناخ. وفيما يتعلق بالمناخ، أعلن البنك الدولي في الأسبوع الماضي عن عناصر خطة عملنا بشأن تغيّر المناخ. وأريد إدراج بعض المسائل للتأكد فقط من وضعها على طاولة النقاش. الأولى هي أن زيادة الإنفاق تعني الارتقاء بمستوى الأهداف المرجوة. والمسألة الأخرى هي تحقيق نتائج أفضل، حيث نريد حقا تحديد مستويات انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وخفضها ووضع العالم على مسار أفضل.
وسنجري المزيد من الدراسات التشخيصية في هذا الصدد أيضا لمساعدة البلدان في الوفاء بمساهماتها الوطنية لمكافحة تغيّر المناخ. وندشن حالياً مجموعة جديدة من الدراسات التشخيصية نطلق عليها اسم "مراجعات التنمية في ظل تغيّر المناخ" للبلدان التي تتسبب في إصدار مستويات عالية من انبعاثات غازات الدفيئة، وهي أيضاً معرضة لخطر التأثر بتغيّر المناخ. وأعلنا أن تمويلاتنا ستكون منسجمة مع اتفاق باريس.
وهناك الكثير من النقاش في إطار خطتنا وضمن مجموعة العشرين بشأن أشياء من قبيل تسعير الكربون، وفرض ضرائب على الكربون. وماذا نفعل مع أسواق أرصدة الانبعاثات الكربونية.
وأردت أن أختتم حديثي باستعراض موجز عن التقدم الذي نحرزه في البنك الدولي، بما في ذلك التقدم المحرز على صعيد اللقاحات. فبحلول منتصف العام، نأمل أن يكون هناك 50 بلدا قد قامت بفضل التمويل الذي يتيحه البنك الدولي بشراء اللقاحات وأيضا إطلاق حملات التطعيم.
ولأول مرة في تاريخنا، تجاوزت ارتباطاتنا 100 مليار دولار على مدى 12 شهرا. ومن ثم، فقد كانت هناك طفرة كبيرة في أنشطة مجموعة البنك الدولي في إطار الاستجابة لفيروس كورونا.
ونحن نحرز بعض التقدم بشأن شفافية الديون، على الرغم من أن ضمانات الديون لا تزال مشكلة، ولا يزال بند عدم الإفصاح يشكل مشكلة لبعض الدائنين. وثمة إقرار كامل بمشكلة الديون التي تواجهها البلدان الفقيرة، وأنا أرحب بذلك. وأشرت من قبل إلى العملية العشرين لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية. وقد حققنا تقدماً بشأن السودان، وهو أمر بالغ الأهمية، وبرامجنا آخذة في التوسع بسرعة هناك، وهناك المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به، ونعمل عن كثب مع صندوق النقد الدولي في هذا الصدد.
ومع ذلك، سأنتقل إلى أسئلتكم، وعودة إلى ديفيد ثيس.
السيد ثيس: شكرا جزيلا لكم. ننتقل الآن إلى الأسئلة، والسؤال الأول لدينا هو من دعاء عبد المنعم من الأهرام أون لاين، مصر. في أعقاب ملاحظاتكم، فإن سؤالي هو: "كيف يمكن لتسريع وتيرة العمل المناخي في البلدان النامية أن يسهم فعليا في تعافيها؟"
السيد مالباس: شكراً على ذلك. ثمة شيئان سأذكرهما.
الأول هو أن العديد من البلدان الأفقر تتأثر بشدة بتغيّر المناخ ولكنها ليست من بين المنتجين الرئيسيين لانبعاثات غازات الدفيئة. ونعتقد أن نسبة لا تتعدى 4% من انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم تأتي من البلدان الأشدّ فقراً، وهي البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية. ولذا، فإن إحدى الطرق التي يمكن أن تستفيد من خلالها هي أن تقوم بقية بلدان العالم بالمزيد للحد من مواطن ضعفها وأن توفر لها أيضا الموارد اللازمة للتكيف مع التغيّر المناخي.
والثانية هي الجانب المباشر لخلق الوظائف المتعلق بالتكيف مع تغيّر المناخ، وكذلك تحقيق الأمن الغذائي داخل المناطق. ولهذين الأمرين أهمية كبيرة من منظور خلق الوظائف. ولذا، أود أن أؤكد حقا على أهمية الوظائف في البلدان الأفقر. فأعداد السكان من الشباب آخذة في الارتفاع، ونحن نبحث عن سبل لتهيئة مناخ الأعمال أمام القطاع الخاص، بحيث يجتذب مؤسسات أعمال جديدة، ويسمح بخلق فرص العمل. وبينما تستعد البلدان للتعافي والسماح لاقتصاداتها بالانتقال إلى حقبة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، التي ستكون مختلفة تماما عما قبل الجائحة. ويتيح ذلك كله فرصاً إيجابية من أجل خلق الوظائف.
شكرا.
السيد ثيس: شكراً لك، هذا ممتاز.
السؤال التالي يأتي من بان غاو مع وكالة أنباء شينخو الصينية. "تشير التقديرات إلى أن جائحة كورونا قد هوت بنحو 120 مليون شخص آخر في براثن الفقر المدقع في 2020. هل لدى البنك الدولي أي خطة للحد من الفقر في العالم ومساعدة البلدان النامية على التعافي بسرعة أكبر من الجائحة؟"
السيد مالباس: بالتأكيد. لدينا خطط للتنمية، ونركز حسب البلدان على تحسين أداء بلدان العالم النامية في العام المقبل مقارنة بالعام الحالي. وهذا ما يفعله البنك الدولي، وهذا كل ما في الأمر.
وهذا يعني الحد من الفقر؛ ويعني أيضاً الاستجابة على نحو أفضل لتغيّر المناخ، كما نفعل الآن؛ ويعني تحسين أنظمة التعليم والرعاية الصحية. لقد سجلت ارتباطات البنك الدولي نمواً قياسياً، سواء من حيث نسبتها المئوية أو قيمتها الدولارية في عام 2020.
وفي السنة الميلادية 2020، سجلت ارتباطات البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية مستوى قياسياً، حيث ارتفعت بنسبة 65% عن العام السابق، ونواصل التوسع في قدرات البنك على تقديم ارتباطات الإقراض. وسيساعد تسريع وتيرة الدورة العشرين التالية لإعادة تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية في تحقيق ذلك. ويمضي كل هذا جنباً إلى جنب مع فكرة أننا نحاول تحقيق تغيير تحويلي يمكن التوسع فيه من أجل السكان الذين يعيشون في البلدان الأفقر. ويمكن أن يأتي ذلك في شكل تحسّن في سيادة القانون، وإمكانية احتكام النساء إلى القضاء، وإلحاق الفتيات بالتعليم. ومن الضروري تحسين أنظمة الرعاية الصحية وتوفير المزيد من الخدمات للسكان. ومن الأهمية بمكان توفير إمكانية الحصول على الكهرباء وإمدادات المياه النظيفة، وهي تحديات هائلة أمام الفقراء، بل وحتى أمام الفئات التي تحاول تحسين مستوى دخلها. ولذا، فإننا نعمل على كل هذه الأصعدة، وكذلك على صعيد البنية التحتية،، وكلها تمثل سبلاً للتحرك إلى الأمام.
وبطبيعة الحال، وكما ذكرت، فإن تغيّر المناخ وأعباء الديون التي لا يمكن الاستمرار في تحملها هي موضوعات رئيسية ويجري العمل على قدم وساق لمعالجتها.
السيد ثيس: شكراً لكم.
السؤال التالي يأتي من يوليوس ساتسي من صحيفة بيزنس فايندر في غانا: "ما هي الخطوات العملية التي يتخذها البنك الدولي لضمان وصول الأموال المخصصة للبلدان إلى الأفراد أو الفئات أو القطاعات المستهدفة؟"
السيد مالباس: في إطار إجراءات البنك الدولي، نولي اهتماماً كبيراً بالقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة. وهي تشكل ضوابط السلامة التي توفر الحماية ضد الفساد، وضد المشروعات سيئة التصميم. وثمة إجراءات واسعة داخل كل مؤسسات مجموعة البنك الدولي لمعالجة هذه المسألة بشكل مباشر. وبطبيعة الحال، قد تقع بعض الأخطاء، وقد وقع بعضها بالفعل في الماضي، لذا فإننا نسعى باستمرار لتصحيح تلك الإجراءات والتحرك إلى الأمام.
وهناك أمر أود التنويه إليه وهو أهمية معايير مكافحة الفساد. إن منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تطبق معايير في هذا الصدد، ومن المفيد أن تشارك جميع البلدان في تطبيقها – علماً بأن بعض الاقتصادات الكبرى في العالم لا تشارك في ذلك، وهذا من شأنه تقويض هذه الجهود.
ولا يفوتني هنا الإشارة بشكل عام إلى الشفافية. لقد دعوت إلى إعلاء مبدأ الشفافية فيما يتعلق بعقود الديون. فبعض عقود الديون لا يتضمن بنوداً بشأن عدم الإفصاح للدائنين والمدينين على حد سواء، وهو أمر شديد الغرابة، ومع ذلك، فقد أصبح هو القاعدة السائدة في بعض العقود في السنوات الأخيرة. كما نريد زيادة مستوى الشفافية، أو نشجع على ذلك، فيما يتعلق بتبادل المعلومات عن اللقاحات. إذ يتمثل أحد أكبر التحديات في جعل اللقاحات تتدفق في أقرب وقت ممكن إلى بلدان العالم النامية حتى يمكنها البدء في حملات التطعيم. وهذا الأمر يقتضي تبادل المعلومات على نطاق أوسع من جانب الاقتصادات المتقدمة والمصنعين من أجل بدء هذه العملية.
السيد ثيس: عظيم. لقد تلقينا عدة أسئلة عن مسألة الديون من الصحفيين، بما في ذلك من ليا كاتونغ باباتوندي التي تعمل مع هيئة التلفزيون النيجيرية.
لكنني أعيد صياغتها هنا. "ما الذي يفعله البنك الدولي لمساعدة البلدان النامية، بما في ذلك البلدان متوسطة الدخل، على معالجة مخاوفها المتعلقة بالسيولة وتوفير مساعدات تخفيف أعباء ديون البلدان أثناء الجائحة؟"
السيد مالباس: نعمل بنشاط بالتعاون مع صندوق النقد الدولي على تفعيل الإطار المشترك الذي وضعته مجموعة العشرين للتعامل مع مشكلة متأخرات الديون المستحقة وأعباء الديون. وهذا الإطار يركز على البلدان الأكثر فقراً، وهي البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، ونتطلع إلى إحراز تقدم في هذا الأمر. وأعتقد أن مجموعة العشرين قد وجهت، في المداولات التي جرت هذا الأسبوع، الدعوة إلى تشكيل أول لجنة للدائنين بموجب هذا الإطار. وأتوقع أن يكون ذلك مع دولة تشاد. ونحن نعمل على معالجة مشكلة الديون - فقد طلبت تشاد المساعدة بموجب الإطار المشترك للتعامل مع أوضاع مديونيتها. ولذا، فإننا نعمل بشكل وثيق مع صندوق النقد الدولي بشأن ذلك.
وهذا السؤال موجه إلى البلدان متوسطة الدخل، التي يواجه العديد منها أيضا مشاكل في الحصول على التمويل بأسعار السوق، كما أن لديها عجزاً متزايداً في ماليتها العامة يمثل مشكلة. لذلك، أعتقد مرة أخرى أنني سأكرر ما سبق وذكرته بأن الشفافية عامل بالغ الأهمية. كما أعتقد أننا بحاجة إلى البحث عن علاقة أكثر توازنا بين الدائنين والمدينين. فالنظام الحالي يحابي الدائنين من حيث استخدام الإنفاذ القضائي لحق الحجز على الممتلكات، على سبيل المثال، إنفاذ العقود حتى مع الحكومات السيادية. وحتى مع العقود التي لا يُفصح عنها، يبدو أنها قابلة للإنفاذ؛ وهو ما ينطوي على تحديات.
وأود أن أشير أيضاً إلى التحديات التي تواجهها البلدان متوسطة الدخل المتمثلة في الديون المضمونة. ويجعل ذلك من الصعب للغاية إعادة الهيكلة. وقد واجهت إكوادور هذا التحدي في عام 2020 وتمكنت من الإفصاح عن بعض العقود السابقة، ولكن ليس عن العقود الحالية ولا عن الشروط المتعلقة بالضمانات. ولذلك، فإن هذه تحديات متواصلة للبلدان متوسطة الدخل وأعتقد أن بالإمكان تحسينها.
وأود أيضاً الإشارة إلى نوع عقود السندات الدولية التي تتضمن شروطاً للإجراء الجماعي ولكن يمكن أن تكون أكثر توازناً فيما يتعلق بالعلاقة مع بلدان الأسواق الصاعدة متوسطة الدخل.
السيد ثيس: عظيم. ثمة سؤال آخر يتعلق بالديون، ولكنه يتعلق تحديدا بأمريكا اللاتينية، من ألفونسو فرنانديز، من وكالة الأنباء الإسبانية EFE: "كانت أمريكا اللاتينية أكثر مناطق العالم تضرراً من هذه الجائحة. ما مدى قلقكم حيال ظهور أزمة ديون جديدة، وهل تعتقدون أن هذا قد يؤدي إلى ضياع عقد آخر في المنطقة، ومن ثم تقويض التقدّم الذي تحقق في السنوات الماضية؟"
السيد مالباس: لقد سجل إجمالي الناتج المحلي لأمريكا اللاتينية انخفاضا حادا في عام 2020. وأتوقع أن تتعافى، على الأقل من الناحية العددية في عام 2021، لكنها لن تكون قادرة على العودة إلى المستويات السابقة. لذلك، فإنني أشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. ومن الأمور المفيدة كثيراً في هذا الصدد إمكانية الحصول على اللقاحات. ولذلك، آمل أن تبدأ عمليات التسليم من جانب المؤسسات الوسيطة في جميع أنحاء العالم وكذلك من جانب الشركات المصنعة. وأعتقد أن جانباً من ذلك يتمثل في إبرام العقود والبدء في تنفيذها. يقدم البنك الدولي التمويل للعديد من البلدان ويمكن أن تكون برامج كبيرة، لكن البلدان تعمل على ترتيب جداول التسليم من مختلف مقدمي اللقاحات. وسيكون ذلك جزءاً مهماً من التعافي.
وأعتقد أيضا أن وجود تعافٍ قوي حالياً في الولايات المتحدة سيصب في مصلحة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وهذا يساعد كثيرا على تهيئة الأسواق. فلدى أمريكا اللاتينية الكثير من القدرات من حيث السلع المصنعة، ومن حيث الخدمات التي يمكن تقديمها. والتقدم الرقمي هو أحد الأمور التي يمكن أن تساعد المنطقة. وفي بعض الحالات، كانت جهود البلدان بالفعل السبب فيما يمكن أن يكون متاحا لها. وأعتقد أن بوسع كل بلد أن ينظر في أنظمته الخاصة ويبحث عن المجالات التي يمكن فيها أن يحسن بنفسه أنظمته، سواء من حيث مستوى الشفافية أو تعزيز جهود مكافحة الفساد، والبنية التحتية، وكل هذه المجالات يمكن أن تساعد في تحقيق التقدم. وبالنسبة للبنك الدولي، فإننا نعمل بنشاط يومياً في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، ونعمل على أن يكون لدينا أفضل البرامج التي يمكننا تقديمها لمساندة شعوبها.
في البرازيل، على سبيل المثال، نعكف على توسيع مظلة شبكة الأمان الاجتماعي التي ساعدت على إنقاذ الأرواح. كما أن لدينا، كما ذكرت، برامج لتمويل شراء اللقاحات ستتيح الموارد التمويلية بمجرد تحديد جداول التسليم من الاقتصادات المتقدمة.
شكرا.
السيد ثيس: عظيم، شكرا لكم.
سؤال من كمال شهريار من تلفزيون كولكاتا: "إن وضع فيروس كورونا سيء في بنغلاديش هذه الأيام. فما هي الخطوات التي ينبغي لبلد مثل بنغلاديش أن يتخذها للحفاظ على سلامة اقتصاده والحيلولة دون انهياره، وكذلك لتحقيق هدف التطعيم على نطاق واسع، وما هي التحديات التي يواجهها؟"
السيد مالباس: أود أن أذكر عدة أمور عن بنغلاديش. بداية أود القول بأنني لم يسبق لي زيارة بنغلاديش. في الأسبوعين أو الثلاثة الماضية، وافق مجلس مديرينا التنفيذيين على عملية كبيرة لتمويل شراء اللقاحات، وسيتيح البنك الدولي بمقتضاها التمويل وكذلك المساعدة الفنية لبنغلاديش، وهو أمر مفيد للغاية للبلدان وهي تحاول الدخول في مناقشات بشأن العقود، وأيضا وهي تعمل في إطار أنظمتها الصحية لتطعيم مواطنيها، حتى تتمكن بالفعل من تهيئة الأنظمة التي تستطيع تقديم اللقاحات للمواطنين على وجه السرعة بمجرد أن تبدأ تلك اللقاحات في الوصول من النظام الدولي، سواء من مرفق كوفاكس أو من بعض المصنعين الآخرين. وهذه خطوة حاسمة الأهمية في مسار التعافي بالنسبة لبنغلاديش.
كما أود أن أشير إلى التكيف المناخي. فمع حدوث تغيرات مناخية في العالم، فقد تركّز النمو السكاني في العادة في المناطق الساحلية للبلدان. وتتمثل إحدى الخطوات في كيف ننقذ الأرواح وكيف نكون أكثر استعداداً لمواجهة الظواهر المناخية التي قد تقع لهؤلاء السكان؟
بعد ذلك، أود أن أشير أيضا، كما تعلمون، إلى أن بنغلاديش حققت تقدماً هائلاً. فهي خرجت مؤخراً في الواقع من قائمة الأمم المتحدة لأقل البلدان نمواً بسبب التحسّن الذي تحقق في نصيب الفرد من الدخل. وقد أتاحت الفرصة لنمو الصناعات التحويلية الصغيرة ومنشآت الأعمال الصغيرة، وهو أمر محل ترحيب كبير. وهي تواجه حالياً تحديا كبيرا بسبب وضع اللاجئين الروهينغيا على حدودها الشرقية، وهي تمثل مصدر قلق كبير للعالم حيث إن أوضاع اللاجئين تنطوي على مشاكل من حيث صحة السكان وسلامتهم.
النقطة الأخيرة التي سأتناولها هي الزراعة: بالنسبة للكثير من البلدان الأفقر، فإن وجود نظام كفء لاستخدام الأراضي والزراعة هو جزء حيوي من وصفة التحرك على مسار النمو. إنها خطوة ضرورية في التحرك إلى الأمام. ولدى بنغلاديش فرص لتحسين النظام الزراعي وجعله أكثر فعالية.
شكرا.
السيد ثيس: عظيم. سؤالنا التالي يأتي من تران نغين من زينغ نيوز، فييتنام: "هل لدى البنك الدولي خطط للتعامل مع جوائح مثل جائحة كورونا في المستقبل؟" إنه سؤال عن الجائحة التالية.
السيد مالباس: شكرا. لا شك أن التأهب مهم للغاية، وهو جزء من برامجنا. ولدينا أداة تسمى خيارات السحب المؤجل لمواجهة الكوارث، وهي عبارة عن التزامات مؤجلة لمواجهة الكوارث حيث يمكن للبلد المعني أن يرتب ذلك مسبقاً، بحيث يكون مستعداً لتلقي الأموال اللازمة إذا وقعت أزمة ما. لكنها لا تتيح موارد كبيرة بما يكفي لمواجهة جوائح مثل أزمة كورونا. وأعتقد أننا بحاجة إلى عمل المزيد على أساس دولي من حيث الاستعداد والتأهب، لكنه جزء أساسي من برامج البنك الدولي، ويمكن أن نشجع البلدان على القيام بذلك.
وكما تعلمون، فإن جائحة كورونا تشكل تحدياً لفرادى البلدان، نظراً لتفشي الفقر على نطاق واسع، والحجج التي يستخدمها البعض هي كيف يمكنني الاستعداد للمستقبل في وقت لا يحصل فيه أطفالي على ما يكفي من التغذية. وهذا سؤال وجيه يجب على العالم أن يجيب عليه. وهناك منفعة تعود على الجميع في العالم إذا كان لدينا أناس قادرون على الخروج من براثن الفقر والاستعداد أيضا لمواجهة الجوائح أو غيرها من الأحداث المأساوية. وأرى أن من الضروري أن يركز العالم على تحقيق ذلك.
زيادة التمويل - أريد أن أعود إلى العملية العشرين لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، لقد سررنا جداً بتصديق مجموعة العشرين على تسريع وتيرة جهود تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، وهي برنامج البنك الدولي الموجه خصيصا لمساعدة الفقراء.
أريد أن أعود إلى السؤال – لقد سمعت أن السائلة هي من فييتنام. إن المناخ هو من بين التحديات التي أود الإشارة إليها. لقد كانت فييتنام أحد المستخدمين الرئيسيين للفحم والمتسببين في انبعاثات غازات الدفيئة، وأحد التحديات التي تواجهها خطة عملنا بشأن تغيّر المناخ هو مساعدة البلدان التي تمر بمرحلة انتقال من استخدام الفحم إلى استخدام أنواع وقود أنظف أو أقل انبعاثا للكربون، مع المحافظة في الوقت نفسه على قدرتها الإنتاجية وأنظمتها الكهربائية. ومن الأهمية بمكان أن يتمكن السكان من الحصول على الكهرباء، لكن يجب أن تتمكن بلدان العالم من القيام بذلك بأقل قدر من انبعاثات غازات الدفيئة. وهذه أولوية قصوى للعالم لكي يفكر في تمويل هذا التحوّل للبلدان التي قامت باستثمارات في أنواع الوقود ذات الانبعاثات الأعلى. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تنتقل سريعا من ذلك الوضع وتمضي قدما في عملية التحوّل؟ هذا جزء من خطة عملنا بشأن تغيّر المناخ، للتحرك بسرعة نحو استخدام أنواع وقود تحتوي نسبة انبعاثات أقل بكثير في شبكات الكهرباء.
السيد ثيس: شكراً لكم. لمعلوماتكم فقط، إن السيد مالباس سيتوقف عند الظهر للمشاركة في فعالية الديون، لكنني سأنتقل إلى السؤال التالي وسنرى ما إذا كان يمكننا الإجابة على سؤال واحد آخر، لكننا سنجيب بالتأكيد على هذا السؤال.
لقد تلقينا في الواقع سؤالا من عدة مشاركين، منهم آنيت ميريتس من صحيفة هانديلسبلات: "ما حجم الأضرار التي تتسبب فيها المشاكل الأخيرة الخاصة بتوزيع اللقاحات في بلدان متقدمة مثل ألمانيا فيما يتعلق بهدف التعافي العالمي من الجائحة؟"
السيد مالباس: إن تباطؤ توزيع اللقاحات، ولاسيما في أوروبا، أمر مثير للقلق؛ بل هو مخيب للآمال. ونشاهد في الأخبار كل يوم بعض التحديات والمصاعب المختلفة التي تواجهها البلدان. ولدي إيمان راسخ أو أتمنى أن يتم توزيع هذه اللقاحات بسرعة أكبر، بحيث ننقل الفائض منها إلى بلدان أخرى. ويمكن أن نحث الهيئات التنظيمية على العمل بسلاسة من أجل تسريع موافقاتها حتى يتسنى الموافقة على المزيد من اللقاحات وأعني هنا اللقاحات المأمونة.
وإنني أشجع الجميع على الحصول على اللقاح، وأعتقد أن ذلك جزء مهم من سلامتهم وجزء مهم من التعافي العالمي. ولذلك، فإنني أشاطر هذه المشاعر - إذ قالت ألمانيا اليوم في مجموعة العشرين إنه قد يكون هناك تخفيف لتوقعات نمو إجمالي ناتجها المحلي من جراء مشكلة اللقاحات، وهي تضاعف من استعجال الجميع وجهودهم للحصول على المزيد من اللقاحات على مستوى العالم.
السيد ثيس: شكراً لكم. السؤال الأخير من لارا برسي من وكالة الأنباء Agência Nossa، البرازيل: ماذا يفعل البنك الدولي حالياً لمساعدة البرازيل التي تمر حاليا بأزمات اقتصادية وصحية كبرى؟
السيد مالباس: تواجه البرازيل تحديات كثيرة. لدينا برنامج اجتماعي كبير في مجال شبكة الأمان الاجتماعي في البرازيل يعمل على توسيع مظلة شبكة الأمان الاجتماعي، وإتاحة النقد للمواطنين لمساعدة الأسر على البقاء معا وأن تكون أكثر صحة أو وعلى مواجهة التحديات اليومية في البرازيل.
ونعمل أيضا بنشاط على مواجهة التحديات التي تواجه البرازيل في مجال التنوع البيولوجي والزراعة. إن البرازيل بلد كبير مفعم بالحيوية، وقادر على الوصول إلى أسواق رأس المال العالمية. ومن بين الأمور التي يمكن أن تساعد في ذلك هو الاستخدام الجيد لجداول آجال استحقاق الديون حتى تكون لدى البرازيل استثمارات قوية من القطاع الخاص في المستقبل. ويحدوني الأمل في أن يتحقق ذلك، وأن تستفيد البرازيل من التعافي العالمي.
السيد ثيس: رائع، شكراً لك. حسنا، أعرف أنه يجب عليك التوجه إلى فعالية "إعادة النظر في الديون: تمويل المستقبل في خضم الأزمة"، التي تبدأ ظهراً. وآمل أن تنضموا إلى هذا الحوار. ويمكنكم مشاهدته على موقع البنك الدولي على شبكة الإنترنت على worldbank.org.
السيد مالباس، شكرا لك، إذا أردت أن تقول كلمة أخيرة.
السيد مالباس: لدينا أسبوع جيد مليء بالفعاليات في اجتماعات الربيع، يا ديفيد. وأنا سعيد بالدعم الذي تحصل عليه العملية العشرين لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، ولخطة عملنا بشأن تغيّر المناخ. ويعمل البنك الدولي على توسيع نطاق جهوده في مجال توفير اللقاحات بأسرع ما يمكن لدفعها إلى الأمام. وهذا يمنحنا بعض التفاؤل، وقد أشرت إلى التقدم الذي أحرزناه في السودان نحو تجديد البرامج، هناك. ولا شك أن هناك الكثير من السكان، والكثير من الأرواح على المحك في بعض هذه البرامج، ولذلك أعتقد أن هناك ما يدعو إلى التفاؤل على بعض الجبهات، على الرغم من أن الوضع العالمي مازال ينطوي على تحديات ومصاعب حتى عام 2021.
شكرا. شكرا لكم جميعاً.
السيد ثيس: شكراً جزيلاً لكم. وبهذا نختتم مؤتمرنا الصحفي اليوم. شكرا لكم على حضوركم. وحافظوا على سلامتكم.