فخامة الرئيس ماكرون وأصحاب السعادة. صباح الخير أو مساء الخير. نحن هنا اليوم لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في لبنان دعماً للشعب اللبناني - الذي يحظى بأهمية حيوية بالنسبة للعالم. إن الشعب اللبناني، شأنه شأن غيره من سائر شعوب العالم، يستحق الحصول على الغذاء والمياه والدواء وخدمات الصرف الصحي.
وهناك حاجة ملحة لتشكيل حكومة قادرة على الإصلاح وتقديم هذه الخدمات الأساسية ووضع حد للفساد.
إلا أن استمرار تدفق الإمدادات إلى البلاد، حتى إمدادات الغذاء والمياه، بات معرضاً للخطر، كما أن الليرة اللبنانية والجهاز المصرفي في حالة انهيار. وقد وصفنا ذلك بأنه "كساد متعمد" نظراً لأن الحكومات السابقة ومؤيديها قد تسببوا في الكثير من الأضرار.
إن على لبنان أن يجد سبيلاً إلى إقامة حكومة تعلي مبادئ الشفافية وحقوق الإنسان وسيادة القانون التي تكفل محاسبة جميع المؤسسات. فالشعب اللبناني بحاجة إلى الحرية والأمن والاستثمار لمواصلة النمو، وعلى الحكومة أن تجدد التزامها القوي بعملة وطنية شفافة تحتفظ بقيمتها لوقف موجات التضخم.
في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، سارعت مجموعة البنك الدولي، بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى إعداد تقييم للأضرار والاحتياجات، وعمل خبراؤنا ليلاً ونهاراً للاستجابة لهذا الوضع الطارئ.
لقد كان لبنان من أوائل المستفيدين من المساندة العالمية التي يقدمها البنك الدولي للتلقيح ضد فيروس كورونا (كوفيد-19)، وهو بحاجة ملحة الآن للحصول على المزيد من تلك اللقاحات، ونحن نحث الحكومة على توسيع نطاق حملة التلقيح. ونعمل حالياً على زيادة معدلات أخذ اللقاحات، بما في ذلك بالنسبة للاجئين والفئات الأخرى الأكثر احتياجاً.
وقد ارتبطنا بتقديم موارد تمويلية كبيرة للمشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي في لبنان من أجل تقديم تحويلات نقدية طارئة وخدمات اجتماعية للفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً. وأدعو السلطات اللبنانية ومصرف لبنان المركزي إلى اتخاذ الخطوات الفورية اللازمة لبدء صرف هذه المساعدات النقدية للمستفيدين المستحقين.
إن توفير إمدادات كهربائية يمكن الاعتماد عليها بأسعار معقولة أمر ضروري لمؤسسات الأعمال والأسر والتعليم وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي. وعلى لبنان أن يتولى بنفسه إصلاح شبكة الكهرباء ووقف الخسائر. ولا يفوتني في هذا الصدد أن أضم صوتي إلى صوت السيدة كريستالينا في الدعوة إلى مراجعة حسابات مصرف لبنان المركزي ومؤسسة كهرباء لبنان. كما أدعو البلدان المجاورة للبنان، بما في ذلك سوريا وشركاؤها، إلى التعاون في نقل الغاز والكهرباء عبر الحدود. إذ إن ذلك يمكن أن يوفر على الفور مئات الملايين من الدولارات في شكل منافع، ويؤدي في الوقت نفسه إلى تحسين الخدمات العامة.
واعتباراً من الغد، سنقوم بمساندة مؤسسات الأعمال الصغيرة التي تضررت من الانفجار الذي وقع في 4 أغسطس/آب من خلال مشروع إعادة بناء مؤسسات الأعمال في بيروت بشكل أفضل (B5) الذي تمت الموافقة عليه مؤخراً.
ونعمل مع الشركاء لإعادة بناء مرفأ بيروت، ونطلب من الحكومة تسريع وتيرة التصديق على نظام المرافئ والموانئ اللبنانية الذي يضع الأساس لتنظيم وإدارة مرفأ جديد أكثر شفافية.
وأتطلع إلى العمل معكم جميعاً هنا اليوم من أجل مستقبل أفضل للبنان.
شكراً لكم.