Skip to Main Navigation
خطب ونصوص02/03/2025

كلمة المديرة الإقليمية لدائرة دول مجلس التعاون الخليجي في البنك الدولي في المؤتمر الدولي الثاني لسوق العمل المنعقد بالرياض، يناير/كانون الثاني 2025

كلمة الدكتورة صفاء الكوقلي، المديرة الإقليمية لدائرة دول مجلس التعاون الخليجي في البنك الدولي، في المؤتمر الدولي الثاني لسوق العمل المنعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية

أصحاب المعالي والسعادة، الضيوف الكرام، السادة الزملاء، السيدات والسادة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشرفني أن أكون هنا معكم اليوم، متحدثةً نيابة عن البنك الدولي. 

إن تاريخ شراكة البنك الدولي مع المملكة العربية السعودية يمتد لعدة عقود، حيث سيُحتفل هذا العام بالذكرى الخمسين لافتتاح مكتب البنك الدولي لأول مرة في الرياض في عام 1975، ومنذ ذلك الحين، واصلت شراكتنا مسيرتها بقوة وثبات، وهذا الحدث هو خير شاهد على ذلك. 

ولقد شهدت المملكة العربية السعودية تحولات رائعة منذ إطلاق رؤية 2030، حيث تُعد الإصلاحات في سوق العمل من أبرز  هذه التغييرات، التي تسهم في خلق فرص عمل أكثر وأفضل، لا سيمّا للشباب والنساء. وكان البنك الدولي دوماً شريكاً داعماً في هذه المسيرة. 

ونحن نعلم جميعاً أن الوظائف ضرورية للتنمية، وهي أكثر الأدوات الفعالة لمكافحة الفقر. وكما قال أجاي بانغا، رئيس مجموعة البنك الدولي: "إن الوظائف هي سبيل الخلاص من براثن الفقر، وتمكين المرأة، وبث روح الأمل في الأجيال الشابة، وبناء مجتمعات أقوى".

وهذا بالضبط ما قامت به المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية. ففي عام 2020، اعتمدت المملكة إستراتيجية بعيدة المدى لسوق العمل، رسمت مساراً للإصلاحات القانونية والتشريعية والنظامية، لجعل سوق العمل أكثر سلاسة، فضلاً عن استحداث برامج جديدة، وإصلاح البرامج القديمة، وبناء قدرات المؤسسات لتنفيذ هذه البرامج. وقد شرفنا بشراكتنا في هذه الجهود وإسداء المشورة والمساعدات الفنية التي اكتسبناها من خبراتنا العالمية. وكانت بعض الإصلاحات صعبة ومعقدة، ولاقى بعضها قدراً من التشكيك، ولكن، وبفضل الشواهد والأدلة، والبيانات والبحوث، وعرض أمثلة من أفضل الممارسات على مستوى العالم، تمكنا من التغلب على العقبات والمعوقات، وحققنا نتائج رائعة بكل المقاييس.

وبحسب ما ذكره معالي الوزير الراجحي، إذا نظرنا فقط إلى الزيادة الكبيرة في مشاركة المرأة في القوى العاملة، التي ارتفعت من 16% إلى 36% خلال ست سنوات فقط، سندرك أن هذه الوتيرة غير مسبوقة في تاريخنا.وما حدث ليس مهماً لاقتصاد المملكة والمجتمع السعودي فحسب، بل هو مثال مشرق يُحتذى به في بقية بلدان المنطقة وعلى مستوى العالم بأسره.

ومع مواصلة المملكة مسيرتها لتحقيق رؤيتها 2030، والتعلم من أفضل الممارسات، فإن لديها أيضا دروساً وتجارب يمكن أن تقدمها لبقية العالم. وبصفتنا بنكاً للمعرفة، فإننا حريصون على القيام بدور الوساطة في تبادل المعرفة فيما بين بلدان العالم على نحو يعود بالنفع على الجميع. 

ولقد كان المؤتمر العالمي الأول لسوق العمل الذي عُقد في العام الماضي، بمثابة نقطة انطلاق مهمة لتبادل المعارف العالمية حول قضايا سوق العمل. وبالتعاون وتضافر الجهود مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومبادرة تكامل، توافد إلينا مئات من واضعي السياسات والخبراء المتخصصين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى ممثلي القطاع الخاص، لمناقشة القضايا المهمة. 

وتضمنت النسخة الثانية من المؤتمر العالمي لسوق العمل هذا العام أيضاً، أول أكاديمية مشتركة لسوق العمل، بين المملكة العربية السعودية والبنك الدولي، تتيح منبراً لمواصلة تبادل الخبرات والأفكار، والأهم من ذلك، طرح الرؤى الثاقبة بشأن الجهود التي نجحت في تحسين نتائج التشغيل وإيجاد فرص العمل وبالتالي تحسين حياة الناس. 

وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية، استقبلت الأكاديمية أكثر من 55 من واضعي السياسات من مختلف أنحاء العالم في الرياض لتبادل الأفكار وخبرات التعلم بشأن سياسات وبرامج العمل. وسيعرض بعض المشاركين في الفعالية التي تنظمها الأكاديمية خبراتهم في مختبرات السياسات المعنية بمجالس المهارات القطاعية وبرامج سوق العمل النشطة هنا، اليوم وغداً، في المؤتمر الدولي الثاني لسوق العمل. 

ومن دواعي فخرنا البالغ إطلاق تقرير مشترك بين المؤتمر الدولي لسوق العمل، والبنك الدولي، عن تشغيل الشباب، وذلك في جلسة الغد، ويأتي ذلك في إطار اهتمامنا الكبير بدفع الجهود الرامية إلى ذلك، وضرورة التصدي للتحديات التي تعوق تشغيل الشباب بصورة عاجلة.

أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، لا يخفى عليكم أن هناك أزمة عالمية في توفير فرص العمل، تتطلب منا جميعاً اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية، فنحو 400 مليون شخص مستعدون للعمل لكنهم مازالوا عاطلين، ناهيك عن التفاوتات الكبيرة في هذا الشأن.

وخلال العقد القادم، سيدخل 1.2 مليار شاب سوق العمل في الاقتصادات الصاعدة، لكن لن يتم خلق فرص عمل كافية لاستيعاب هذا العدد بأكمله، ومن المتوقع أن يصل العجز في الوظائف إلى نحو 300 مليون وظيفة.

ولهذا أضحى تجمعنا هنا اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، وبالتالي، علينا جميعاً العمل معاً وتبادل خبراتنا وتجاربنا كي نستطيع مواجهة هذه التحديات وخلق مستقبل أفضل لجميع الناس في جميع أنحاء العالم، وخاصة في بلدان الجنوب. 

وكما قال الفيلسوف ابن رشد "العمل الحقيقي يجعل الإنسان حراً، ويساعده على تحقيق ذاته وصون كرامته، أما الكسل فهو مذلة".

وختاماً، أتوجه بجزيل الشكر إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومبادرة تكامل، والمؤتمر الدولي لسوق العمل، على هذه الشراكة القوية مع البنك الدولي، والتي أسهمت في تحويل هذه الفعالية إلى حقيقة واقعة، لإثراء الحوار العالمي بشأن سياسات العمل.

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image