شبكات الأمان الاجتماعي
في أنغولا، سجل مشروع نظام الحماية الاجتماعية، المعروف محلياً باسم مشروع كويندا، نحو 600 ألف أسرة في 18 مقاطعة، نحو 60% منها تعولها نساء، للحصول على تحويلات نقدية. وفي عام 2023، سيبلغ عدد المستفيدين من التحويلات النقدية التي يقدمها المشروع 1.6 مليون أسرة، وهو ما يمثل جميع الأسر الفقيرة في البلاد. وهذا من شأنه أن يجعل هذا المشروع أحد أكبر برامج التحويلات النقدية في أفريقيا جنوب الصحراء.
في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قام برنامج الحماية الاجتماعية التابع للمؤسسة الدولية للتنمية (مشروع استقرار شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية من أجل السلام) بدعم السكان الفقراء. وتشمل النواتج التي حققها البرنامج من فبراير/شباط 2014 إلى ديسمبر/كانون الأول 2022 تحسين قدرة 530 ألف مستفيد - أكثر من 200 ألف منهم من النساء - على الحصول على سبل كسب العيش من خلال التحويلات النقدية، والنقد مقابل العمل، وأنشطة شبكات الأمان الأخرى، وقد تم صرف أكثر من 93 مليون دولار بشكل إجمالي. وساند المشروع عمليات تحديث 2,185 من منشآت البنى التحتية في المجتمعات المحلية، مثل المدارس والعيادات، من خلال 950 برنامجًا من برامج التنمية المجتمعية، و1,235 خطة للأشغال العامة.
في ليبيريا، أدت جائحة كورونا إلى تفاقم الفقر وهددت سبل كسب العيش، وقد حفز هذا التحدي التوسع في برنامج التحويلات النقدية الحكومية الجاري ورقمنته. وأطلق مشروع شبكات الأمان الاجتماعي في ليبيريا أول برنامج حكومي على الإطلاق للتحويلات النقدية في المناطق الحضرية. وقدم تحويلات نقدية طارئة لما يقرب من 15 ألف أسرة تعيش في مجتمعات محلية معرضة للخطر في منطقة مونروفيا الكبرى، التي سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد. وتلقت هذه الأسر التحويلات النقدية في حساباتها في المحافظ الإلكترونية عبر الهاتف المحمول. ومثلت النساء نحو 70% من المستفيدين من هذه التحويلات. ويحصل المشروع على موارده التمويلية عن طريق اعتماد بقيمة 10 ملايين دولار من المؤسسة الدولية للتنمية وبتمويل مشترك من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (5.4 ملايين دولار) ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة (3.5 ملايين دولار).
في الصومال، أتاح برنامج "باكسنانو" منصة للحكومة للقيام بدور في توفير شبكات الأمان الاجتماعي للأسر التي تواجه الفقر المزمن والآثار المتفاقمة للصدمات المتعددة المرتبطة بالمناخ. وفي العامين الأولين من تنفيذ برنامج باكسنانو-الأصلي، استفاد نحو 200 ألف أسرة (أكثر من مليون فرد) من التحويلات النقدية الشاملة المرتبطة بالتغذية التي يمكن التنبؤ بها. وشكلت النساء 100% من المستفيدين المباشرين، ويستخدم نحو 40% منهن خطوط هاتف محمول لأول مرة - مما يمثل خطوة رئيسية في تعزيز الشمول المالي للنساء الفقيرات في الصومال. وتلقت نحو 100 ألف أسرة (نحو 600 ألف فرد) حمايةً لسبل كسب عيشها من خلال التحويلات النقدية الإلكترونية الشهرية من برنامج باكسنانو لمواجهة الصدمات خلال الأزمة التي سببتها أسراب الجراد، ومثلت النساء 72% من المستفيدين المباشرين.
في جنوب السودان، أدى مشروع شبكة الأمان إلى تحسين سبل كسب العيش لآلاف الأشخاص وقدرتهم على الصمود، حيث وفر فرص دخل مؤقتة لعدد 423,100 فردٍ ينتمون إلى 65,045 أسرة في المقاطعات العشر في جنوب السودان، ومنها العاصمة جوبا، وذلك بواسطة دعم الدخل المباشر والأشغال العامة كثيفة العمالة. بالإضافة إلى ذلك، دعم المشروع التدريب التكميلي (المكون "كاش بلاس" (الجمع بين المساعدات النقدية والدعم التكميلي) الذي يمكّن الأسر، ولا سيما النساء، بمزيد من المهارات والمعارف من حيث الإلمام بالنظم المالية، وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وتنمية الطفولة المبكرة لزيادة رفاهة أسرهم.
التكيُّف مع تغيُّر المناخ وبناء القدرة على الصمود
في عام 2020، أطلق البنك الدولي خطة العمل المناخي في أفريقيا من الجيل القادم، التي وضعت خطة أولية مبتكرة لمساعدة اقتصادات بلدان أفريقيا جنوب الصحراء على تحقيق نتائج منخفضة الكربون وقادرة على تحمل آثار تغيّر المناخ. ووفق هذه الخطة، يوجه البنك الدولي 22.5 مليار دولار إلى أفريقيا جنوب الصحراء من أجل التكيف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره في الفترة من عام 2021 إلى عام 2025. ويكمل هذا الأمر خطة عمل مجموعة البنك الدولي بشأن تغيّر المناخ، التي تحدد هدفاً يتمثل في أن يحقق 35% من تمويلنا منافع مناخية مشتركة، في المتوسط، على مدى السنوات الخمس المقبلة، وأن يساند 50% من هذا التمويل أنشطة التكيف وبناء القدرة على الصمود. وتؤكد خطة العمل المناخي في أفريقيا من الجيل القادم أيضاً على الجهود التي يبذلها البنك لدعم التعافي الأخضر على نحو شامل وقادر على الصمود من آثار جائحة كورونا، مع التصدي في الوقت نفسه للتحدي الأطول أمداً المتمثل في تغيّر المناخ في أفريقيا جنوب الصحراء.
في جمهورية الكونغو، يهدف برنامج خفض الانبعاثات في برنامج خفض الانبعاثات في سانغا وليكوالا الذي تبلغ قيمته 41.8 مليون دولار إلى تقليل الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها من خلال منح مكافآت للأطراف المعنية الرئيسية تتناسب مع ما تبذله من جهود للحفاظ على البيئة. وسيتم تنفيذ المشروع، الذي يُعد من بين أولى التجارب واسعة النطاق لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها، في مقاطعتي سانغا وليكوالا اللتين تمتدان على مساحة تتجاوز 12 مليون هكتار وتشكلان ما يقرب من 60% من غابات البلاد. ويتمثل الهدف في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 8,359,000 طن (أي نحو 100 ألف رحلة جوية بين باريس وبرازافيل).
في ملاوي، يساعد مشروع التسويق الزراعي الأسواقَ على العمل لصالح أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يعملون بالفعل على أساس تجاري أو الذين هم في طريقهم لأن يعملوا على مستوى تجاري. وبعد بضع سنوات، تبدو النتائج مبشرة، إذ تثبت فوائد الاستثمار في الزراعة التجارية لأصحاب الحيازات الصغيرة ونهج "التحالفات الإنتاجية" أنها طريقة فعالة لتمكين أصحاب الحيازات الصغيرة من تنظيم عملهم وتحسين إنتاجيتهم ومبيعاتهم. ويقدم مشروع التسويق الزراعي منحاً لمنشآت الأعمال الصغيرة العاملة في مجالي الزراعة والثروة السمكية لتمكينها من التوسع. ويتعين على هذه المنشآت المساهمة بنسبة مئوية كدليل على التزامها وسلامتها. وقد وقَّع مشروع التسويق الزراعي ما مجموعه 265 تحالفاً إنتاجياً حتى نهاية عام 2022، نصفها مع منشآت أعمال في مجال المواد الغذائية الأساسية، مثل فول الصويا ومنتجات الألبان. وتعمل هذه التحالفات الإنتاجية على تعزيز إيجاد فرص عمل في ملاوي، مع وجود فرص عمل بالغة الأهمية للحد من تأثير أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق وإتاحة فرص لأكثر من 400 ألف شاب وفتاة يلتحقون بالقوى العاملة في البلاد في كل عام.
في مدغشقر، أدى مشروع الربط من أجل تحسين سبل كسب العيش في المناطق الريفية إلى زيادة قدرة البنية التحتية على الصمود وتحسين سبل كسب العيش، مما يساعد على تقليل الهشاشة والهجرة والشعور بالتهميش. وقد تحسن مستوى السلامة والأمن عما كان عليه عندما كانت المركبات والركاب الذين يضطرون إلى التحرك ببطء على الطرق السيئة عرضة لأعمال السلب والنهب. وقد ساعد المشروع نحو 400 ألف مستفيد، نصفهم من النساء، من خلال تقليل وقت الانتقال بشكل كبير، وزيادة دخلهم، وتحسين قدرتهم على الوصول إلى المدارس والمستشفيات. كما أن تحسن النفاذ إلى الأسواق في الوقت المناسب عبر طرق أفضل ساعد المزارعين، لا سيما مزارعي الأرز، على زيادة دخلهم عن طريق بيع منتجاتهم بأسعار مرتفعة.
دعم الحوكمة الشاملة وإحداث تحول في اقتصادات المنطقة
إن إتاحة تقديم الخدمات على نحو يتسم بالكفاءة والشمول، مثل المحاكم القضائية وإدارة النفايات والمياه والكهرباء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكات الأمان، وبناء مؤسسات وأنظمة قوية وخاضعة للمساءلة وقادرة على الصمود أمام الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والبيئية هي أسس عمل البنك بشأن الحوكمة والشمول في أفريقيا.
ويساعد مشروع تدعيم إدارة المالية العامة والمساءلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي تبلغ تكلفته 67 مليون دولار في تحسين تعبئة الإيرادات المحلية، وإدارة الإنفاق العام، والمساءلة، على المستوى المركزي وفي مقاطعات مختارة. وقد أدى الدعم الذي قدمه المشروع لهيئة الرقابة العامة على المالية، الذي يتضمن تطوير طرق لمراجعة الحسابات على أساس تحليل المخاطر، وتدريب أكثر من 100 موظف جديد، واقتناء معدات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات المراجعة، إلى مساعدة الهيئة على إجراء تحقيقات مالية فعالة تسهم في كبح الفساد وتبديد الموارد العامة.
في بوركينا فاصو، أسهم مشروع دعم أجهزة الحكم المحلي والتصدي لجائحة كورونا والقدرة على الصمود في تدعيم مشاركة المواطنين ومساءلة القطاع العام، بالإضافة إلى دعم اللامركزية في البلاد ولعب المشروع دوراً بالغ الأهمية في دعم 423,521 من النازحين داخل البلاد عن طريق توفير المستلزمات المنزلية الأساسية، وأيضاً من خلال تدعيم قدرات البلديات للتخفيف من تأثير تداخل أزمات الأمن وتفشي فيروس كورونا. ومولت المؤسسة الدولية للتنمية المشروع بمبلغ إجمالي قدره 120 مليون دولار. وتم تقديم المساعدة للنازحين بالتعاون الوثيق مع مشروع شبكة الأمان الاجتماعي في بوركينا فاصو (بقيمة 166 مليون دولار). وقدم المشروع دعماً تكميلياً لإعداد مشروع التعافي والاستقرار المجتمعيين في منطقة الساحل (بقيمة 352.5 مليون دولار). كما أكمل مشروع التأهب والاستجابة لفيروس كورونا (بقيمة 21.15 مليون دولار).
ويسهم مشروع مساندة اللامركزية والمدن المتوسطة المنتجة في موريتانيا في تطوير مدن مختارة متوسطة الحجم في جنوب البلاد وشرقها والدعم الفني لعملية اللامركزية. ويحصل المشروع على تمويل بمبلغ 66 مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية، ودعم إجمالي يبلغ 5 ملايين دولار من الموازنة العامة للدولة. وللمشروع أثر مباشر على (1) سكان المدن والمناطق الريفية المحيطة في روصو، وكيفة، وسيليبابي، ولعيون، وسيحصل اللاجئون والمجتمعات المحلية المضيفة في مخيم امبرة، وباسكنو، والنعمة وعدل بكرو على الخدمات التي تحصل عليها المناطق الحضرية أو الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة؛ (2) تحسين قدرة أكثر من 140 مؤسسة رسمية و11 ألف جهة فاعلة غير رسمية واجتماعية على الحصول على البنية التحتية والخدمات اللازمة لتطوير أعمالها؛ و(3) الموظفين والممثلين المنتخبين للمؤسسات المحلية التي سيتم تعزيز قدراتها.
تعزيز رأس المال البشري في أفريقيا جنوب الصحراء من خلال التعليم والتمكين
تحدد خطة البنك الدولي المعنية برأس المال البشري في أفريقيا أهدافًا طموحة لتعزيز رأس المال البشري في أفريقيا جنوب الصحراء - من حيث معارف شعوبها وصحتهم وقدرتهم على الصمود. وفي نهاية السنة المالية 2022، تضمنت محفظة البنك الدولي للتنمية البشرية في أفريقيا 232 مشروعاً للصحة والتعليم والحماية الاجتماعية بقيمة 34.3 مليار دولار، مع 79 مشروعاً للتنمية البشرية بقيمة إجمالية 8.2 مليارات دولار تمت الموافقة عليها في السنة المالية 2022 وحدها.
ومنذ إطلاق خطة رأس المال البشري في أفريقيا في عام 2019، وافق البنك على استثمارات تزيد قيمتها على 11.5 مليار دولار لمساندة النساء والفتيات. وعمل أيضاً مع الحكومات والمؤسسات الإقليمية وشركاء التنمية لتوسيع نطاق البرامج متعددة القطاعات عن طريق حلول فورية وطويلة المدى تستثمر في تطوير قدرات النساء والفتيات.
على سبيل المثال، يعمل (مشروع الساحل لتمكين المرأة والعائد الديموغرافي) في جميع أنحاء منطقة الساحل لتحسين توافر خدمات الصحة الإنجابية وزيادة القدرة على تحمل تكاليفها، وتدعيم مراكز التدريب المتخصصة للقابلات في المناطق الريفية، وتحسين خدمات التمريض، وتجريب مبادرات الفتيات المراهقات وتبادل المعارف بشأنها، مما أدى إلى تعزيز استقلاليتهن وزيادة إنتاجيتهن. واستفاد من خدمات المشروع حتى الآن أكثر من مليوني فتاة في تسعة بلدان، خارج منطقة الساحل، بتمويل من البنك الدولي بقيمة 680 مليون دولار.
تقود جمهورية الكونغو الديمقراطية، بتمويل يبلغ 800 مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية، إصلاحات تعليمية كبرى تشمل توفير التعليم المجاني في المدارس الابتدائية وتحسين أنظمة رواتب المعلمين وتوظيفهم. وتم تسجيل 2.3 مليون طالب إضافي في المدارس الابتدائية الحكومية في العام الدراسي 2021-2022؛ وأُدرج 58 ألف معلم جديد في كشوف المرتبات من خلال برنامج توظيف جديد على أساس الجدارة والاستحقاق مع دفع رواتبهم بانتظام؛ وتم تعيين 20 ألف نقطة اتصال مدرسية آمنة وشاملة في المدارس الابتدائية الحكومية في إطار الجهود الرئيسية للحد من الاستغلال والاعتداء والتحرّش الجنسي.
تعمل خمسة مشروعات في رواندا (بقيمة 300 مليون دولار) على توفير تعليم جيد وقوة عاملة تتمتع بالمهارة. ففي أكبر جهد على الإطلاق للتوسع في المدارس، أضافت رواندا أكثر من 22,500 فصل دراسي جديد مع توفير إمكانيات الوصول، مثل الممرات المنحدرة للكراسي المتحركة ومراحيض منفصلة للجنسين من الطلاب. واليوم، أصبح بمقدور 68 ألف طفل رواندي آخر تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و14 عاماً الالتحاق بالمدارس في دائرة نصف قطرها كيلومترين، وهو ما يقلل المسافة التي يقطعونها. وانخفضت نسبة كثافة طلبة المرحلة الابتدائية في الفصول من 73 طالباً إلى 49 طالباً لكل فصل في المتوسط، مما أتاح تفاعلاً أفضل بين الطلاب والمعلمين وزيادة جودة عملية التدريس.
قطعت زيمبابوي خطوات كبيرة للإبقاء على المراهقات في الدراسة، حيث وفرت لأكثر من ألف فتاة في بوهيرا، إحدى أفقر مناطقها وأكثرها ندرة في المياه، لوازم النظافة في فترة الحيض (مستلزمات تكفي لمدة 12 شهراً)، وأحدث تأثير هذه الجهود تغييراً إيجابيًا في حياتهن.
مساندة البنك الدولي للتكامل الإقليمي في أفريقيا
سلطت جائحة كورونا الضوء على أهمية التكامل الإقليمي بوصفه عنصرًا رئيسياً في جهود التعافي في أفريقيا لتحسين التنسيق بشأن مراقبة انتشار الأمراض على المستوى الإقليمي وخطط الاستجابة، والحفاظ على بقاء التدفقات التجارية الإقليمية مفتوحة، ومواجهة الهشاشة التي يمكن أن تنتشر آثارها عبر الحدود، ودعم تعافي القطاع الخاص، بل أكثر من ذلك بكثير. وتزيد قيمة برنامج التكامل الإقليمي الذي يسانده البنك الدولي على 16 مليار دولار، ويضم أكثر من 90 مشروعاً. وهذه المشروعات تساعد على: (1) التوسع في البنية التحتية لبناء ترابط إقليمي أكبر في المجالات الرئيسية للطاقة والمجالات الرقمية والنقل؛ و(2) تعزيز التجارة وتكامل الأسواق؛ و(3) دعم تنمية رأس المال البشري، لا سيما في مجالات الصحة والتعليم وتمكين المرأة؛ و(4) تعزيز القدرة على الصمود من خلال المساعدة على مواجهة التحديات المتعلقة بتغيّر المناخ وغيرها من المخاطر وأوجه الضعف العابرة للحدود التي تسببها الصراعات وانعدام الأمن. وتلتزم مجموعة البنك الدولي بتوسيع نطاق شراكتها ودعم تقوية التعاون والتكامل الإقليميين في أفريقيا نحو تنفيذ خطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 ومشروعاتها الرئيسية مثل تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والتكامل الرقمي والتكامل في مجال الطاقة، وتيسير التجارة.
زيادة القدرة على الحصول على الكهرباء والتكنولوجيا الرقمية
يُعد الحصول على الطاقة من أكبر تحديات التنمية التي تواجه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. ففي عام 2022، كان 600 مليون شخص في أفريقيا، أو 43% من سكان القارة، لا يحصلون على الكهرباء. وكانت الغالبية العظمى منهم - 590 مليون شخص أو 98% منهم - في المنطقة. ولمواجهة هذا التحدي، يساعد البنك في زيادة القدرة على الحصول على طاقة منتظمة وبتكلفة معقولة ومستدامة في جميع أنحاء أفريقيا. وتساند عمليات البنك مد الشبكات وتوسيع شبكات نقل الكهرباء، وإيجاد حلول مبتكرة لتوفير الكهرباء خارج الشبكة، وزيادة قدرات توليد الطاقة المتجددة، وإنشاء شبكات تجميع إقليمية للكهرباء، ورفع كفاءة الخدمات.
تحتاج التقنيات الرقمية إمدادات كهرباء منتظمة لتشغيل مراكز البيانات التي تحتاجها أفريقيا لتوسيع النمو الرقمي الإنتاجي والمساعدة في توفير وظائف جيدة ضرورية لأكثر من 22 مليون أفريقي ينضمون إلى القوى العاملة سنوياً. ويمكن أن يؤدي توافر الإنترنت إلى زيادة فرص العمل والحد من الفقر في البلدان الأفريقية. وتُعد الثورة الرقمية فرصة تاريخية للقارة لتحقيق قفزة نوعية نحو الاقتصاد الرقمي العالمي سريع النمو وبقيمته التي تبلغ 11.5 تريليون دولار وتجاوز المراحل الاقتصادية التقليدية. وفي السياقات الهشة، يُمكِن لحلول التكنولوجيا الرقمية أن تساعد على تقديم الخدمات للفقراء حيثما تعجز عن ذلك الأساليب التقليدية، مثلاً عن طريق البطاقات الذكية والخدمات المالية عبر الهاتف المحمول. ويمكنها أيضاً المساعدة في دفع إنشاء بطاقات الهوية الرقمية ومبادرة الهوية الرقمية من أجل التنمية، وهما يُعدان أيضاً من عوامل التسريع الرئيسية لرأس المال البشري.
وتضيف دراستان تجريبيتان أُجريتا من أجل تقرير البنك الدولي الصادر في مارس/آذار 2023، بعنوان "أفريقيا الرقمية: التحول التكنولوجي من أجل الوظائف" إلى قاعدة الشواهد والأدلة المتنامية بسرعة أن التكنولوجيا توفر طريقاً إلى النمو الشامل للجميع. وحللت الدراستان المعلومات الجغرافية المكانية عن بدء تشغيل أبراج خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول بمرور الوقت، إلى جانب استقصاءات بيانات الأسر على مدى فترة ست إلى سبع سنوات. وقد أظهرتا أن لتوافر الإنترنت تأثيراً إيجابياً واضحاً على الوظائف والرفاهة.
في إطار برنامج مجمع الكهرباء لغرب أفريقيا، خفَّض مشروع إنشاء شبكة الربط الكهربائي بين غانا وبوركينا فاصو تكلفةَ إمدادات الكهرباء إلى بوركينا فاصو، كما زاد من قدرة غانا على تصدير الكهرباء. وساعد المشروع في تحقيق النتائج التالية: (1) تخفيض متوسط التكلفة السنوية المرجحة لإمدادات الكهرباء في بوركينا فاصو من 0.26 دولار لكل كيلوواط/ساعة إلى 0.20 دولار لكل كيلوواط/ ساعة؛ و(2) تخفيض مدد حالات انقطاع الكهرباء السنوية في بوركينا فاصو بسبب عجز قدرة التوليد/تخفيف الأحمال من 130 إلى 8؛ و(3) زيادة قدرة غانا على تصدير الكهرباء بمقدار 200 ميجاواط. وتلقى المشروع مساندة في شكل منح من المؤسسة الدولية للتنمية بلغ مجموعها 41.9 مليون دولار، منها 16 مليون دولار لبوركينا فاصو، واعتماد بقيمة 25.9 مليون دولار لغانا.
في رواندا، يعمل مشروع الحصول على الطاقة وتحسين الجودة على زيادة توافر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة وكفاءتها والتوسّع في وصلات الشبكة الموحدة للمنازل والشركات والمصانع والقطاع العام. ويشمل هذا المشروع أكبر عملية للبنك في أفريقيا تستهدف التحوّل إلى الطهي النظيف، وأول مشروع يشارك في تمويله صندوق الطهي النظيف الذي أُطلق مؤخراً، ويستضيفه برنامج المساعدة على إدارة قطاع الطاقة التابع للبنك الدولي.
في رواندا أيضًا، يتبنى مشروع تسريع التحول الرقمي نهجاً شاملاً للتصدي للفجوات بين الجنسين. فعلى سبيل المثال، يعزز المشروع الوصول إلى الإنترنت والأجهزة المحمولة من خلال خطة تمويل تتضمن حوافز للمشغلين وتتعاون مع المجموعات النسائية لتحسين حصول النساء على هواتف ذكية. كما أنه يعالج انخفاض نسبة مشاركة المرأة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن طريق تصميم دورات تدريبية على المهارات الرقمية تركز على النساء وتضمن المساواة بين الجنسين فيما بين المدربين، وتراعي أموراً مثل الأوقات المناسبة والأماكن الملائمة والمرونة ورعاية الأطفال.
في توغو، قدمت المؤسسة الدولية للتنمية 72 مليون دولار لتمويل أنظمة ومعدات لتوفير الحماية الاجتماعية لمنصة نوفيسي التي تستخدم التعلم الآلي والتحليلات الجغرافية المكانية والبيانات الوصفية للهاتف المحمول من أجل الاستجابة للجائحة. وتوفر هذه المنصة تحويلات نقدية طارئة عن بُعد تستند إلى تقنيات التعلم الآلي والخدمات المالية عبر الهاتف المحمول. ويتم اختيار أشد القرى والأحياء فقراً عن طريق صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة والبيانات التي تمثل استهلاك الأسر. وداخل هذه المناطق، تُعطى بعد ذلك الأولوية لأشد الأشخاص فقراً عن طريق خوارزميات التعلم الآلي باستخدام البيانات الوصفية للهاتف المحمول والمسوح الهاتفية. وتنبأت منصة نوفيسي بأنماط استهلاك 5.7 ملايين فرد، أو 70% من السكان. وفي 2020-2021، تم منح 57 ألف مستفيد جديد الأولوية في الحصول على إعانات الحماية الاجتماعية عن بُعد باستخدام الخوارزميات التنبؤية. ويأتي هذا في إطار برنامج تنفذه المؤسسة الدولية للتنمية بقيمة 400 مليون دولار عبر ستة من بلدان غرب أفريقيا.