يركز الدعم التحليلي والمالي الذي يقدمه البنك الدولي للمنطقة على ثلاثة مجالات رئيسية: تعزيز التعافي الاقتصادي الذي يقوده القطاع الخاص من آثار جائحة كورونا، والقدرة على الصمود اقتصادياً وفي وجه تغير المناخ وتعزيز الاستدامة، والاستثمار في رأس المال البشري والإنتاجية. ونحن نواصل توطيد شراكاتنا مع بعض البلدان الأعضاء غير المقترضة في المنطقة، ومنها كوريا وماليزيا وسنغافورة، مما يسمح لنا بتوليد وتبادل المعارف المتعلقة بالتنمية والدروس المستفادة والحلول الخاصة بأولويات التنمية المشتركة.
تشجيع النمو بقيادة القطاع الخاص
تُعد زيادة فرص القطاع الخاص وتهيئة بيئة مواتية للاستثمار والابتكار من الأمور الحيوية لضمان النمو المستدام. ففي جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، نساعد الشركات الصغيرة على التغلب على التباطؤ الاقتصادي من خلال تعزيز قدرتها على الحصول على التمويل. وتُعد الإدارة المستدامة لمصائد الأسماك والموائل الطبيعية في مختلف أنحاء منطقة المحيط الهادئ أمراً حيوياً لمستقبل المنطقة. وهنا ينشط برنامجنا الإقليمي لجزر المحيط الهادئ في ولايات ميكرونيزيا الموحدة، وكيريباتي، وجزر مارشال، وجزر سليمان، وتونغا، وتوفالو، ويتضمن مشروعاً إقليمياً بالشراكة مع وكالة مصائد الأسماك التابعة لمنتدى جزر المحيط الهادئ.
وفي إندونيسيا، قدمنا 800 مليون دولار لدعم الاستثمار وإصلاح سياسات التجارة التي ستساعد في التصدي لمواطن الضعف، وتسريع وتيرة التعافي، ودعم التحول الاقتصادي، لا سيما في خضم الجائحة. وستفتح هذه الجهود المزيد من القطاعات أمام استثمارات القطاع الخاص وتساعد بشكل خاص على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في مجالات عدة، منها مجال الطاقة الشمسية. وستساعد أيضا على إعداد المهنيين ذوي المهارات العالية لسوق العمل، وزيادة إمكانية الحصول على السلع الغذائية الأساسية والمواد الخام بتكلفة ميسورة، وتوسيع نطاق الحصول على مستلزمات التصنيع.
وفي الفلبين، ندعم برنامجاً لتحديث ورفع كفاءة مصلحة الجمارك من خلال إدارة الامتثال القائمة على تحليل المخاطر ومن خلال الجهود الرامية إلى ميكنة ورقمنة نظام التخليص الجمركي. وستساعد هذه التغييرات على خفض تكاليف التجارة وتمكين منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى الأسواق الدولية والمشاركة في سلاسل القيمة العالمية.
وفي فييتنام، ندعم المئات من منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة من خلال التحول الرقمي حتى يتسنى لها تحسين كفاءتها وإنتاجيتها. وتتراوح جهود الدعم والمساندة التي يقدمها البنك من توفير أنشطة تحليل وفحص سلامة منشآت الأعمال، والتدريب والمشورة في مجال التحول الرقمي، وحتى تقديم برمجيات تخطيط موارد المنشآت.
بناء القدرة على الصمود والاستدامة
إن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ معرضة بشدة لآثار تغير المناخ. ونحن ندعم المشروعات في جميع أنحاء المنطقة للمساعدة في تعزيز القدرة على الصمود، والحد من التلوث والانبعاثات، ودعم الزراعة المراعية للمناخ، والتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة أو المتجددة.
وللمساعدة في معالجة ارتفاع مستويات سطح البحر في بلدان المحيط الهادئ وزيادة تواتر الأعاصير، نساند مشروعاً في ولايات ميكرونيزيا الموحدة سيجعل شبكات الطرق - بما في ذلك تلك التي تربط الموانئ والمطارات - قادرة على الصمود في وجه تغير المناخ مع إعدادها للتعافي بكفاءة من الكوارث. وهو المشروع السادس في سلسلة من المشروعات التي تغطي شبكات النقل في إطار برنامج النقل القادر على الصمود أمام آثار تغير المناخ في منطقة المحيط الهادئ، الذي كان رائداً في اتباع نهج مرن يعالج مواطن الضعف المشتركة مع وضع حلول مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المحددة للبلدان.
في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، نساعد على تدعيم القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية من خلال مشروعين في إطار نافذة التصدي للأزمات التابعة للمؤسسة الدولية للتنمية. ويعمل مشروع إدارة مخاطر الكوارث في جنوب شرق آسيا على الحد من آثار الفيضانات، ويعزز رصد الكوارث، وينفذ آليات التأمين واستراتيجية وطنية لتمويل مواجهة المخاطر. ويمول مشروع لقطاع الطرق القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ في الأجزاء الحرجة من شبكة الطرق بالبلاد. وفي الفلبين، نساعد على تعزيز القدرة على الصمود والتعافي من خلال مساندة أكثر من 15 ألف مشروع مجتمعي في المناطق المتضررة من إعصار هايان في عام 2013 وأكثر من 2600 مشروع مجتمعي في مواجهة جائحة كورونا.
في الصين، يدعم المشروع التجريبي للتمويل الأخضر إنشاء صندوق للاستثمار الأخضر ومنخفض الكربون في البلاد. علاوة على ذلك، يساعد مشروع الحد من النفايات البلاستيكية في الصين على تحسين إدارة النفايات البلاستيكية على المستويين الوطني ودون الوطني وتقليل التلوث بالمواد البلاستيكية من النفايات الصلبة البلدية. كما يعمل برنامج الإنعاش الزراعي والريفي الأخضر وفقاً للنتائج على تشجيع الزراعة الخضراء والتنمية الريفية في منطقة جنوب غرب الصين ويدعم البرنامج الوطني الحكومي لإنعاش المناطق الريفية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشروعان قائمان يساعدان في تعزيز الحماية البيئية والحد من تلوث المياه في حوض نهر اليانغتسي والتصدي لمشكلة شح المياه وتدهور النظم البيئية في حوض النهر الأصفر.
في فييتنام، نقدم دعماً شاملاً للقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ وتعزيز الاستدامة. ومن خلال سلسلة تمويل التنمية في مجال النمو الأخضر وتغير المناخ، نساعد في تحسين التخطيط الساحلي وتعميم التدابير المراعية لتغير المناخ في الاستثمارات العامة عبر القطاعات الرئيسية المختارة، وزيادة مستوى الإقبال على ممارسات وتكنولوجيات الري المتسمة بالكفاءة في استخدام المياه - وتشجيع المقاطعات على إنشاء ممرات حماية لمصادر المياه الرئيسية. علاوة على ذلك، ساهمت الإصلاحات التي أحدثها هذا البرنامج في رفع مستوى الكفاءة في استخدام الطاقة للأجهزة المنزلية وزيادة حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وفي الوقت نفسه، نساعد دلتا نهر الميكونغ في فييتنام من خلال خطة رئيسية لضمان رفع الإنتاجية وزيادة القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ. ويعمل مشروع دلتا نهر الميكونغ المتكامل للصمود في وجه تغير المناخ وسبل كسب العيش المستدامة على تحسين التخطيط الذكي المراعي للمناخ وتعزيز قدرة ممارسات إدارة الأراضي والمياه على الصمود في وجه تغير المناخ. ويساعد هذا المشروع على وجه التحديد المزارعين ومزارع تربية الأحياء المائية وأسر صائدي الأسماك، بمن فيهم من ينتمون إلى أقلية الخمير العرقية على تطويع سبل كسب عيشهم بما يناسب تغير المناخ. كما أمرت فييتنام، بمساندة البنك الدولي، بإنشاء سوق للكربون في يناير/كانون الثاني 2022. وقد ساعد برنامج الشراكة من أجل تجهيز الأسواق في إرساء الأساس القانوني وبناء القدرات اللازمة لاستخدام هذه الأداة المستندة إلى قوى السوق في الفترة بين عامي 2016 و2021. علاوة على ذلك، قدم البرنامج للحكومة ما يلزم من مساندة ودعم في تقييم الفجوات المؤسسية والفنية والفجوات في السياسات لاستخدام تسعير الكربون، كما ساعد في وضع اللبنات الأساسية لتسعير الكربون بما في ذلك عملية جمع البيانات، والقياس، وإعداد التقارير، والتحقق، والتصديق والاعتماد.
الاستثمار في رأس المال البشري والإنتاجية
يمثل الاستثمار في رأس المال البشري أساساً لضمان النمو المستدام على المدى الطويل والحد من الفقر. ففي إندونيسيا، يدعم البنك برنامج أمل الأسرة وفي عام 2017، دعمنا توسيع نطاق هذا البرنامج من 6 ملايين أسرة إلى 10 ملايين أسرة، مما يجعله ثاني أكبر برنامج من نوعه في العالم. كما دعم البنك استجابة الحكومة لجائحة كورونا من خلال تمويل إضافي بقيمة 98 مليون دولار لبرنامج إصلاح المساعدة الاجتماعية، وتقديم تحويلات نقدية طارئة للمستفيدين الحاليين من البرنامج.
وفي الفلبين، يغطي "برنامج التحويلات النقدية المشروطة في الفلبين"، المدعوم من المشروع الثاني للرعاية الاجتماعية والإصلاح التنموي التابع للبنك الدولي، أكثر من أربعة ملايين أسرة لديها أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، ويشجع الآباء على الاستثمار في صحة أطفالهم وتعليمهم. وقد أدى البرنامج إلى زيادة نسبة الانتظام بالدراسة وخفض الفجوة بين الجنسين في معدلات الالتحاق. ويرتبط نجاح البرنامج بجهود الحد من الفقر في البلاد على مدى السنوات السبعة الماضية.
وفي فييتنام، تتراوح المساندة الشامل التي نقدمها لقطاع التعليم من تحسين برامج التعليم المستمر على مستوى كليات تدريب المعلمين إلى دعم التطوير الوظيفي للمعلمين، ودعم الجامعات الرائدة المستقلة، علاوة على توفير تعليم أفضل للأطفال الصم في المرحلة الابتدائية. وعلى سبيل المثال، فقد ساعد مشروع تعزيز الجاهزية للدراسة على التحاق 84% من الأطفال في سن الخامسة ببرامج التعليم قبل المدرسي طوال اليوم في عام 2015 بعد أن كانت هذه النسبة 66% في عام 2011. ويقدم البنك كذلك مشورته الاستراتيجية لفييتنام حول كيفية إعداد قوتها العاملة للوظائف المستقبلية.
مساعدات البنك الدولي
وافق البنك الدولي على تقديم 7.9 مليارات دولار لتمويل 38 عملية في المنطقة خلال السنة المالية 2021، من بينها 6.8 مليارات دولار من قروض البنك الدولي للإنشاء والتعمير و1.1 مليار دولار من ارتباطات المؤسسة الدولية للتنمية. كما وقّع البنك مع أربعة بلدان اتفاقيات الخدمات الاستشارية مستردة التكلفة بمبلغ إجمالي 3.2 ملايين دولار تقريباً، وهذه الاتفاقيات هي خدمات استشارية وتحليلات مخصصة تدفع ثمنها البلدان المتعاملة معه التي تطلبها لأغراض غير تجارية.
تاريخ آخر تحديث: إبريل/نيسان 2022