في ضوء استمرار حالة الهشاشة والصراع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعدت مجموعة البنك الدولي إستراتيجية جديدة للمنطقة. وبدلا من التسليم بحالة الصراع والعنف والالتفاف حولها، فإن هذه الإستراتيجية الجديدة المعنونة - "الاشتمال الاقتصادي والاجتماعي من أجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: إستراتيجية جديدة لمجموعة البنك الدولي" – تضع في صميمها هدف تعزيز السلام وتحقيق الاستقرار الاجتماعي في المنطقة. وهي تقوم علىأربع ركائز تتصدى للأسباب الكامنة للصراعات والعنف، وكذلك النتائج العاجلة من خلال الإجراءات التدخلية الإنمائية التي تشجع الاشتمال وتحقيق الرخاء الذي يتشارك الجميع في جني ثماره. وفيما يلي الركائز الأربع التي تستند إليها هذه الإستراتيجية:
- تجديد العقد الاجتماعي – لخلق نموذج تنموي جديد يقوم على زيادة ثقة المواطنين؛ وحماية الفقراء والمعرضين للمعاناة بمزيد من الفاعلية؛ وتقديم الخدمات على نحو يشمل الجميع ويخضع للمساءلة؛ وتقوية القطاع الخاص بحيث يكون قادرا على خلق الوظائف وإتاحة الفرص للشباب في المنطقة؛
- التعاون الإقليمي – خاصة حول توفير سلع النفع العام الإقليمية وحول قطاعات، كالتعليم وإمدادات المياه والطاقة بغرض تشجيع زيادة الثقة والتعاون فيما بين بلدان المنطقة؛
- القدرة على مجابهة الصدمات والأزمات الناشئة عن أزمة اللاجئين والهجرة، وذلك من خلال تشجيع رفاه اللاجئين والمشردين داخليا والمجتمعات المحلية المستضيفة لهم بالتركيز على بناء الثقة وإقامة المرافق التي تحتاج إليها؛
- إعادة الإعمار والتعافي – من خلال نهج ديناميكي يقوم بجمع الشركاء الخارجيين، وتعبئة موارد تمويلية كبيرة، وتجاوز المساعدات الإنسانية الطارئة إلى التنمية الأطول أجلا حيثما وأينما تخبو جذوة الصراعات.
وفي إطار تنفيذ هذه الإستراتيجية، ستعتمد مجموعة البنك الدولي اعتمادا كبيرا على تعميق شراكاتها مع الأطراف الفاعلة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، وخاصة مع البنك الإسلامي للتنمية، والتوسع فيها. وفيما يتعلق بالتمويل، ستواصل مجموعة البنك زيادة استثماراتها في المنطقة، وسينصب التركيز الأساسي، بالإضافة إلى مواردها الذاتية، على اجتذاب وتعبئة الموارد العالمية لتلبية احتياجات التمويل الهائلة بالمنطقة من خلال آليات مبتكرة. وأخيرا، سيضطلع عملنا المتصل بالمعرفة (بما في ذلك برنامجنا المتنامي للخدمات الاستشارية مستردة التكاليف) بدور بالغ الأهمية في توجيه وحشد المساندة للإستراتيجية الجديدة، كما سيقود عملية القروض التي تقدمها مجموعة البنك (لا أن يتبعها).