العدد الثالث- أكتوبر/تشرين الأول 2015: التفاوتات واالنتفاضات والصراع في العالم العربي
مع تباطؤ الإقتصاد العالمية تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الركود الإقتصادي. استمرار انخفاض أسعار النفط وتزايد وتيرة الصراع والحروب الأهلية تجعل احتمالات التعافي الإقتصادي ضئيلة على المدى القريب. البنك الدولي يقدر استقرار الناتج المحلي الإقليمي عند 2.8% في 2015، أقل من ما كان متوقع في ابريل/نيسان.
أصابت أحداث الربيع العربي العالم بالدهشة والذهول. إذ فشلت مؤشرات التنمية القياسية في تحديد أو توقع انفجار الغضب الشعبي خالل ربيع 2011. فما الذي يمكن أن يفسر هذا اللغز الذي نشير إليه بعبارة ‘لغز التفاوتات العربية‘؟ بدأت اإلجابات على هذا السؤال تبرز في بحث جديد عن التفاوتات النقدية ومستويات الرفاه الشخصي في الشرق األوسط وشمال أفريقيا والذي تمّ إعداده في إطار دراسة شاملة عن التفاوتات االقتصادية واالنتفاضات والصراع في العالم العربي. ويلخص الجزء الثاني من التقرير النتائج الرئيسية التي ظهرت من هذا البحث الجديد، ويطرح إجابة ممكنة للغز التفاوتات العربية. يؤكد هذا الجزء على أن التفاوتات في الدخل والتي كانت متدنية نسبيا آخذة في التراجع لا يمكن أن تكون عاملا رئيسيا في إثارة أحداث الربيع العربي، لكن التباينات في الثروة والتي تسجل مستويات أعلى عاد ة ربما كانت هي السبب.