يتوقع الخبراء الاقتصاديون في البنك الدولي أن يستمر النمو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة متواضعة تتراوح بين 1.5 و 3.5 % خلال الفترة من 2019 إلى 2021 ، وفي حين أن البعض سيتخلف عن الركب فإن القليل سيحقق نمواً ملحوظاً. وفي حين حافظت بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على ما يسميه المرصد الاقتصادي بأرصدة المعاملات الجارية "غير المبررة" لعدة سنوات، فقدت السياسات المالية جانبا من دورها التاريخي كمحرك للمعاملات الجارية.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن قدرة المنطقة على إعادة توزيع الوفورات من بلد إلى آخر قد ضعفت، على الأخص منذ عام 2014 ، عندما أصبحت إعادة الهيكلة العالمية لسوق النفط واضحة للغاية.
ويشير التراجع في حركة الوفورات عبر الحدود إلى أن بلدان المنطقة التي عادة ما كانت تقوم بتمويل العجز التجاري وعجز المعاملات الجارية لبلدان أخرى تواجه هي نفسها الآن انخفاضا في أرصدة معاملاتها الجارية. لذلك، ففي الأمد المتوسط إلى الطويل، يجب أن يتقلص العجز المفرط في المعاملات الجارية حاليا بصورة تدريجية بدلا من الانتظار حتى تفرض تدفقات رأس المال المتدنية على بلدان. المنطقة تغيرا في اتجاه هذا العجز.
من الممكن سد الاختلالات الخارجية تدريجيا، لكن فقط إذا نُفذت الإصلاحات الهيكلية على وجه السرعة، لأن المحرك الرئيسي للعجز كان دوما هو تراجع النمو وانخفاض إجمالي إنتاجية العمالة فيما يبدو. ويمكن للانطلاقة الكبرى أن تلعب دورا، فالأمر يتعلق بوضع أهداف طموحة لكنها قابلة للتحقيق تتطلب إصلاحات هيكلية يمكن أن تلقى مساندة واسعة من صناع القرار والمجتمع المدني في المنطقة على حد سواء. ويناقش هذا التقرير أيضا إصلاحات هيكلية أخرى، ربما تكون أكثر صعوبة، تكمل الانطلاقة الرقمية الكبرى.
الفصل الأول: آفاق النمو في المنطقة
يلخص الفصل الأول أحدث تنبؤات البنك الدولي للنمو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة من 2019 إلى 2021 . كما أنه يضع هذه التوقعات في منظورها الصحيح من خلال مقارنة معدلات نمو نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الضمني بأداء المنطقة منذ عام 2011 ، ونسبتها إلى معدلات النمو النموذجية للبلدان التي حققت مستويات مماثلة من التنمية.
الفصل الثاني: أرصدة المعاملات الجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإجمالي إنتاجية العمالة
يتناول الفصل الثاني المحركات الأساسية لعجز المعاملات الجارية في جميع أنحاء العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشير الشواهد الدولية المستقاة من نموذج جديد آخر صادر عن مكتب رئيس الخبراء الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن كلا من التغيرات السكانية وإجمالي إنتاجية العمالة )النسبية( هي المحركات الأساسية لرصيد المعاملات الجارية في أي بلد.
الفصل الثالث: الإصلاحات الهيكلية في البحث عن إجمالي إنتاجية العمالة
يختتم الفصل الثالث بمناقشة أجندة الإصلاحات الهيكلية في سياق تحدي الانطلاقة الرقمية الكبرى. ويغطي مجالات السياسات الاقتصادية المرتبطة بالمكاسب المحتملة في النمو والإنتاجية، التي تتفرد فيها تجربة المنطقة والظروف الحالية من منظور دولي
الجزائر l جيبوتي l مصر l العراق l الأردن l لبنان l ليبيا l المغرب l فلسطين l تونس l اليمن