وفقاً للبيانات الرسمية للأمم المتحدة، فإن قرابة 20 مليون مواطن من بلدان المنطقة يعيشون في الخارج، أي ما يمثل 5% من سكان المنطقة، وهي نسبة تزيد كثيراً عن المتوسط العالمي. فلو تمت تعبئة 1% فقط من هؤلاء المغتربين، لأدى ذلك إلى الاستفادة من خبرات شبكة تضم مائتي ألف من المهنيين، وهو عدد لا يُستهان به. فالإجراءات التي تقوم بها زمرة قليلة يمكن أن تحدث فرقا. وتُعد المنطقة إحدى أقل المناطق تكاملا في العالم وتتسم بضعف مستوى استثمارات القطاع الخاص وريادة الأعمال وارتفاع معدلات البطالة (بما في ذلك بين الخريجين الشباب). وتتسم المنطقة أيضاً بشدة انخفاض مستوى التجارة بين بلدانها وتجتذب استثمارات أجنبية مباشرة أقل من غيرها من المناطق.
تدعو هذه الورقة إلى ضرورة حشد جهود مواطني المنطقة المغتربين من المهنيين وأصحاب المهارات، وتناقش نتائج إحدى عمليات التواصل الفريدة مع مواطني المنطقة المغتربين في الخارج وتقدم توصيات بشأن السياسات. أولاً، تبرز هذه الورقة أوجه الارتباط بين المغتربين والتجارة والاستثمار ونقل المعارف بناءً على الأدبيات المتاحة وأمثلة واقعية. وثانياً، تصف الورقة عملية التواصل والسمات العامة للأفراد المغتربين الذين شملهم الاستقصاء. وثالثاً، تعرض الورقة النتائج الرئيسية لاستطلاع آراء مواطني المنطقة المغتربين في أربعة مجالات: (1) المشاركة العامة، (2) الرغبة في الاستثمار، (3) التجارة، و(4) دور المؤسسات. وفي الختام، تورد الورقة بعض التوصيات بشأن السياسات.
ألقت نتائج هذه المشاورات واسعة النطاق الضوء على مشاركة مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المغتربين في مرحلة حرجة- مرحلة ما بعد الربيع العربي- حيث ظهر وضع اجتماعي وسياسي جديد في الكثير من بلدان المنطقة. ومع تحول بعض البلدان من الأنظمة الديكتاتورية إلى الأنظمة الديمقراطية، أُفسح المجال لزيادة مشاركة مختلف أصحاب المصلحة ومن بينهم المغتربون في الخارج. ولذلك، فإن محور التركيز هذا يرصد التصورات تجاه اقتصادات البلدان الأصلية والدور الذي يمكن أن يلعبه المغتربون.