التحديات
يعيش في البلدان النامية أغلب المصابين بالإيدز في العالم الذين يبلغ عددهم 34 مليون شخص. وفي عام 2011، سُجلت 2.5 مليون إصابة جديدة، وتُوفي 1.7 مليون شخص لأسباب مرتبطة بالإيدز. وتمثل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء 68 في المائة من كافة الإصابات الجديدة، ويقع نحو نصف سائر حالات الوفاة في الجزء الجنوبي من قارة أفريقيا. وحتى في الأماكن التي تتراجع فيها معدلات تفشي فيروس الإيدز، إلا أن هذا المرض يمثل عبئاً ثقيلاً: فهو السبب الرئيسي للوفاة المبكرة في تايلند والصين. ويحصل 8 مليون مصاب على العلاج على مستوى العالم، لكن 7 مليون من المصابين المعوزين لا يحصلون عليه. وفضلا عن ذلك، فمقابل كل شخص يتلقى العلاج هناك شخصان يقعان فريسة للمرض. وبدون وقاية فعالة من الإيدز، سيزيد عدد من يحتاجون للعلاج على نحوٍ لا يمكن تحمله.
وبالرغم من زيادة التمويل على مستوى العالم خلال العقد الماضي – من 1.6 مليار دولار في عام 2001 إلى 16.8 مليار دولار في عام 2011- لا تزال فجوات التمويل قائمة، ويركز التمويل المتاح على العلاج بشكل رئيسي. وفي حين أن الإصابات الجديدة آخذة في التزايد، فإن استثمارات البلدان والمانحين تتسم بعدم القابلية للاستدامة. إذ يأتي نحو 90 في المائة من الإنفاق على مكافحة الإيدز من مصادر دولية، ومعظم التمويل مهدد بسبب ضيق موارد ميزانيات المانحين والحكومات، والخسائر في دخل الأسر المعيشية، وتدني مستوى الأمن الغذائي.
الحلول
تطور نهج البنك مع تغير الأوضاع الخاصة بفيروس ومرض الإيدز. فعندما يكون ممكنا، يشارك البنك في تعبئة الأموال في إطار برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة فيروس ومرض الإيدز وبالتعاون مع الشركاء الآخرين في البرنامج لضمان استجابات أكثر فاعلية وكفاءة في المناطق والبلدان المختلفة، بما يتفق مع رؤية البرنامج للوقاية من حدوث الإصابات الجديدة والقضاء على الأمراض المرتبطة بالإيدز، ومكافحة كافة أشكال التمييز ضد المصابين. وستجيب البنك للاحتياجات القطرية ضمن سياق إستراتيجيات الشراكة/ المساعدة القطرية التي تأخذ في الاعتبار المساندة المقدمة من شركاء آخرين والتمويل الحكومي لمنع حدوث إصابات جديدة بفيروس الإيدز، وتوفير الرعاية والعلاج للمصابين بطريقة فعالة. ويقدم البنك تمويلا مستداما لبرامج مكافحة فيروس ومرض الإيدز، ويساند البلدان في الحصول "على أفضل ما تستطيع بأقل مقابل" من خلال تحسين كفاءة وفاعلية وإستدامة أساليب التصدي الوطنية لمرض الإيدز.
ويساند البنك على وجه التحديد العمل التحليلي في ستة مجالات ذات صلة: (1) زيادة كفاءة توزيع المعونات، (2) فاعلية البرامج والكفاءة الفنية، (3) دراسات الفاعلية،(4) دراسات التمويل والاستدامة، (5) التخطيط الإستراتيجي على المستوى الوطني،(6) التمويل عبر المنح والقروض. كما يشارك البنك في قطاعات رئيسية، مثل التعليم، والنقل، والطاقة، والبنية التحتية، لسد الفجوة في مكافحة فيروس الإيدز، وتوفيرالرعاية والعلاج، وتخفيف وطأة المرض. ويساند البنك البلدان من خلال تقديم المعرفة والتمويل لتعزيز الأنظمة الصحية، وبلغ إجمالي تمويل البنك للقطاع الصحي (شاملا مكافحة الإيدز، والملاريا، والسل وغيرها من الأمراض) 3 مليارات دولار في السنة المالية 2011، و24 مليارا منذ عام 2000.