التحديات
المناطق المتأثرة بالصراع في مينداناو من أفقر المناطق في البلاد، فقد تضررت على مر العقود من تردي أوضاع البنية التحتية، والافتقار إلى الخدمات الأساسية (ومنها التعليم والرعاية الصحية)، وضعف الإدارة المحلية، وتدنِّي استثمارات القطاع الخاص.
وكان السبب الرئيسي لهذا التخلُّف هو غياب الأمن. فقد أدَّت اشتباكات مُسلَّحة متكررة، يُغذيها العديد من أشكال الصراع المتشابكة من جماعات متمردة ونزاعات عشائرية وجرائم قطع الطرق التي يُحرِّكها ما يشبه العقيدة إلى اضطرابات اقتصادية حادة ونزوح الناس عن مواطنهم. وفي عام 2000 وعام 2008، مثلا، تسببت الصراعات في التهجير الداخلي لما يُقدَّر بنحو 900 ألف شخص. فالصراع المسلح والفقر يرتبطان ارتباطا وثيقا. ومنطقة مينداناوا الإسلامية المتمتعة بالحكم الذاتي، على سبيل المثال، من أكثر المناطق تأثُّرا بالصراع في البلاد، إذ بلغ معدل انتشار الفقر فيها 38.1 في المائة عام 2009، وهو ما يفوق معدل انتشار الفقر في سائر البلاد والذي بلغ 26.5 في المائة في السنة نفسها.
الحلول
يُقدِّم الصندوق الاستئماني التمويل للبرامج والمشروعات التي تُمكِّن المجتمعات المحلية والشركاء الآخرين في مينداناو من التعافي من آثار الصراع. ويساند الصندوق أيضا الإدارة الرشيدة التشاركية والفعالة التي يقوم فيها أعضاء المجتمع المحلي باختيار المشروعات التي ستُحسِّن من ظروف المعيشة في مناطقهم وتنفيذها. ويكمل الصندوق برامج أخرى (مثلا، الصندوق الاجتماعي لمنطقة الحكم الذاتي في ميندناوا الإسلامية) تستهدف تعزيز السلام والتنمية في ميندناوا.
والسمة الفريدة لهذا البرنامج هي أنه يعمل من خلال وكالة بانجسامورو للتنمية الذراع الإنمائية لجبهة مورو الإسلامية للتحرير التي تجري محادثات سلام مع الحكومة الفلبينية. واستنادا إلى اتفاق بين الحكومة والجبهة عام 2001، تتولَّى وكالة بانجسامورو مهمة تحديد مشروعات الإغاثة وإعادة التأهيل والتنمية في المناطق المتأثرة بالصراع في مينداناو، وقيادة هذه المشروعات وإدارتها. ومن ثمَّ، يلعب البرنامج دورا مهما في بناء الثقة من خلال جمع الحكومة وجبهة مورو الإسلامية معا في قضايا التنمية. ويُتيح البرنامج أيضا المهارات والتدريب على شؤون الإدارة لوكالة بانجسامورو حتى يصبح لدى جبهة مورو الإسلامية كادر من الخبراء الفنيين في التنمية.
النتائج
النتائج حتى 23 يناير/كانون الثاني 2013:
· بنهاية يناير/كانون الثاني 2013، كان قد تم بنجاح إنجاز ما مجموعه 240 مشروعا للإعمار والتنمية (مثل الفصول الدراسية والمراكز الصحية والطرق الجانبية وشبكات إمداد المياه والملاجئ الرئيسية ومراكز الرعاية الاجتماعية) وتسليمها إلى المجتمعات المحلية المتأثرة بالصراع والمستهدفة وعددها 154 في 75 بلدية في كل أنحاء مينداناو.
· في الفترة من عام 2005 إلى عام 2013، تم تدريب ما يقرب من 300 ألف منتفع، من بينهم نساء من 154 مجتمعا محليا، وتمكينهم للقيام بتخطيط مشروعات التنمية ذات الأولية في مجتمعاتهم وإعدادها وتنفيذها وتشغيلها وصيانتها.
· في عام 2011 وحده، قام المشروع بتوفير خدمات لأكثر من 31 ألف أسرة، منها إمدادات المياه، وأنشطة لكسب الرزق، ومرافق بنية تحتية صغيرة.
· استطاعت وكالة بانجسامورو للتنمية منذ تأسيسها ومن خلال المساعدة المقدمة من الصندوق الاستئماني لمينداناو تخريج مجموعة كبيرة من القادة المُدرَّبين المبدعين الذين يعملون من أجل تحقيق رؤيتها "لمجتمع محلي تقدمي مستنير يتسم بالاكتفاء الذاتي ومزدهر يعيش في انسجام وكرامة وأمن وسلام في بانجسامورو".