التحديات والفرص
من المقرر أن تحقق الطاقة الشمسية نموا سريعا في البلدان النامية لتحل محل الوقود الأحفوري. ولا تزال تكاليف توليد الطاقة الكهروضوئية الشمسية آخذة في الانخفاض بوتيرة سريعة. وفي العديد من البلدان، أصبحت تكلفة توليد الطاقة الكهروضوئية بالفعل أقل من تكلفة الفحم والغاز. وتُعد هذه الاتجاهات مشجِّعة: المصادر المتجددة تحتل موقع الصدارة في أنشطة توليد الكهرباء عالمياً، والطاقة الشمسية تأتي في مقدمة المصادر المتجددة، وتمثل البلدان النامية بالفعل أكثر من نصف القائمين بالتوسُّع في توليد الطاقة الشمسية عالمياً.
أدى اتساع حجم الأسواق إلى انخفاض الأسعار. وقد ساعدت إستراتيجيات التوسُّع التي تحددها الحكومة بوضوح ووضع هياكل مالية ومؤسسية شفافة والمشتريات التنافسية، بما في ذلك المزادات، في تخفيف المخاطر في الأسواق وتوسيع نطاقها. وفي بعض البلدان، تكون الضمانات أو التمويل الميسَّر ضرورياً في المراحل الأولى لنمو السوق. وتشهد مجموعة البنك الدولي زيادة كبيرة في الاهتمام بالطاقة الشمسية من جانب المتعاملين معها، وذلك نتيجة للانخفاضات الكبيرة في التكاليف على مدى السنوات القليلة الماضية.
يعمل البنك الدولي مع الحكومات على تدعيم مؤسسات الطاقة وتطوير الأطر القانونية وتحسين السياسات واللوائح التنظيمية، وهو ما ساعد على تمهيد الطريق لإجراء توسُّع كبير في استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في بلدان مثل الهند والمغرب وتركيا. ويتيح البنك الدولي أيضا بيانات مفصَّلة عن الموارد مجاناً من خلال أدوات مثل الأطلس الشمسي العالمي لبرنامج المساعدة على إدارة قطاع الطاقة والذي ساعد في تعزيز تطوير الطاقة الشمسية في فييتنام.
تساند مؤسسة التمويل الدولية توليد الطاقة المتجددة على امتداد سلسلة القيمة: بدءاً من تقديم المشورة للحكومات بشأن اللوائح التنظيمية والشراكات بين القطاعين العام والخاص ومساعدة الشركات على تحسين بصمتها الكربونية؛ وصولاً إلى تمويل شركات تصنيع المعدات، ومساندة توليد الطاقة المتجددة المتصلة بشبكات الكهرباء من خلال تمويل المشاريع، وتسريع وتيرة تطوير الطاقة المتجددة وأسواق تخزين الطاقة، وتحسين قدرة الناس على الحصول على خدمات الطاقة الحديثة غير المتصلة بشبكات الكهرباء.
في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وضعت مؤسسة التمويل الدولية الصيغة النهائية لحزمة بارزة من الديون بقيمة 653 مليون دولار لتمويل إنشاء 13 محطة للطاقة الشمسية في مجمَّع بنبان الشمسي بمصر والتي ستوِّلد ما يصل إلى 752 ميغاوات من الطاقة الشمسية ويمكنها توفير الكهرباء لأكثر من 350 ألفا من المستهلكين المنزليين. وبمجرد اكتماله، سيكون هذا المجمَّع الشمسي الذي تبلغ قدرته 1650 ميغاوات أكبر منشأة للطاقة الشمسية في العالم، ويُتوقع أن يؤدي إلى تفادي انبعاث مليوني طن من غازات الدفيئة سنوياً.
إجراءات تحويلية
تُعد شبكة الكهرباء في الهند من بين أكبر الشبكات في العالم. لكن نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء أقل من ثلث معدل التغطية العالمي. وهناك ما يُقدَّر بنحو 300 مليون شخص غير متصلين بشبكة الكهرباء الوطنية. ومع النمو السريع للاقتصاد، ستزداد الحاجة قطعاً إلى الحصول على كهرباء يمكن الاعتماد عليها.
يساعد البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية الهند على إنشاء مجمَّعات للطاقة الشمسية كبيرة الحجم، ويساندان خطط الحكومة الهندية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة مركَّبة 100 جيجاوات من أصل هدف إجمالي لإنتاج الطاقة المتجددة بقدرة 175 جيجاوات بحلول عام 2022.
حتى عام 2012، لم تكن الهند تمتلك أي مشاريع كبيرة لتوليد الطاقة الشمسية فوق أسطح المنازل تسهم في بلوغ هذا الهدف. وسعياً لتحقيق هدفها بتوليد الطاقة الكهروضوئية الشمسية بقدرة مركَّبة 500 ميغاوات بحلول عام 2014، طلبت حكومة ولاية غوجارات مساندة استشارية من مؤسسة التمويل الدولية في تصميم نموذج لشراكة مبتكرة بين القطاعين العام والخاص لزيادة قدرة توليد الكهرباء، وإعداد نماذج تعاقدية لإقامة مشاريع أخرى، وإثبات جدوى توليد الطاقة الشمسية فوق أسطح المنازل. وساعد ذلك على ظهور هذه الصناعة، وتنتج الهند الآن 1650 ميغاوات من الطاقة الشمسية فوق الأسطح. وتساعد مؤسسة التمويل الدولية في نشر نموذج توليد الطاقة الشمسية فوق الأسطح بإقامة مشاريع في ولاية أوديشا والولايات الأخرى- مما أدى إلى اجتذاب استثمارات خاصة جديدة بقيمة 37 مليون دولار وتمكين 27 ألف شخص من الحصول على المزيد من إمدادات الكهرباء.
أحد الجهود التي تساندها مجموعة البنك الدولي هو مشروع Rewa Ultra Mega Solar Ltd بقدرة 750 ميغاوات الذي قدَّم للهند أسعارا منخفضة قياسية لتوليد الطاقة الشمسية ويُتوقع أن يجتذب استثمارات من القطاع الخاص بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار. ويساعد البنك الدولي وصندوق التكنولوجيا النظيفة في تخفيف المخاطر وخفض تكلفة إقامة البنية التحتية لمجمَّعات الطاقة الشمسية في إطار حزمة تمويلية بقيمة 100 مليون دولار لمساندة إنشاء هذه المجمَّعات في الهند.
النتائج المتوقعة:
أدى مشروع Rewa Ultra Mega Solar Ltd بقدرة 750 ميغاوات إلى مضاعفة قدرة توليد الطاقة الشمسية لولاية مادهيا براديش، وهو يُعد إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية ذات الموقع الواحد في العالم. وستساعد الطاقة المولَّدة في تشغيل شبكة مترو دلهي في الهند. وقد حقق هذا المشروع تعريفة منخفضة قياسية بالنسبة لمشروع للطاقة الشمسية في الهند ليساوي بذلك بين تكاليف الطاقة الشمسية والفحم. وبمساندة من البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية، يُتوقع أن يحد هذا المشروع من انبعاثات غازات الدفيئة بواقع مليون طن سنوياً، أي ما يعادل سحب 215 ألف سيارة من الطرق سنوياً.
حقائق/أرقام أساسية:
- في عام 2016 وللعام الخامس على التوالي، بلغ الاستثمار في قدرات التوليد الجديدة بالطاقة المتجددة تقريباً ضعف مستوى الاستثمار في قدرات التوليد بالوقود الأحفوري، ليصل إلى 249.8 مليار دولار. وتمت إضافة ما مجموعه 161 جيجاوات من قدرة التوليد بالطاقة المتجددة، حيث شكلت الطاقة الكهروضوئية الشمسية 47% من إجمالي هذه الإضافات.
- لا تزال تكلفة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية آخذة في الانخفاض بسرعة. وقد جرت مناقصات تجاوزت المستويات القياسية لتوليد الطاقة الكهروضوئية الشمسية في كل من الأرجنتين وشيلي والهند والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
- يفتقر 300 مليون شخص في الهند حالياً إلى الربط بشبكة الكهرباء، وهو ما يشكِّل عائقا خطيرا أمام تنميتهم الاقتصادية والمستدامة والاجتماعية.
- ينمو الطلب على الكهرباء في الهند بشكل سريع، حيث زادت الاحتياجات من الكهرباء بواقع 8 أمثال مقارنةً بمستواها في سبعينيات القرن الماضي.
- قطعت الهند التزاما بتوفير الكهرباء لسكانها على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع بحلول عام 2030، وذلك من خلال تنفيذ استثمارات ضخمة في مجال الطاقة الشمسية والحلول المبتكرة وكفاءة استخدام الطاقة.