Skip to Main Navigation
ملخص النتائج 2019/11/22

تحفيز فرص العمل وزيادة النمو وريادة الأعمال والدخل في الريف الصيني من خلال التجارة الإلكترونية

Image

امرأتان تخيطان لحافين في قرية بإقليم تاوباو بالريف الصيني. © تسوباي لو/ البنك الدولي


وجدت مبادرة بحثية مشتركة بين البنك الدولي ومجموعة على بابا، وهي واحدة من أكبر شركات التجزئة والتجارة الإلكترونية في العالم، أن التجارة الإلكترونية تقترن بالنمو المضطرد والدخل والتوظيف في المجتمعات الريفية. وإذا كان هناك عدد قليل من القرى فقط هو الذي يعمل في التنمية المرتبطة بالتجارة الإلكترونية، فإن الأدلة تظهر أن العديد من المهاجرين يعودون إلى القرى التي أتوا منها، وأن رواد الأعمال الناشئة أصبحوا قيادات في مجتمعاتهم، بينما تتقلص الفجوة بين المرأة والرجل في الريف الصيني.

التحدي 

يعيش نحو 600 مليون صيني، أي زهاء 40% من السكان، في المناطق الريفية. وفي حين أحدثت جهود الحكومة المستمرة منذ عقود لمكافحة الفقر تأثيرا كبيرا في كسر موجة الفقر التي ابتليت بها أكثر المناطق المعزولة منذ أجيال، مازال أمام الصين شوط طويل لسد الهوة بين الثراء النسبي للمدن وبين الفقر المدقع في الريف.

ففي عام 2018، بلغ معدل دخل الفرد المتاح للإنفاق 28228 يوان (4267 دولارا). ومع هذا، يظل التفاوت كبيرا بين المدن والريف. وفي حين تضيق الفجوة بين الريف والمدن، ويزداد نصيب الفرد من الدخل المتاح للإنفاق بوتيرة أسرع في الريف (6.6% مقابل 5.6%، فعلي مقارنة بالعام السابق)، كان متوسط نصيب الفرد من الدخل المتاح للإنفاق بين سكان الريف بالصين أقل بنسبة 40% عن نظيره من سكان المدن (14617 يوان مقابل 39251، على الترتيب.)

وفي القرى الصغيرة الفقيرة البعيدة عن مراكز المدن والساحل الصيني الأكثر تطورا، ظل المزارعون وصغار المنتجين يصارعون طويلا من أجل تسويق وبيع منتجاتهم. فقد عانوا من معوقات القصور في البنية الأساسية، ونقص التعليم وفقر مجتمعاتهم، مما قلص الطلب. 


40 بالمئة

%40 من سكان الصين- حوالي 600 مليون نسمة - يعيشون في الريف.


النهج

تتراكم منذ سنوات طويلة أدلة نقلية على أن تطوير التجارة الإلكترونية أحدث أثرا في بعض المجتمعات الريفية بالصين.

فمنذ 16 عاما، أطلق عملاق التجارة الإلكتروني الصيني علي بابا موقع تاوباو TaoPao، وهو منصة موجهة من المستهلك إلى المستهلك لتتويج جهود ملايين الصينيين الباحثين عن سبل لتسويق وبيع منتجاتهم. حتى على الرغم من أن قرى تاوباو كانت بعيدة عن المراكز الاقتصادية، فإن 95% منها كانت في المنطقة الشرقية الأكثر تحضرا في البلاد.

وفي القرى، ازدادت الفكرة شعبية. وبدأ رواد الأعمال الدخول على الإنترنت بحثا عن زبائن. في عام 2009، بدأت مجموعات من رواد الأعمال الريفيين على الإنترنت، كل منها يضم حوالي 100 أو أكثر، في بيع كل شيء من أزياء الرقص إلى الإلكترونيات ولعب الأطفال فيما أطلق عليه علي بابا  "قرى تاوباو." اللوجستيات والخدمة والمساندة بالتدريب التي تقدمها الحكومة وشركات القطاع الخاص عززت قدرة المزارعين ورواد الأعمال المحليين على دخول الأسواق الأوسع.

الدراسة التي أجراها البنك الدولي عن قرى تاوباو تستكشف للمرة الأولى سمات تلك المجموعات . فهي تتناول الخصائص السكانية، والتوجهات الاجتماعية، والممتلكات، والدخل، وتفتح نافذة على الكيفية التي تعمل بها المتاجر الإلكترونية والقيود عليها. 

Image
النساء يجدلن حبلا في إحدى قرى تاوباو. © تسوباي لو/ البنك الدولي

الاستطلاع الذي أجري في صيف 2018، جمع معلومات من 1371 أسرة في 80 قرية بالأقاليم الثمانية (بكين، هوباي، جيانغسو، تشيجيانغ، فوجيان، ساندونغ، غواندونغ ويونان،) تمثل أكثر من 2000 من قرى تاوباو.

النتائج

أثبتت العديد من الحالات أن التجارة الإلكترونية تساعد في إنعاش قرى الريف الصيني. فمن خلال ربط البائعين والمشترين، تزيد إمكانية دخول المنتجين الريفيين الأسواق. وهذا لايدعم فقط أحجام البيع الكبيرة من المنتجات كثيفة العمالة موحدة المعايير، كالملابس والأحذية، بل أيضا يسهل تطوير المنتجات المميزة كي تلبي متطلبات المستهلك في الأسواق الأقل تنافسية الأكثر تخصصا. في العديد من الحالات، وسعت التجارة الإلكترونية أسواق السلع التي كانت بطيئة في التسويق، بما في ذلك المنتجات التقليدية، وفتحت أبوابا جديدة للفواكه والخضروات سريعة التلف. فهي تتيح لرواد الأعمال الاتصال بالزبائن عن بعد من خلال تصميمات أفضل لمواقع الإنترنت، وتأسيس سمعة تجارية، وتصميم المنتجات حسب الطلب. وإذا كان تأثير التجارة الإلكترونية على دعم التنمية في هذه القرى الفقيرة لايمكن إنكاره، فمن الأهمية بمكان الارتقاء برأس المال البشري وتحسين البنية الأساسية وبيئة النشاط.

ففي دونغفنغ، وهي قرية صغيرة في مقاطعة سويننغ بإقليم جيانجسو، ازدهرت الخدمات اللوجستية من توصيل ومساندة وغيرها اعتمادا على زيادة طلبات التجارة الإكترونية على الأثاث. وتأسست أول شركة للخدمات اللوجستية في دونغفنغ عام 2006. بحلول عام 2014، كان هناك 43 شركة للتوصيل السريع في مجموعة الخدمات الإلكترونية. وما لبثت أن انضمت إليها أنواع أخرى من الشركات منها مايقدم خدمات مالية، ومعالجة للصور، وتصميمات لمواقع التجارة على الإنترنت، والاستشارات الإدارية، والخدمات القانونية وغيرها.

وسرعان ما اتسعت رقعة التجارة الإلكترونية لتمتد إلى القرى المجاورة. وزاد عدد المتاجر الإلكترونية في سويننغ بمقدار الضعف في الفترة من 2014 إلى 2015، ثم تضاعف مرة أخرى عام 2016. وارتفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في سويننغ من 8159 يوان (1174 دولارا) عام 2008 إلى 31320 يوان (5029 دولارا) عام 2015.

وتتجلى النتائج التي تحققت في سويننغ في العديد من قرى المناطق الساحلية بالصين. وباتت التجارة الإلكترونية تدر الأموال على العاملين بها في الريف الصيني. وأصبح نصيب الأسرة العاملة بالتجارة الإلكترونية من الدخل أعلى بنسبة 80% عن الأسر الأخرى في نفس القرية، حسبما أشارت الدراسة. وتمتلك 77% من الأسر العاملة بالتجارة الإلكترونية في قرية تاوباو سيارة أو سيارتين، وهو مايزيد عن ضعفي ما تمتلكه الأسر غير العاملة في التجارة الإلكترونية. ويزيد متوسط الدخل الذي يحصل عليه العاملون في التجارة الإلكترونية بقرى تاوباو عن متوسط دخل العمال في القطاع الخاص بالمدن على المستوى الوطني.

ارتفع عدد قرى تاوباو- التي تبلغ قيمة ما تجريه من معاملات سنوية من خلال التجارة الإلكترونية عن 10 ملايين يوان (1.5 مليون دولار)، ولديها على الأقل 10 متاجر نشطة على الإنترنت- من 20 قرية عام 2013 إلى 3202 عام 2018، ثم إلى 4310 عام 2019.

وفي الفترة من 2013 إلى 2016، زادت مشتريات المقاطعات الفقيرة في البلاد من منصات علي بابا الإلكترونية من 67.5 مليار يوان (10.9 مليار دولار) إلى 205.2 مليار يوان (30.9 مليار دولار)، كما نمت مبيعاتها الإلكترونية من 8.4 مليار يوان (1.4 مليار دولار) إلى 29 مليار يوان (4.4 مليار دولار.) وزادت سلاسل التوريد المطلوبة لدعم هذه المبيعات. فتم بناء أكثر من 200 ألف مسار للشحن السريع بين هذه المقاطعات الفقيرة وبين المدن. وتمكنت أكثر من 400 مقاطعة من شحن ما يزيد عن مليون طرد من أنشطة التجارة الإلكترونية عام 2016 في حين لم يتمكن من ذلك عام 2013 سوى 44 مقاطعة فقط.

Image
العمال يجلسون إلى الطاولات لتجهيز السلع التي ستباع على الإنترنت. © تسوباي لو/ البنك الدولي

مساهمات مجموعة البنك الدولي وشركاه

 تقرير المشاركة في التجارة الإلكترونية ونمو دخل الأسرة في قرى تاوباو هو نتاج عمل البنك الدولي ومجموعة علي بابا. أجري المسح لقرى تاوباو بالاشتراك مع مسح لمعهد العلوم الاجتماعية بجامعة بكين.

المُضيّ قُدُماً

يواصل البنك ومجموعة علي بابا مع مجتمع البحوث الأوسع استكشاف سبل الاستفادة القصوى من إمكانيات التجارة الإلكترونية من أجل دعم النمو الاشتمالي. ومع مواصلة البحث القوي، يأمل الفريق في تحديد الإجراءات التي تتخذها السياسات للتصدي للتحديات التي يواجهها تطوير سلاسل القيمة وتوسيع منظومة التجارة الإلكترونية في الريف الصيني.