التحدّي
يلعب قطاع الزراعة دورا حيويا في النمو الاقتصادي في مصر، حيث يعمل به 30% من الأيدي العاملة في المناطق الريفية وهو مصدر رزق 55% من السكان. إلا أن التحديات طويلة الأمد تؤثر على الإنتاجية الزراعية، وتشمل ندرة المياه والأمن الغذائي وتغير المناخ.
وتعتمد مصر اعتمادًا كبيرًا على نهر النيل بوصفه أهم مصدر للمياه العذبة. وبينما يظل هذا المورد ثابتًا دون زيادة، فان الطلب على المياه زاد زيادة كبيرة على مر السنين ومن المتوقع أن تستمر هذه الزيادة في المستقبل بسبب النمو السكاني السريع والتوسع الزراعي والتنمية الصناعية.
وتعتبر مصر مستورداً عالمياً للحبوب، وتشير توقعات الميزان الغذائي لمصر إلى أن الاعتماد على واردات الحبوب سيتضاعف خلال العشرين سنة القادمة. وبالنظر إلى محدودية الأراضي وموارد والمياه، من الضروري زيادة الإنتاجية الزراعية لتحسين إمدادات المياه (جانب العرض).
وبالإضافة إلى ذلك، تضيف التغيرات الحادة في المناخ مزيدًا من الضغط على الموارد المائية التي تتسم بالندرة وعلى الأمن الغذائي. وتشير نماذج تغير المناخ إلى زيادة احتمالات حدوث ظواهر مناخية قاسية من شأنها زيادة التقلبات في إنتاج المحاصيل وخفض الإنتاج العالمي من المحاصيل الرئيسية. وهذا من شأنه أن يزيد من عدم استقرار سوق السلع الزراعية ويزيد من مخاطر نقص الغذاء التي تواجهها مصر.
النهج
يهدف هذا المشروع إلى التصدي للتحديات المرتبطة بعدم كفاءة إمدادات المياه، وعدم المساواة في الحصول على المياه، وارتفاع تكاليف محطات الضخ وممارسات الزراعة التي لا ترقى للمستوى المطلوب. وفي المقام الأول، استثمر هذا المشروع في تطوير الري الحقلي من خلال تحويل المراوي المفتوحة وقنوات المياه التي يمتلكها ويديرها المزارعون إلى قنوات مدفونة مع بطانة من الطوب ومواسير البولي فينيل كلوريد. وفي محطة الضخ، تم استبدال مضخات الديزل الحالية وحلت محلها مضخات كهربائية ومضخات ديزل جديدة، وتعمل الأخيرة بوصفها مصدرًا احتياطيًا للطاقة. بالإضافة إلى ذلك، تم تركيب البنية التحتية الكهربائية بهدف تطوير شبكات كهرباء مخصصة لخدمة المجتمعات الزراعية. كما ساعد المشروع على تعزيز معرفة المزارعين وفهم واستيعاب أنظمة الري الحديثة والمحسنة وتكنولوجيات تحسين الأراضي وإنتاج المحاصيل. وتشمل الأساليب التفصيلية تنظيم اجتماعات المزارعين وتبادل الزيارات؛ وبيانات عملية تشرح عملية تحسين وتطوير المراوي وشبكات الري الحقلي، وتحسين إدارة المياه الزراعية، وتحسين الأراضي والممارسات الزراعية؛ وتدريب كبار المزارعين والمرشدين الزراعيين على إدارة الري.
النتائج
أدى هذا المشروع إلى تحديث أساليب الري الحقلي، وتم استبدال المراوي المفتوحة وحلت محلها مواسير مدفونة، واستفاد من ذلك 121172 من ملاك الأراضي و 76491 مستأجراً. بالإضافة إلى ذلك، شارك 10 آلاف عامل في أعمال الإنشاءات. وبالتالي، بلغ إجمالي عدد المستفيدين من المشروع بصورة مباشرة 207663 مع توفير أكثر من 720 ألف فرصة عمل مؤقت.