التحدي
بينما تطبق مصر حزمة من الإصلاحات على مستوى الاقتصاد الكلي، تظل الجهود المبذولة على مستوى شبكات الأمان الاجتماعي، بما في ذلك البرنامج الرائد تكافل وكرامة، أساسية للتخفيف من تأثير تلك الإصلاحات على الفقراء والمحرومين. ومن بين المستفيدين على مستوى مصر كلها من برنامج التحويلات النقدية المشروط (تكافل) وغير المشروط (كرامة) نساء وأطفال فقراء، وفقراء معاقون، وأيتام فقراء، وأرامل فقيرات. وتهدف
الشروط المفروضة للاستفادة من برنامج تكافل إلى مكافحة الفقر وتعزيز تراكم رأس المال البشري؛ وقد اتسع نطاق تغطية البرنامج ليشمل المزيد في اطار توفير الحماية الاجتماعية في مواجهة جائحة فيروس كورونا. وإدراكاً منها لخطورة زيادة الاعتماد على التحويلات النقدية، تدشن الحكومة برنامج ’فرصة’، استعدادا لتخرج المستفيدين من برنامج التكافل وادماجهم في أنشطة إنتاجية بهدف توفير موارد للرزق. وهو ما سيتيح للمستفيدين درجة من الاستقلالية الاقتصادية والمالية.
النهج:
تكافل وكرامة هو برنامج يساند المواطنين الأكثر حرمانا في مصر من خلال ما يلي:
- فعالية الاستهداف: يستند هذا إلى استبيان خاص باختبار مستوى الدخل الفعلي مع مطابقته مع سجل وطني موحد مرتبط ببطاقة الرقم القومي.
- تحويلات نقدية مشروطة: يوفر برنامج تكافل مساعدات مالية لزيادة الاستهلاك الغذائي والحد من الفقر. وتهدف الشروط الصحية والتعليمية الواردة في هذا البرنامج إلى تشجيع الأسر على استمرار أطفالها في المدارس وتقديم الرعاية الصحية لهم.
- تحويلات نقدية غير مشروطة: يهدف برنامج كرامة إلى حماية المواطنين الفقراء كبار السن فوق 65 عاما، والمواطنين المصابين بإعاقات وأمراض شديدة تمنعهم من العمل والكسب، والأيتام أيضاً.
الشمول الاقتصادي: بدأت وزارة التضامن الاجتماعي في مصر برنامج فرصة، الذي يركز على التشغيل ونقل الأصول والتدريب وتنمية المهارات لتشجيع المستفيدين من البرنامج على العمل.
- نهج متكامل: بالاستفادة من نظام معلومات الإدارة لقاعدة بيانات تكافل وكرامة، تربط الوزارة المستفيدين بخدمات الحماية الاجتماعية الأخرى التي تشجع على محو الأمية، وتنظيم الأسرة، والحصول على السكن اللائق، وتحقيق الحياة الكريمة.
النتائج
- شهد برنامج تكافل وكرامة، خلال فترة تنفيذه، تسجيل حوالي 31 مليون مستفيد في قاعدة بياناته.
- يوجد حالياً 3.11 مليون أسرة ملحقة بالبرنامج:
- 75% من حاملي البطاقات من الإناث
- 25% من حاملي البطاقات من الذكور
من مجموع المستفيدين المباشرين الملحقين:
- 1.95 مليون (63%) مستفيد من برنامج تكافل
- 1.16 مليون (37%) مستفيد من برنامج كرامة
المستفيدون من كرامة:
- 838,921 من ذوي الاحتياجات الخاصة (72%)،
- 319,766 من المسنين (27%)،
- 8,147 من الأيتام (أقل من 1%)
- قامت الوزارة حتى الآن بتفعيل 2226 لجنة للمساءلة الاجتماعية في 24 محافظة؛ كما سجل نظام إدارة معالجة المظالم التابع للبرنامج ما مجموعه 406,186 شكوى و82,725 طلب معلومات من خلال موقعه على الإنترنت ومركز الاتصال.
- أظهر تقييم مستقل للأثر أجراه المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن البرنامج كان له تأثير مبهر على تمكين المرأة والإدماج الاقتصادي، من خلال ما يلي:
- زيادة استهلاك الأسر من المستفيدين من تكافل من 7.3% إلى 8.4%، وذلك مقارنة بالأسر التي لا تشارك في البرنامج.
- الحد بنسبة 12 نقطة مئوية من احتمال انزلاق الأسر في برنامج تكافل دون خط الفقر.
- زيادة كبيرة (من 8.3% إلى 8.9%) في قيمة الاستهلاك الغذائي الشهري للمستفيدين من تكافل.
- زاد برنامج تكافل من معدل الانحراف المعياري للوزن قياساً إلى الطول، وهو مقياس الحالة الغذائية قصيرة الأجل للأطفال دون سن الثانية، أي انخفاض بنسبة 3.7 نقطة مئوية في احتمال أن الطفل دون سن الخامسة قد عولج من سوء التغذية.
- زيادة الإنفاق على الدروس الخصوصية واللوازم المدرسية ووسائل الانتقال إلى المدرسة.
- إظهار نواتج إيجابية تتعلق بتمكين المرأة وإحساسها بالكرامة، مع انخفاض الضغوط المالية على الأسرة. وتتأثر قدرة المرأة على اتخاذ القرار تأثيرا إيجابيا؛ ولا يرتبط ذلك بالقدرة التفاوضية داخل الأسرة فحسب، بل أيضاً بالوضع المالي للأسرة. وقد زاد توجيه التحويلات إلى النساء من قدرتهن على اتخاذ القرارات الخاصة بالإنفاق.
- أخيرا، تم إضفاء الطابع المؤسسي على برنامج تكافل وكرامة باعتباره برنامجاً قومياً مع زيادة المخصصات المالية السنوية بشكل مطرد بالموازنة العامة للدولة مما يدل على التزام الحكومة (تبلغ المخصصات بالموازنة 19.3 مليار جنيه في السنة المالية 2020 / 2021).