عرض موجز
تم إطلاق برنامج تكافل وكرامة في عام 2015 للتخفيف من آثار الإصلاحات الاقتصادية على الفقراء، بما في ذلك إلغاء دعم الطاقة. وقد صُمم البرنامج ليكون لتقديم دعم نقدي للمستحقين مع نظام قوي لتقديم هذه الخدمة، وشرط يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية طويلة الأجل من خلال تعزيز تراكم رأس المال البشري بالحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم. وحتى ديسمبر/كانون الأول 2023، حقق برنامج تكافل وكرامة النتائج التالية: 4.67 مليون أسرة مسجلة؛ وحوالي 17 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر؛ و51% من الأسر المشمولة بمظلة برنامج تكافل تمتثل للشروط الصحية المتمثلة في القيام بثلاث زيارات للوحدة الصحية سنوياً؛ و63% من الأسر المشمولة بمظلة البرنامج تلتزم بشروط التعليم المتمثلة في معدل مواظبة على الدراسة بنسبة 80%؛ و100% من المستفيدين يحصلون على المبالغ النقدية من خلال الوسائل الإلكترونية.
كلمات المستفيدين
إيمان رمضان عبد الرحمن، إحدى المستفيدات من برنامج العمل بأجر، والتي حصلت على فرص عمل من خلال برنامج فرصة: "الآن وقد أصبح لدي دخل ثابت أستطيع سداد ديوني." وبالإضافة إلى الخبرة المهنية، تتيح لي هذه الوظيفة التفاعل مع كثير من الناس. وأشعر بالسعادة وأتمتع بالعافية. وأعتقد أنه يجب أن تكتسب النساء جميعاً الخبرة وتحصل على فرصة عمل، وأن يرين أشياء مختلفة، وأن يتمتعن بمباهج الحياة."
أعربت ريهام، إحدى المستفيدات من برنامج تكافل، عن رضاها عن تمكنها من الحصول على دخل من خلال التحويلات النقدية وزيادة قدرتها على اتخاذ قرارات الشراء: "إذا أردت شراء شيء للمنزل، أذهب لشرائه، وأنا الآن صاحبة القرار لأن كل امرأة تعرف احتياجات منزلها، كما استطيع أن أتخذ قرارات فيما يخص المشتروات الشخصية ولكن إذا كان هذا الشيء ليس لي وللمنزل بوجه عام، فأنا آخذ رأي زوجي. وتتحدث ميرفت، وهي مستفيدة أخرى من برنامج تكافل، عن كيفية حصولها على التحويلات النقدية، قائلة: "منذ أن تلقيت الدعم النقدي من برنامج تكافل، دفعت الرسوم الدراسية غير المسددة لتعليم أطفالي. ويتبقى معي 300 جنيه أنفقها على أسرتي حسب الحاجة."
تحكي لنا مستورة، إحدى المستفيدات من برنامج كرامة، عن الآثار الإيجابية للمزايا الصحية ومزايا برنامج كرامة التي حصلت عليها، قائلة: "تم فحص حالتي في القومسيون الطبي وتشخيص إصابتي بمرحلة متقدمة من تليف الرئتين. وأعاني أيضا من تضخم الكبد والطحال. ولذلك قرروا أنني استحق الحصول على معاش كرامة." وأحصل على معاشي البالغ 350 جنيها، فأدفع 250 جنيها (5.12 دولاراً) لفحوصي الطبية وأشتري بباقي النقود كيلوجراما من اللحم لأطفالي."
التحدي
واجه نظام الحماية الاجتماعية في مصر تحديات تتعلق بالتجزؤ، مع وجود العديد من برامج المساعدات النقدية التي لا تصل إلى المستحقين، وكانت غير مُميكّنة، وتفتقر إلى آليات لاستطلاع آراء المواطنين. وفي عام 2014، طبقت مصر سلسلة من الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية للحد من العجز الكبير في الموازنة العامة واستعادة استقرار الاقتصاد الكلي من خلال خفض الدعم الشامل، بما في ذلك إلغاء دعم الطاقة تدريجياً، وخفض قيمة الجنيه المصري (التعويم)، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة. وأدت هذه الجهود لاحقاً إلى ارتفاع معدلات التضخم. وللتخفيف من آثار هذه الصدمة الاقتصادية، تم في عام 2015 تنفيذ برنامج للتحويلات النقدية الموجهة (تكافل وكرامة).
النهج
يشتمل برنامج تكافل وكرامة على مكونين رئيسيين. برنامج تكافل هو برنامج للتحويلات النقدية المشروطة. ويستهدف البرنامج الأسر الفقيرة التي لديها أطفال، ويتطلب منها الوفاء بالشروط الصحية والتعليمية (قيام الأمهات والأطفال بعدد 3 زيارات دورية لعيادات الرعاية الصحية، و80% من المواظبة على الدراسة بالنسبة للأطفال) لتحفيز تغيير السلوكيات وتعزيز تراكم رأس المال البشري لكسر حلقات الفقر المفرغة والمتوارثة من جيل إلى جيل.
برنامج كرامة هو برنامج للتحويلات النقدية غير المشروطة يستهدف الفقراء ذوي الإعاقة، وكبار السن فوق 65 عاماً، والأيتام، والأرامل.
ويستهدف برنامج تكافل وكرامة المستفيدين بكفاءة باستخدام منهجيات اختبار قياس مستوى الدخل الفعلي لتقدير رفاهة الأسرة، مع آليات مناسبة لإيصال الدعم النقدي، بما في ذلك آلية للتظلم وسجل اجتماعي ديناميكي يتسم بالتكيف مع الصدمات والاستجابة لها، ويشمل جميع الذين تقدموا للحصول على مزايا البرنامج منذ إنشائه (سواء تم تسجيلهم أم لا)، وقد وصل إلى حوالي 11.3 مليون أسرة مسجلة (40.5 مليون نسمة). وبالإضافة إلى أنه برنامج يقوم باستخدام اختبار قياس مستوى الدخل الفعلي، كان الغرض منه هو تجميع جميع المزايا النقدية تحت مظلة وطنية واحدة.
ويحصل جميع المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة على بطاقات ميزة (بطاقات خصم) تتيح لهم إجراء مدفوعات رقمية أو نقدا من خلال ماكينات الصراف الآلي وغيرها من المنافذ، بدلا من الاضطرار إلى زيارة مكتب البريد للحصول على هذه المزايا والمبالغ كما كان الحال في السابق.
ويستفيد برنامج تكافل وكرامة من البيانات التي لديه عن المستفيدين الموجودة في السجل الاجتماعي لتصميم العديد من الأنشطة والإجراءات التدخلية التي تركز على المواطنين بناء على تحليل البيانات الضخمة. وتشمل هذه الإجراءات والأنشطة التدخلية ما يلي: 1) مكافحة الأمية من خلال فصول محو الأمية، 2) زيادة الوعي للمساعدة في الحد من معدلات الخصوبة، 3) تسهيل الحصول على خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة المدعومة من خلال العيادات الصحية، 4) تحسين ظروف السكن (على سبيل المثال، بناء الأسقف والأرضيات)، و5) تحسين تغذية الأطفال ورفاهتهم من خلال دعم مالي إضافي للأمهات اللاتي لديهن أطفال دون سن الثانية. ويجري ربط جميع المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة بصورة آلية ببرنامج دعم المواد الغذائية وبرنامج التأمين الصحي الشامل.
ومن بين هذه الأنشطة برنامج الشمول الاقتصادي "فرصة" الذي أُطلق في عام 2020 لدعم خلق فرص العمل، وقد وصل إلى نحو 26,312 مستفيدا في ديسمبر/كانون الأول 2023. ويهدف هذا البرنامج إلى نقل المستفيدين من الحماية إلى الإنتاج من خلال الحد من الاعتماد على الدعم النقدي وخلق فرص لكسب العيش، بما في ذلك ربط المستفيدين من البرنامج بخدمات التوظيف وتوفير التدريب ونقل الأصول.
وقد أدى نهج المشروع الذي يراعي احتياجات المواطن، وشروط الصحة والتعليم التي تهدف إلى تعزيز تنمية رأس المال البشري من خلال الحصول على الخدمات المطلوبة، وإدخال شروط لمكافحة الزواج المبكر لحماية الفتيات وتمكينهن من أسباب القوة، والدعم التكميلي/كاش بلس (بما في ذلك محو الأمية، والصحة الإنجابية، وزيادة الوعي، وتغذية الأطفال)، إلى إحداث أثر تحويلي في تعزيز تراكم رأس المال البشري مع التركيز بشكل خاص على تمكين المرأة. ويقترن ذلك بحملة توعية مجتمعية قوية للغاية بعنوان "وعي" يقودها أخصائيون اجتماعيون وحملات توعية جماهيرية على المستوى المحلي، بما في ذلك استخدام الفن والمسرح والموسيقى، لزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، لا سيما ضد المرأة، وختان الإناث، والزواج المبكر، وتعاطي المخدرات، والأبوة الإيجابية، والصحة الإنجابية، والنظافة والتغذية.
النتائج
أضحى برنامج تكافل وكرامة منصة تساعد على تنمية رأس المال البشري وتمكين المرأة في مصر، من خلال الشروط الصحية والتعليمية وسلسلة من الإجراءات والأنشطة التدخلية التي تجمع بين المساعدات النقدية والدعم التكميلي (كاش بلاس) لمعالجة قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، والأمية، وسوء تغذية الأطفال والتقزم، ومعالجة البطالة والاعتماد على التحويلات النقدية من خلال أنشطة الشمول الاقتصادي.
وقامت الحكومة بتقنين البرنامج من خلال قانون وبند مخصص في الموازنة العامة، وقد زاد هذا البند بصورة مطردة من 3.6 مليار جنيه (71.7 مليون دولار) في عام 2015 إلى 41 مليار جنيه (81.4 مليون دولار) في عام 2024. وتعد الزيادة في تخصيص الموارد والزيادة الأخيرة في حجم المنافع والمزايا بنسبة 55% في 2023/2024 (في ضوء معدلات التضخم) شهادة على أن الحكومة المصرية ترى أن البرنامج موجه توجيهاً جيداً وقناة للتعامل مع الأزمات المتعددة والتخفيف من حدتها (الصدمات الاقتصادية؛ وجائحة كورونا). وتقوم وزارة التضامن الاجتماعي، بالتعاون مع البنك الدولي، أيضا بإعداد عدد من دراسات الحالة ومقاطع الفيديو لتوثيق هذا العمل، وتعمل حاليا على إنشاء مستودع بيانات لبرنامج تكافل وكرامة يتضمن منصات داخلية لموظفي الوزارة وموقع إلكتروني خارجي للجمهور).
وحتى ديسمبر/كانون الأول 2023، انضم 4.67 ملايين أسرة (تضم نحو 17 مليون نسمة، 50% منهم من النساء) إلى برنامج تكافل وكرامة، 75% منهم من النساء. وقد أصبح توسيع نطاق البرنامج ممكنا مع مرور السنين بفضل نظام التنفيذ القوي والسجل الاجتماعي الذي يتسم بالتكيف مع الصدمات والاستجابة لها. وقد ساعدت هذه العوامل في التوسع الفعال للمشروعات استجابة للأزمات المتتالية في السنوات الأخيرة مثل جائحة كورونا، وانخفاض قيمة الجنيه المصري، وتداعيات الحرب في أوكرانيا.
ويظهر البرنامج أداء قوياً من حيث الاستهداف والوصول إلى المستحقين، مع نسبة تسرب بواقع 6.4% فقط إلى أسر غير فقيرة. وتظهر التقييمات المستقلة لبرنامج تكافل وكرامة التي أجراها المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في عامي 2018 و2022 أنه أدى إلى تحسينات في جودة النظم الغذائية وتغذية الأطفال، وزيادة الاستهلاك بنسبة 8.4% (2018)، والحد من احتمال الوقوع تحت خط الفقر بنسبة 12% (2018)، وزيادة احتمال الالتحاق بالمدارس الابتدائية (9 نقاط مئوية) والثانوية (21 نقطة مئوية) (2022)، كما ساعد الأسر على تفادي إستراتيجيات التكيف السلبية أثناء جائحة كورونا.
وعزز المشروع أيضا برامج التحويلات النقدية في مصر تحت مظلة برنامج تكافل وكرامة بتحويل المستفيدين من برنامج المعاشات الاجتماعية القديم "ضمان" إلى برنامج تكافل وكرامة باستخدام اختبار قياس مستوى الدخل الفعلي في إطار البرنامج.
وأظهرت الخدمات الاستشارية والتحليلية للبنك الدولي، وهي أنشطة غير إقراضية تساعد البلدان المتعاملة مع البنك على النهوض بأحد الأهداف الإنمائية، بشأن استعراض الإنفاق العام على قطاعات التنمية البشرية في مصر لعام 2022 أن برنامج تكافل وكرامة جيد التوجيه والاستهداف ويصل إلى المستحقين، وعلى الحكومة زيادة نطاق التغطية وحجم المنافع والمزايا. وفي عام 2023، زادت التغطية إلى نحو 5 ملايين أسرة، وزاد مستوى المنافع والمزايا بنسبة 40%. وتم الإعلان عن زيادة إضافية بنسبة 15% في فبراير/شباط 2024.
مساهمة مجموعة البنك الدولي
ويساند المشروع قرضان من البنك الدولي للإنشاء والتعمير بقيمة إجمالية قدرها 900 مليون دولار. وتلقى المشروع أيضا تمويلاً موازياً بمبلغ 3 ملايين دولار تقريباً من خلال الصندوق الاستئماني للمملكة المتحدة، وسيتاح هذا التمويل طوال مدة تنفيذ المشروع. كما حصل المشروع على مساهمة صغيرة من الصندوق الاستئماني الإسكندنافي (لدعم تقييمات حالة الإعاقة) ومن الشراكة من أجل الشمول الاقتصادي (لدعم برنامج فرصة).
الشراكات
تتولى تنفيذ مشروع تكافل وكرامة وزارة التضامن الاجتماعي، التي تنسق مع وزارتي التربية والتعليم والصحة فيما يتعلق باستيفاء الشروط الخاصة بالتعليم والصحة. ولدى البرنامج شراكات قوية للغاية على مستوى الحكومة، بما في ذلك وزارات الصحة، والتربية والتعليم، والتموين، والتجارة الداخلية، وكذلك مع المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، لاسيما في سياق برنامج فرصة للشمول الاقتصادي، ومع وكالات الأمم المتحدة لأغراض الدعم التكميلي (كاش بلاس). وقد تم الإشادة ببرنامج تكافل وكرامة على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال العديد من الجولات الدراسية التي نظمها البنك الدولي لتبادل المعارف، بما في ذلك مع السودان واليمن والعراق والأردن و الغابون .
ويتعاون برنامج تكافل وكرامة لأغراض الدعم التكميلي (كاش بلاس)، استناداً إلى سجل البرنامج والوصول إلى المستفيدين من البرنامج. وتقدم مبادرة "2 كفاية"، خدمات تنظيم الأسرة المدعومة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان. ويشجع برنامج (وعي) بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المساواة في الحصول على التعليم وخدمات تنظيم الأسرة وتحقيق الأبوة الإيجابية. ويقدم "برنامج الألف يوم الأولى" بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي مبالغ مالية إضافية للأمهات المشمولة بمظلة برنامج تكافل لتحسين التغذية. ويتعاون برنامج تكافل وكرامة أيضا مع منظمة العمل الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في إطار برنامج فرصة لمساري العمل بأجر والعمل الحر. ويحصل المشروع أيضا على مساندة من الصندوق الاستئماني للمملكة المتحدة طوال مدة التنفيذ، فضلاً عن المساندة من الصندوق الاستئماني الإسكندنافي. وقد أسهمت المجموعة الواسعة من الشركاء في تعزيز التنسيق والتكامل بين مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، فضلا عن ضمان التكامل مع أنشطة المانحين.
استشراف المستقبل
يواصل البنك الدولي دعم جهود مصر لزيادة كفاءة برنامج تكافل وكرامة وفعاليته من خلال تعزيز نظام تقديم خدمات الدعم النقدي والخدمات الأخرى، وبناء نظام معلومات الإدارة، وتعزيز قدرات الأخصائيين الاجتماعيين الذين يتعاملون مع المستفيدين. ومن الضروري أن يستمر برنامج تكافل وكرامة في تحليل البيانات الضخمة التي يتم جمعها في السجل الاجتماعي للاستجابة بشكل أفضل لقضايا تغير المناخ وتوسيع نطاق الإجراءات والأنشطة التدخلية المتمثلة في الدعم التكميلي (كاش بلاس)، وخاصةً بالنسبة لبرنامج فرصة. ويتم بذل جهود تكميلية إضافية فيما يتعلق بإصلاحات الحماية الاجتماعية، بما في ذلك مواصلة تطوير السجل الوطني الموحد من جانب هيئة الرقابة الإدارية التي تلعب دوراً رئيسيا في تحسين توجيه وإصلاح واستهداف برامج الحماية الاجتماعية، بما في ذلك دعم المواد الغذائية. كما تجري إصلاحات في نظام المعاشات في مصر، مع التركيز على تنفيذ قانون إصلاح عام 2019 بقيادة الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية. ويدعم البنك الدولي الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية بالمساعدة الفنية لتدعيم الأنظمة وتنفيذ الرقمنة.
لمعرفة المزيد من المعلومات