تلتزم مجموعة البنك الدولي بأن تصغى بشكل أفضل وأن تعمل على تسريع وتيرة التقدم في جهود القضاء على الفقر وتعزيز الرخاء المشترك بطريقة مستدامة وشاملة. وبإمكان مشاركة المواطنين وحشد المجتمعات المحلية في غضون ذلك المساعدة على تحقيق قدر أكبر من الشفافية والمساءلة والاحتواء الاجتماعي، مما يحسّن بالتالي نتائج التنمية.
أُعد الإطار الاستراتيجي لإدراج مشاركة المواطنين في صلب عمليات مجموعة البنك الدولي في عام 2014 بغرض إدراج مشاركة المواطنين بشكل أكثر منهجية في صلب العمليات التي تساندها مجموعة البنك الدولي. ويُعرِّف الإطار الإستراتيجي مشاركة المواطنين بأنها تفاعل متبادل بين المواطنين والحكومات أو القطاع الخاص في إطار نطاق الإجراءات التدخلية لمجموعة البنك الدولي. ويمنح هذا النهج المواطنين دورا في عملية اتخاذ القرار من أجل تحسين النواتج الإنمائية الوسيطة والنهائية.
ويسترشد نهج إدراج مشاركة المواطنين في العمليات التي تساندها مجموعة البنك الدولي بخمسة مبادئ:
- يتركَّز على تحقيق النتائج
- يتضمَّن المشاركة في كل مراحل دورة التشغيل
- يهدف إلى تقوية الأنظمة القُطرية
- يتحدد وفقاً للاعتبارات الخاصة بكل سياق
- يتسم بطابعه التدريجي
ويستند الإطار الإستراتيجي إلى خبرة مجموعة البنك الدولي في المشاركة التي تضم العديد من أصحاب المصلحة المباشرة، ومشاركة المواطنين، والإدارة الرشيدة المنفتحة التي تتسم بالاحتواء وعدم الإقصاء، وكذلك إلى الخبرات المكتسبة من جهود مشاركة المواطنين في شتَّى أنحاء العالم. ويُقيِّم الإطار الدروس المستفادة، ويُحدِّد الأساليب والمنطلقات إلى تقديم نهج أكثر انتظاماً وتركيزاً على تحقيق النتائج لمجموعة البنك الدولي.
ومن المنظور العملي، يعني التزام البنك الدولي بتعميم مشاركة المواطنين أن كل عمليات تمويل المشروعات الاستثمارية التي يتم تمويلها بقروض من البنك الدولي للإنشاء والتعمير أو اعتمادات من المؤسسة الدولية للتنمية يجب أن تفي بثلاثة متطلَّبات:
- ضرورة أن يكون تصميم المشروع مُوجَّها لمنفعة المواطنين، بمعنى أن تشتمل على آلية واحدة على الأقل للحوار مع المستفيدين في السياق الخاص بالمشروع؛
- ضرورة أن تشتمل أُطُر نتائج المشروعات على مؤشر واحد على الأقل لآراء المستفيدين لرصد مشاركة المواطنين طوال مراحل تنفيذ المشروع؛
- ضرورة أن تقوم المشروعات بالإبلاغ عن نتائج مؤشر آراء المستفيدين بحلول العام الثالث للتنفيذ.
تقيس مؤشرات آراء المستفيدين على سبيل المثال ما يلي:
- مدى استفادة المواطنين من المنصات الإلكترونية لتقديم ملاحظاتهم وآرائهم التقييمية في الوقت المناسب وحفز الاستجابات لتحسين جودة الخدمات العامة مثل صيانة الطرق، وإدارة النفايات الصلبة، والخدمات الصحية مثل توزيع اللقاحات.
- ما إذا كانت نواتج التشاور وآراء المستفيدين تؤخذ في الاعتبار أثناء تنفيذ المشروعات، وذلك من خلال النسبة المئوية للمستفيدين الذين يشعرون بأن استثمارات المشروعات تعبر عن احتياجاتهم، أو رضا المستفيدين عن أبعاد معينة للمشروع.
- تعاون المستفيدين في اتخاذ القرارات الخاصة بالمشروع أو تنفيذه أو رصده ومتابعته من خلال عدد المواطنين و/أو المجتمعات المحلية المشاركين في عمليات التخطيط، والتنفيذ، و/أو التقييم لأنشطة المشروع، أو مساهمات المجتمع المحلي في التكلفة الكلية للمشروع، أو رضا المستفيدين عن إجراءات التعاون، أو إنشاء ترتيبات لمشاركة المجتمع المحلي في تحقيق الاستدامة و/أو العمليات بعد إنجاز المشروع، أو نشر نتائج عمليات الرصد التي يقودها المواطنون.
تشرف مجموعة الحلول العالمية لمشاركة المواطنين والمساءلة الاجتماعية بالبنك الدولي، التابعة لقطاع الممارسات العالمية للاستدامة الاجتماعية والاحتواء، على تنفيذ الإطار الاستراتيجي، بدعم من شبكة من منسقي شؤون مشاركة المواطنين في إحدى المناطق وقطاعات الممارسات العالمية.
وفي 2018، أجرت مجموعة التقييم المستقلة التابعة للبنك تقييماً لنتائج الإطار الاستراتيجي. وخلص التقييم إلى أن مجموعة البنك الدولي نجحت في بناء الوعي بأجندة مشاركة المواطنين وقبولها بين أعضاء جهاز الإدارة العليا والموظفين، الذين أقروا بأن مشاركة المواطنين مسؤولية تقع على عاتق المؤسسة، واستراتيجية مفيدة لتدعيم المساءلة في تقديم الخدمات والحد من المخاطر واستباق المشكلات. ويُعد هذا التغير في نمط التفكير، بحيث يجري الآن إعلاء قيمة مشاركة المواطنين في عموم أنشطة مجموعة البنك الدولي، واحداً من الإنجازات الرئيسية.
آخر تحديث: 03/19/2021