يتطلب توفير تعليم جيد بناء نظم توفر خدمة معقدة، يوما بعد يوم، في آلاف المدارس خلال ساعات طويلة إلى ملايين التلاميذ والطلاب. ولا شك في أنه عندما تحظى المدارس ووزارات التربية والتعليم بإدارة جيدة، يتحقق التعلّم.
ما أهمية ذلك
تستلزم الإصلاحات الناجحة لنظم التعليم تصميمًا جيدًا للسياسات، والتزامًا سياسيًا قويًا، وقدرة على التنفيذ الفاعل. وهذا أمر بالغ الصعوبة بطبيعة الحال. فضعف القدرات الإدارية على كافة مستويات وزارات التربية والتعليم وفي المدارس يعوق نجاح تطبيق الإصلاحات المعقدة وتقديم الخدمات التعليمية الجيدة اللازمة لتحسين عملية التعلّم. ولا تستطيع الكثير من البلدان استغلال مواردها المتوفرة بكفاءة لتحسين جودة الخدمات لأنها قد لا تمتلك قدرات إدارة الشؤون المالية والتوريدات والقدرة الإدارية للقيام بذلك على الوجه الصحيح. ونتيجة لذلك، لا تؤدي زيادة مستوى الإنفاق على التعليم في العادة إلى زيادة في مستوى التعلم وتحسن في رأس المال البشري. ويقتضي التغلب على هذه التحديات العمل على كافة مستويات هذا النظام - على مستوى الحكومة المركزية والمديريات والمدارس المحلية.
نهجنا
على المستوى المركزي، يتعين على وزارات التربية والتعليم أن تعمل على اجتذاب وتطوير الخبراء الفنيين والإداريين من مختلف التخصصات لتصميم الإجراءات التدخلية القائمة على الشواهد والأدلة وتنفيذها. وتحتاج المكاتب الإقليمية أو المديريات إلى القدرات والأدوات اللازمة لمتابعة المدارس ودعمها. فعلى مستوى المدرسة، يجب أن يتمتع المديرون بالخبرة الإدارية لتسيير أعمال مدارسهم، من تخطيط استخدام الموارد إلى إدارة شؤون المعلمين. ويعمل البنك الدولي مع الحكومات والشركاء لبناء القدرات لتنظيم نظم التعليم وإدارتها. ويشتمل ذلك على تطوير المهارات المهنية للمسؤولين الإداريين بالمدارس، والتوسع في تبادل أفضل الممارسات الإدارية والمؤسسية، وإنشاء شبكات عمل دولية للنظراء، وتطوير أدوات مسح استقصائية جديدة أو محسنة بغرض الارتقاء بتقييم أداء عمل النظام بأكمله.
أولوياتنا
- تحسين قدرات وزارات التربية والتعليم لتصميم السياسات الملائمة وتنفيذها بنجاح. نعمل حاليا على بناء شبكة عمل دولية للنظراء تضم وزارات التربية والتعليم يمكن من خلالها تبادل المعرفة، وإيجاد حلول تعاونية للمشكلات المشتركة، وإجراء التدريب. كما نقدم دعما فنيا مصمما لأغراض معينة في مجالات حيوية كتطوير البرامج، والتخطيط، والمتابعة والتقييم، وتقييمات الأثر بغرض مساعدة وزارات التربية والتعليم على النجاح في تحقيق أهدافها.
- تقوية نظم المعلومات والمتابعة الخاصة بالتعليم التي تحفز تحسين النظم. يتطلب تحسين مستوى الأداء نهجا نظاميا نظرا لأنه من شأن العمل في مجال ما أن يتسبب في آثار متوالية. ومن الضروري أن تتحلى نظم التعليم بروح الابتكار لزيادة الحصول على تعليم جيد. ويدعم البنك الدولي تطوير نظم متابعة التعليم والمعلومات ذات الصلة، التي تتألف من تقييمات الطلاب وبيانات إدارية أخرى للمساعدة على تحديد المجالات الواجب تحسينها، وتطوير آليات لاستقاء التعليقات والملاحظات التقييمية التي تحفز القيام بتدابير موجهة، ونشر التدابير المبتكرة الناجحة.
- تقوية الهيكل المؤسسي وتنظيم نظم التعليم. ينطوي ذلك على تنفيذ المهمة الحيوية المتعلقة بتحديد الأدوار والمسؤوليات الملائمة والصلاحيات على المستوى الوزاري والمحلي. ويستلزم الأمر توافر إجراءات للمساءلة وحوافز للأداء لكفالة اتساق النظام، وضمان دعم المدارس وخضوعها للمساءلة عن نواتج التعلم. وثمة حاجة للهياكل والآليات التنظيمية لإدارة تقديم الخدمات بكفاءة وتنظيم الخدمات التي يقدمها القطاع الخاص.
- تقوية إدارة المدارس ورعاية مديري المدارس الناجحين. يوفر مديرو المدارس القيادة التربوية والإدارية التي تحتاج إليها المدارس كي تصبح مراكز للتعلم. وتبدأ تقوية مديري المدارس بتحديد أدوارهم، وتقليص مهامهم الإدارية وإتاحة المزيد من الوقت لهم للتركيز على تقديم الدعم التربوي للمعلمين. ويعمل البنك الدولي حاليا مع وزارات التربية والتعليم لتطوير مسار وظيفي لمديري المدارس من خلال اختيار شفاف وقائم على الجدارة والاستحقاق، وتوزيعهم، وتقييم أدائهم. بالإضافة إلى ذلك، يساعد البنك البلدان على تحديد المعلمين الذين يمتلكون السمات والدوافع كي يصبحوا مديري مدارس ناجحين، ولتقديم التدريب لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم الإدارية والقيادية.
ويستثمر البنك الدولي في تطوير منافع عامة عالمية يمكن أن تستخدمها البلدان في تشخيص عمل نظم التعليم ودعم تنفيذ الإجراءات اللازمة لتحسينها.