في إطار خطة لمواجهة آثار صدمة أسعار النفط على اقتصاد قطر، أعيدت هيكلة الحكومة في يناير/كانون الثاني 2016. ويجري بالفعل اتخاذ إجراءات تقشف لمكافحة الإسراف، وزيادة العاملة الفائضة، وغياب المساءلة.
وبعد سنوات من تحقيق فوائض، يُقدَّر أن تسجل قطر عجزا في الموازنة قدره ثمانية مليارات دولار أو ما يعادل 5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام 2016، وهو أقل عجز بين دول مجلس التعاون الخليجي. ولكن بالنظر إلى أن واضعي الموازنة في الدوحة اعتمدوا 48 دولارا سعرا لبرميل النفط، فإن عجز الموازنة قد يزيد عن ذلك فعليا. ومن العلامات الأخرى على الضرر الذي أصاب الاقتصاد من جراء هبوط أسعار النفط التكاليف المتزايدة لشركة قطر للبترول وشركة رويال داتش شل والتي جعلت الأخيرة تنسحب من مشروع الكرعانة للبتروكيماويات الذي تبلغ استثماراته 6.4 مليار دولار. وسرَّحت شركة قطر للبترول أيضا نحو ألف من موظفيها.
ولتمويل عجز الموازنة، قام المسؤولون في الدوحة في الآونة الأخيرة بتنفيذ إجراءات مثل رفع رسوم المرافق العامة، ومضاعفة الغرامات عن إهدار المياه، وزيادة تكلفة الخدمات البريدية القطرية للمرة الأولى في ثمانية أعوام. وفي 14 يناير/كانون الثاني 2016، أعلنت شركة قطر للوقود المملوكة للدولة عن زيادة نسبتها 30 في المائة في أسعار البنزين، ليصل سعر لتر البنزين الخالي من الرصاص إلى 0.36 دولار. وبدأ سريان تخفيض الدعم بعد ساعات قليلة من الإعلان عنه. وكانت المرة السابقة التي رفعت فيها قطر أسعار البنزين في عام 2011.
وجاءت زيادة أسعار شركة قطر للوقود في يناير/كانون الثاني في أعقاب قيام البحرين وعمان والسعودية أيضا بتخفيض الدعم على البنزين. ومع ترقُّب مزيد من إجراءات التقشُّف، يتوقع القطريون خفض دعم الكهرباء في وقت لاحق من هذا العام. وسيكون المغتربون على الأرجح أشد الفئات تضررا من جراء التخفيضات الجديدة في الدعم وزيادات الأسعار.
وأمرت السلطات القطرية أيضا المؤسسات المملوكة للدولة مثل متاحف قطر وقناة الجزيرة بتقليص برامجها و/أو تسريح المغتربين من موظفيها. وخفض المسؤولون ميزانية مؤسسة قطر بنسبة 40 في المائة، وأجروا تخفيضات كبيرة في المؤسسات الأكاديمية الغربية في مدينة التعليم. وفي ديسمبر/كانون الأول قام مركز السدرة للطب والبحوث بتسريح مئات الموظفين وجمَّد المسؤولون خطط تنفيذ نظام وطني للرعاية الصحية. وفي إطار مبادرة الترشيد القطرية تفرض السلطات غرامات على إضاءة المباني ليلا.