حوار مع رؤساء وأمناء البلديات والمدن والمحافظين
المدن هي التي تحدد كسب أو خسارة معركة المناخ من أجل كوكب الأرض. ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعيش حوالي 65% من السكان في المناطق الحضرية، وهذه النسبة تتجاوز المتوسط العالمي البالغ 55%، وهؤلاء يستهلكون نحو 78% من الطاقة في البلدان المعنية وينتجون أكثر من 60% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة). وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يزيد من التعرض لأخطار طبيعية واجتماعية غير مسبوقة، ويعرض حياة الكثيرين للخطر.
وعلى الرغم من أن المدن ستستمر في الوفاء بوعدها بتوفير سبل كسب عيش وخدمات أفضل، يتعين على مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الآن أن تتخذ إجراءات لإعادة البناء على نحو أفضل. ولم تعد ممارسة الأعمال المعتادة خياراً عملياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتعين على المناطق الحضرية الآن أن تتطلع إلى حلول مبتكرة لتحقيق النمو الأخضر. ويمكن للكثافة المادية والاقتصادية للمدن أن توفر قوة دافعة للتغير التكنولوجي والاستثمارات في البنية التحتية التي تدعم التنمية الاقتصادية منخفضة الكربون. ويمكن أن يجري العمل المناخي من خلال حلول مبتكرة ومستدامة ونُهج تشاركية تأخذ في الاعتبار الاحتياجات والأولويات الإقليمية والوطنية والمحلية، وتجعل من المجتمعات المحلية والقطاعات الخاصة أطرافاً فاعلة ومشاركة مع المؤسسات العامة في مجال التكيف مع المناخ، ويمكن للمدن أن تكون المحرك لمثل هذه الابتكارات.
وهذه الفعالية تجمع رؤساء البلديات والمدن والمحافظين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخبراء عالميين لمناقشة تغير المناخ بوصفه تحدياً وفرصة لتحقيق التنمية والنمو الاقتصادي على مستوى المدن. وستتناول المناقشات الدور الرئيسي الذي تقوم به المدن في صياغة وتنفيذ العمل المناخي على نحو فعال.