تعيش يورينتسولمون، ابنة الستة أعوام، بمنطقة يوزيت التابعة لإقليم أركانغاي بمنغوليا؛ أبواها من الرعاة المتنقلين، ولذلك فإن عائلتها تتنقل نحو ثلاث أو أربع مرات في العام بحثا عن المراعي والكلأ لإطعام أغنامها وماعزها وخيولها وأبقارها التي تمثل سبل كسب عيشها.
ولهذا السبب، لم تتمكن يورينتسولمون من الالتحاق برياض الأطفال. وشعر أبواها بالقلق من أنها قد تتأخر عن نظرائها عندما تبدأ الدراسة الابتدائية. واستمر هذا الحال إلى أن جاءهم العون.
المعلم الأول للأطفال
في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، قيد والدا يورينتسولمون اسمها في برنامج للإعداد المنزلي للالتحاق بالمدرسة في منطقتهم. ويتيح الالتحاق بهذا البرنامج لأي طفل أن يحصل على مجموعة من الكتب واللعب من المكتبة المدرسية في كل مرة. وتدّرب الوالدان على استخدامها لمساعدة بنتهما على التعلّم، وأصبحا فعليا معلمين بالمنزل. وبعد أن ينتهي الطفل من مجموعة ما، تعيدها الأسرة إلى المكتبة للحصول على مجموعة جديدة. ويشتمل البرنامج على 10 مجموعات تعليمية لكل طفل.
تقول يورينتسولمون وهي بصدد إخراج كتاب من حقيبة كتبها، "الكتاب الكبير لي. إنني أتعلم الكثير من هذه الكتب". ولكن ثمة كتاب مختلف بهذه المجموعة للأبوين لاستخدامه في مساعدة أطفالهما على التعلم.
قالت أم يورينتسولمون، "لقد تعلمت الكثير أيضا. وستصل أختها الصغيرة سن الدراسة خلال أربعة أعوام، وأنا واثقة من أنني سأتمكن من تعليمها بفضل الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها".
أما ب. أنكبولد، والد يورينتسولمون، فيرى أيضا قيمة كبيرة في هذه التجربة التعليمية والتدريسية. وعن ذلك، قال "عندما تعمل مع طفلك بهذه الطريقة، فإنك تتعلم التواصل معه. لقد أدت هذه التجربة إلى تعميق أواصر العائلة".
وبرنامج الإعداد المنزلي للالتحاق بالمدرسة جزء من مشروع أكبر حجما يهدف إلى تحسين المستوى التعليمي لأطفال الرعاة في الفئة العمرية 6 -10 سنوات في المجتمعات الريفية المحرومة في منغوليا. ويستهدف المشروع، الذي يموله صندوق التنمية الاجتماعية الياباني ويديره البنك الدولي، 30 منطقة في 4 أقاليم.
وتقوم منظمة انقاذ الطفولة اليابانية بتنفيذ المشروع من خلال تجربة عدة مبادرات مجتمعية مبتكرة تلائم الظروف الثقافية بغرض تحسين خدمات ومرافق التعليم على الصعيد المحلي، وحشد جهود الآباء وأفراد المجتمعات المحلية.