في الحقيقة، طرح الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة و أجندة العمل الجديدة في المدن نحو إضفاء الاشتمال والأمان والقدرة على الصمود والاستدامة على المدن من أجل الجميع. ولبلوغ هذه الغاية، يعمل البنك الدولي مع بلدان العالم لضمان تفوق المدن والمناطق المحيطة بها في لعب ثلاثة أدوار مهمة – دور الوسيط، والقائد، والركيزة - للبشر ولأنشطة الأعمال على السواء.
[شاهد قادة الفكر وواضعي السياسات ومسؤولي المدن من مختلف أنحاء العالم، لبحث مستقبل المدن في لقاء ونقاش على الإنترنت]
ما الذي يترتب على هذه الأدوار؟ ماهي الإجراءات التي يمكن أن تتخذها هذه المدن لضمان النمو المستدام وتأمين المسار نحو مستقبل من الاشتمال والقدرة على الصمود؟ بالفعل، تنشأ أفكار كبرى لإلهام وتوجيه الجهود العالمية من أجل تشجيع التوسع المستدام في المدن مع عدم إغفال أحد:
· المدن كوسيط يربط الناس بالفرص
في أفريقيا جنوب الصحراء، قد تكون المدن منفصلة ومزدحمة ومكلفة. ووفقا لتقرير بعنوان "مدن أفريقيا: فتح الأبواب للعالم"، فإنه لتحسين ظروف المعيشة، والربط الأفضل بين الناس والوظائف، ينبغي أن تولي المدن أولوية للإدارة المستدامة للأرض. يوصي التقرير بانتهاج سياسة ذات اتجاهين: 1) إضفاء الصبغة الرسمية على أسواق الأراضي، وتوضيح حقوق الملكية، وترسيخ التخطيط الفعال للحضر؛ 2) الاستثمار المبكر والمنظم في البنية الأساسية.
وبالمثل، وفي مناطق تشهد سرعة في التوسع بالمدن مثل شرق آسيا وجنوب آسيا، يحتاج مخططو المدن وأصحاب القرار الحكومي إلى تبني سياسات استباقية لتوفير الأراضي والمساكن والخدمات، فضلا عن تحسين ظروف المعيشة ووسائل الربط لسكان المدن الجدد. ومع إقامة أكثر من نصف النازحين قسرا في العالم يعيشون في مناطق حضرية، وهذا يصدق أيضا على المدن، لاسيما في الشرق الأوسط وأفريقيا.
· المدن كمحركات للنمو الاقتصادي الاشتمالي
من بين 750 مدينة عالمية تم تحليلها في تقرير عن المدن المتنافسة، نما ثلاثة أرباعها بوتيرة أسرع من معدل نمو الاقتصاد الوطني منذ أوائل القرن الحادي والعشرين. ومع هذا، مازال هناك واحد من بين كل ثلاثة من سكان المدن بالبلدان النامية يعيش في أحياء عشوائية خائفا من الجريمة والعنف في الغالب. وللتأكد من توفير مدن المستقبل الفرص للجميع، يدعو البنك الدولي إلى تبني نهج "المدن الاشتمالية" ثلاثي الأبعاد والذي يتصدى للاشتمال المكاني، والاشتمال الاجتماعي، والاشتمال الاقتصادي في الوقت ذاته. وبالاستثمار في المؤسسات المحلية الخاضعة للمسائلة، وبتمكين المجتمعات الحضرية، يمكن للمدن أن تصبح أيضا موطنا أكثر أمانا للعيش.
· المدن كركائز لتأمين مكاسب التنمية وسط تزايد مخاطر المناخ والكوارث
بحلول عام 2030، وبدون استثمارات كبيرة تجعل المدن أكثر قدرة على الصمود، قد تكبد الكوارث الطبيعية مدن العالم خسائر تقدر بنحو 314 مليار دولار سنويا، كما أن تغير المناخ قد يدفع 77 مليون شخص آخر من سكان المدن إلى دائرة الفقر. وإدراكا لضرورة زيادة قيمة التمويل لتعزيز قدرة المدن على الصمود، يهدف برنامج البنك الدولي المسمى برنامج المدن القادرة على الصمود، والذي يدعمه الصندوق العالمي للحد من الكوارث والتعافي منها، إلى مساعدة المدن في أفريقيا وآسيا- من خلال التمويل وتطبيق الأدوات التشخيصية مثل أداة البحث عن المدن CityStrength- إلى التكيف مع عدد كبير من الظروف المتغيرة وتحمل الصدمات، مع الاضطلاع بالمهام الأساسية في الوقت نفسه.
قال سامح وهبة، مدير التنمية الحضرية في البنك الدولي، "السنوات من العشر إلى الخمس عشرة القادمة مهمة بشكل خاص للمدن . فقرارات التخطيط والاستثمار التي تتخذها الحكومات المحلية ستشكل اتجاهاتها المستقبلية لعقود قادمة- فضلا عن برامج العمل الخاصة بتغير المناخ والاشتمال الاجتماعي، وذلك من بين أمور أخرى."
هذه مجرد أفكار قليلة من أفكار كبرى عديدة للمساعدة على رسم مستقبل المدن. ماهي فكرتك الكبيرة عن تشكيل مستقبل مستدام لمدينتك؟ راسلنا عبر تويتر #Cities4Dev وانضم إلينا في النقاش.