واشنطن، 18 مايو/أيار 2023 – تمتلك ليبيا الغنية بالنفط والواقعة عند مفترق طرق إستراتيجي بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، إمكانيات هائلة لكنها لم تستغل بعد. ولم يؤد الصراع في ليبيا إلى تكبيد مواطنيها خسائر إنمائية كبيرة فحسب، بل أيضا أثر بشكل مباشر على رفاهية البلدان المجاورة ومنطقة الساحل وأوروبا. وبعد أن مرت بمرحلة انتقالية مضطربة، لا تزال ليبيا حبيسة الجمود السياسي وقد أسفر الإرث المؤسسي الذي خلفه تاريخ ليبيا المعقد، والذي تزامن مع عقد من عدم الاستقرار، عن مؤشرات إنمائية وقدرات مؤسسية لا تتناسب مع وضع ليبيا كبلد متوسط الدخل.
وتشكل المصالحة والاستقرار السياسي عنصرين أساسيين لمستقبل اجتماعي واقتصادي مستدام لليبيا. ويمكن أن تمثل المناقشات الاقتصادية مكونا قيما في العملية السياسية، مما يساعد على تقدم ليبيا نحو السلام والتسوية السياسية مع الوقت. ولمساعدة ليبيا في مسيرتها نحو السلام والتنمية وإعادة الإعمار آثار إيجابية غير مباشرة، ويمكن أن تجلب فرصا اقتصادية كبيرة في إطار التعاون الإقليمي.
ويستعرض تقرير "الطريق الطويل تجاه مؤسسات شاملة للجميع في ليبيا- مرجع للتحديات والاحتياجات القائمـة " كيف يمكن للمعرفة من مختلف المؤسسات والجهات الفاعلة أن تساهم في وضع رؤية متوسطة وطويلة الأجل تدعم التحول في ليبيا. وهذا الدليل المكون من 21 فصلا الذي شارك في تحريره كل من هند إرحيم ومايكل شيفير وكاناي واتنابي، يستعين على مدار فصوله بالخبرات المحلية والدولية لإيجاز التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها ليبيا على المديين الطويل والمتوسط في مختلف القطاعات والقضايا، مستفيدا من البيانات والتحليلات المتاحة والتي تم جمعها خلال السنوات الأخيرة رغم محدوديتها.
ويجمع هذا الدليل بين العمل التحليلي الذي أنجزه البنك الدولي والمنظمات الشريكة له في ليبيا على مدى السنوات العديدة الماضية. وباستخدام مختلف المناهج التحليلية، كاستطلاعات الرأي الهاتفية وبيانات الرصد الليلية، يقدم المؤلفون مساهمة متميزة في الحوار حول التحديات التي تواجه ليبيا على المديين المتوسط والطويل. ويتضمن هذا الدليل المجالات التي شارك فيها البنك الدولي والمنظمات الشريكة له في السنوات الأخيرة.
ويرمي هذا الدليل إلى توفير المعلومات والرؤى لمناقشات أوسع حول ليبيا، تلبي احتياجات الحكومة والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، ويتألف من خمسة أجزاء: الجزء الأول "مؤسسات الدولة: من الإرث إلى الإصلاح"؛ الجزء الثاني "تتبع الاقتصاد في أثناء الصراع"؛ الجزء الثالث "تأثير الصراع على الناس"؛ والجزء الرابع "الخدمات أثناء الصراع"؛ أخيرا, الجزء الخامس "نحو مؤسسات جديدة".
ومن جانبه، قال فريد بلحاج، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:" المؤسسات القوية التي تخدم الناس عنصر مهم في مساعدة ليبيا على بناء اقتصاد أكثر قوة وقدرة على الصمود." وأضاف، "إن بلورة رؤية مشتركة على المدى المتوسط والمدى الطويل لدولة تشمل الجميع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً غاية في الأهمية من أجل مستقبل مستدام لليبيا".
ويساهم الكتاب في بلوغ هذا الهدف، ليشكل نقطة انطلاق لمساعدة ليبيا في المضي قدما نحو تحقيق ذاتها بالكامل.